حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت سارة ثورنتون في عام 1965. تلقت تعليمًا متميزًا، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في التاريخ والفن من جامعة ساسكس. ثم انتقلت إلى كندا لإكمال دراستها العليا، وحصلت على درجة الماجستير في علم الاجتماع من جامعة ماكغيل. لم تتوقف طموحاتها الأكاديمية عند هذا الحد، بل واصلت مسيرتها التعليمية وحصلت على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة ييل، وهي إحدى أعرق الجامعات في الولايات المتحدة.
أعمالها ومساهماتها
تتركز اهتمامات سارة ثورنتون البحثية على دراسة الثقافة المعاصرة، مع التركيز بشكل خاص على الفن والموسيقى والإعلام. تستخدم في أبحاثها منهجيات متنوعة، بما في ذلك الإثنوغرافيا والمقابلات والتحليل النصي. تهدف ثورنتون من خلال أعمالها إلى فهم كيفية إنتاج الثقافة واستهلاكها وتداولها في المجتمعات الحديثة.
الكتابة الإثنوغرافية: تتميز كتابات ثورنتون بأسلوبها الإثنوغرافي، حيث تقوم بإجراء دراسات ميدانية معمقة للمجتمعات الثقافية التي تهتم بها. تقوم بمراقبة المشاركين في هذه المجتمعات، وإجراء مقابلات معهم، وتحليل ممارساتهم ومعتقداتهم. يتيح لها هذا النهج فهمًا دقيقًا وشاملاً للظواهر الثقافية التي تدرسها.
كتبها
ألفت سارة ثورنتون ثلاثة كتب حظيت باهتمام واسع النطاق، وهي:
- “نوادي الثقافة الفرعية: داخل حياة الشباب الموسيقيين” (Club Cultures: Music, Media and Subcultural Capital): نشر هذا الكتاب في عام 1996، وهو يستكشف عالم نوادي الموسيقى في بريطانيا في التسعينيات. تدرس ثورنتون في هذا الكتاب كيف يتم إنتاج الهوية الاجتماعية من خلال المشاركة في هذه النوادي، وكيف يتم استخدام الموسيقى والإعلام للتعبير عن هذه الهوية.
- “33 فناناً في 3 أعمال” (33 Artists in 3 Acts): نُشر هذا الكتاب في عام 2014، وهو يقدم نظرة حميمة على حياة الفنانين المعاصرين. تجري ثورنتون في هذا الكتاب مقابلات مع 33 فنانًا من مختلف أنحاء العالم، وتستكشف دوافعهم وإلهامهم وتحدياتهم.
- “سبع أيام في عالم الفن” (Seven Days in the Art World): نشر هذا الكتاب في عام 2008، وحقق نجاحًا كبيرًا. يقدم هذا الكتاب نظرة من الداخل إلى عالم الفن المعاصر، حيث تأخذنا ثورنتون في جولة لمدة أسبوع في ستة مواقع رئيسية في عالم الفن، بما في ذلك مزاد كريستيز، وبينالي فينيسيا، ومكتب محرر مجلة آرتفورم.
“نوادي الثقافة الفرعية: داخل حياة الشباب الموسيقيين”
يعد كتاب “نوادي الثقافة الفرعية” من أهم أعمال سارة ثورنتون. يستكشف الكتاب عالم نوادي الموسيقى في بريطانيا في التسعينيات، ويدرس كيف يتم إنتاج الهوية الاجتماعية من خلال المشاركة في هذه النوادي. تستخدم ثورنتون مفهوم “رأس المال الثقافي الفرعي” لشرح كيف يكتسب الشباب مكانة اجتماعية من خلال معرفتهم بالموسيقى والثقافة الفرعية.
رأس المال الثقافي الفرعي: يشير هذا المفهوم إلى المعرفة والمهارات والذوق التي يمتلكها الأفراد في سياق ثقافة فرعية معينة. يمكن استخدام رأس المال الثقافي الفرعي لتحقيق مكانة اجتماعية داخل الثقافة الفرعية، وكذلك للتعبير عن الهوية والتمايز عن الثقافة السائدة.
تحليل نوادي الموسيقى: تقوم ثورنتون في هذا الكتاب بتحليل جوانب مختلفة من نوادي الموسيقى، بما في ذلك الموسيقى نفسها، والأزياء، والرقص، والمخدرات. تدرس كيف تساهم هذه الجوانب في خلق هوية فريدة للثقافة الفرعية.
“سبع أيام في عالم الفن”
حقق كتاب “سبع أيام في عالم الفن” نجاحًا كبيرًا، حيث ترجم إلى العديد من اللغات. يقدم الكتاب نظرة من الداخل إلى عالم الفن المعاصر، حيث تأخذنا ثورنتون في جولة لمدة أسبوع في ستة مواقع رئيسية في عالم الفن.
المواقع التي زارتها ثورنتون: تشمل المواقع التي زارتها ثورنتون في هذا الكتاب:
- مزاد كريستيز في نيويورك.
- بينالي فينيسيا.
- مكتب محرر مجلة آرتفورم.
- حفل عشاء يقيمه جامعو الأعمال الفنية في بازل.
- دروس نقد فني في معهد كاليفورنيا للفنون.
- جائزة تيرنر في لندن.
تحليل عالم الفن: تقدم ثورنتون في هذا الكتاب تحليلًا نقديًا لعالم الفن المعاصر، حيث تكشف عن الجوانب التجارية والسياسية والاجتماعية التي تشكل هذا العالم. تدرس كيف يتم تحديد قيمة الأعمال الفنية، وكيف يتم الترويج للفنانين، وكيف يتم استخدام الفن للتعبير عن السلطة.
“33 فناناً في 3 أعمال”
في كتاب “33 فناناً في 3 أعمال”، تقدم سارة ثورنتون مجموعة من المقابلات مع فنانين معاصرين من مختلف أنحاء العالم. يهدف الكتاب إلى استكشاف دوافع الفنانين وإلهامهم وتحدياتهم. يتميز الكتاب بأسلوب ثورنتون السهل والممتع، مما يجعله في متناول جمهور واسع من القراء.
الفنانون الذين تمت مقابلتهم: تشمل قائمة الفنانين الذين تمت مقابلتهم في هذا الكتاب أسماء بارزة في عالم الفن المعاصر، مثل:
- جيف كونز.
- سيندي شيرمان.
- داميان هيرست.
- مارينا أبراموفيتش.
أسئلة ثورنتون: تطرح ثورنتون على الفنانين أسئلة حول جوانب مختلفة من حياتهم وعملهم، بما في ذلك:
- ما الذي يلهمهم؟
- كيