<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد ريتشارد كوردراي في كولومبوس بولاية أوهايو، ونشأ في مجتمع جروفي سيتي. تفوق في دراسته، وحصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة جروفي سيتي الثانوية عام 1977. واصل تعليمه في جامعة ولاية ميشيغان، حيث حصل على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الفلسفة عام 1981. أظهر كوردراي اهتمامًا مبكرًا بالشؤون العامة، وهو ما دفعه إلى متابعة دراساته العليا في جامعة أكسفورد كباحث رودس. حصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة والسياسة والاقتصاد من جامعة أكسفورد عام 1983. ثم عاد إلى الولايات المتحدة والتحق بكلية الحقوق بجامعة شيكاغو، حيث حصل على درجة الدكتوراه في القانون عام 1986.
مسيرته المهنية المبكرة
بعد تخرجه من كلية الحقوق، بدأ كوردراي حياته المهنية كمحامٍ. عمل كاتبًا قانونيًا للقاضيين فرانك إستربروك ورالف وينتر في محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة السابعة والثانية على التوالي. سمحت له هذه التجربة بتطوير فهم عميق للنظام القانوني وإجراءات المحاكم. بعد عمله ككاتب قانوني، انضم كوردراي إلى شركة المحاماة “Debevoise & Plimpton” في نيويورك، حيث مارس القانون الخاص لفترة قصيرة. ثم عاد إلى أوهايو وبدأ ممارسة المحاماة بشكل مستقل، متخصصًا في قضايا المستهلكين.
دخوله معترك السياسة
دخل ريتشارد كوردراي معترك السياسة في التسعينيات. في عام 1990، ترشح لمقعد في مجلس نواب ولاية أوهايو لكنه خسر. ومع ذلك، لم تثبط عزيمته، وفي عام 1992، فاز بمقعد في المجلس، ممثلاً المنطقة السابعة والخمسين. خلال فترة وجوده في مجلس النواب، ركز كوردراي على قضايا المستهلكين والتعليم والاقتصاد. في عام 1994، ترشح لمنصب المدقق المالي لولاية أوهايو لكنه خسر مرة أخرى. استمر في خدمة ولايته في مجلس النواب حتى عام 1996.
أمين صندوق مقاطعة فرانكلين
في عام 2002، تم انتخاب ريتشارد كوردراي أمينًا لصندوق مقاطعة فرانكلين، وهي أكبر مقاطعة في ولاية أوهايو. أشرف كأمين للصندوق على إدارة الأموال العامة للمقاطعة، بما في ذلك تحصيل الضرائب واستثمار الأموال. خلال فترة ولايته، قام بتطبيق إصلاحات لزيادة الشفافية والمساءلة في إدارة الأموال العامة. خدم كوردراي كأمين للصندوق حتى عام 2007.
المدعي العام لولاية أوهايو
في عام 2007، تم تعيين ريتشارد كوردراي المدعي العام لولاية أوهايو من قبل الحاكم تيد ستريكلاند، ليحل محل مارك دان، الذي استقال من منصبه. ثم انتخب كوردراي لمنصب المدعي العام في عام 2008. خلال فترة ولايته كمدعي عام، أولى كوردراي اهتمامًا خاصًا بحماية المستهلك وإنفاذ قوانين حماية المستهلك. قام بمقاضاة الشركات التي انخرطت في ممارسات خادعة أو غير عادلة، واستعاد ملايين الدولارات للمستهلكين المتضررين. كما عمل على مكافحة الجريمة المنظمة والفساد العام.
مكتب الحماية المالية للمستهلك
في عام 2010، رشح الرئيس باراك أوباما ريتشارد كوردراي ليكون أول مدير لمكتب الحماية المالية للمستهلك (CFPB)، وهو وكالة فيدرالية جديدة تم إنشاؤها بموجب قانون دود-فرانك للإصلاح المالي وحماية المستهلك. كان الهدف من إنشاء CFPB هو حماية المستهلكين من الممارسات المالية الخادعة أو المسيئة. واجه ترشيح كوردراي معارضة قوية من الجمهوريين في مجلس الشيوخ، الذين عارضوا إنشاء CFPB ومنحه سلطات واسعة. استخدم الجمهوريون تعطيلًا برلمانيًا لمنع التصويت على ترشيح كوردراي.
في يناير 2012، استخدم الرئيس أوباما سلطة التعيين أثناء العطلة لتعيين كوردراي مديرًا لـ CFPB. أثار هذا التعيين جدلاً قانونيًا، حيث زعم الجمهوريون أن مجلس الشيوخ لم يكن في عطلة رسمية في وقت التعيين. ومع ذلك، أيدت المحاكم في النهاية صحة تعيين كوردراي. خلال فترة ولايته كمدير لـ CFPB، قام كوردراي بتنفيذ لوائح جديدة لحماية المستهلكين في مجالات مثل الرهون العقارية وبطاقات الائتمان والقروض الطلابية. قامت الوكالة أيضًا بإنفاذ قوانين حماية المستهلك ضد الشركات التي انخرطت في ممارسات غير عادلة أو خادعة. تحت قيادة كوردراي، استعادت CFPB مليارات الدولارات للمستهلكين المتضررين.
- الرهون العقارية: فرضت CFPB قواعد أكثر صرامة على مُقرضي الرهون العقارية لمنع الممارسات المسيئة التي ساهمت في الأزمة المالية لعام 2008.
- بطاقات الائتمان: اتخذت CFPB إجراءات ضد شركات بطاقات الائتمان التي تفرض رسومًا مفرطة أو تنخرط في ممارسات أخرى غير عادلة.
- القروض الطلابية: عملت CFPB على حماية الطلاب المقترضين من الممارسات الخادعة من قبل مُقدمي القروض الطلابية وشركات تحصيل الديون.
الترشح لمنصب حاكم ولاية أوهايو
في عام 2018، استقال ريتشارد كوردراي من منصبه كمدير لـ CFPB للترشح لمنصب حاكم ولاية أوهايو. فاز بترشيح الحزب الديمقراطي لكنه خسر في الانتخابات العامة أمام الجمهوري مايك ديواين. على الرغم من خسارته، فقد أظهر كوردراي قوة وشعبية كبيرة بين الناخبين الديمقراطيين في الولاية.
الرئيس التنفيذي للعمليات في قسم المعونة الفيدرالية للطلاب
في عام 2021، عُين ريتشارد كوردراي الرئيس التنفيذي للعمليات في قسم المعونة الفيدرالية للطلاب في وزارة التعليم الأمريكية. في هذا الدور، يشرف على إدارة برامج المعونة الفيدرالية للطلاب، والتي توفر منحًا وقروضًا للطلاب لمساعدتهم على تحمل تكاليف التعليم العالي. يواجه كوردراي تحديات كبيرة في منصبه الجديد، بما في ذلك إصلاح نظام القروض الطلابية المعقد ومعالجة قضية الديون الطلابية المتزايدة.
إنجازاته وجوائزه
حصل ريتشارد كوردراي على العديد من الجوائز والأوسمة طوال حياته المهنية، تقديرًا لخدمته العامة والتزامه بحماية المستهلك. تشمل بعض أبرز إنجازاته وجوائزه ما يلي:
- جائزة “Consumer Champion Award” من الاتحاد الوطني للمستهلكين.
- جائزة “Public Service Award” من كلية الحقوق بجامعة شيكاغو.
- وسام “Distinguished Alumni Award” من جامعة ولاية ميشيغان.
آراؤه السياسية
يعتبر ريتشارد كوردراي ديمقراطيًا تقدميًا. يؤيد سياسات مثل توسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية، والاستثمار في التعليم، وحماية البيئة، وزيادة الحد الأدنى للأجور. وهو أيضًا مدافع قوي عن حماية المستهلك وإنفاذ قوانين حماية المستهلك. يُعرف كوردراي بنهجه العملي والواقعي في حل المشكلات، وقدرته على العمل مع أشخاص من خلفيات سياسية مختلفة.
خاتمة
ريتشارد كوردراي شخصية بارزة في السياسة الأمريكية، يتمتع بمسيرة مهنية متميزة في الخدمة العامة. من خلال عمله كمشرع في ولاية أوهايو، وأمين صندوق مقاطعة فرانكلين، والمدعي العام لولاية أوهايو، والمدير المؤسس لمكتب الحماية المالية للمستهلك، والرئيس التنفيذي للعمليات في قسم المعونة الفيدرالية للطلاب، أظهر كوردراي التزامًا قويًا بحماية المستهلكين وتحسين حياة الأمريكيين. يعتبر كوردراي مدافعًا قويًا عن المستهلكين والطلاب، وله دور فعال في تشكيل السياسة المالية في الولايات المتحدة.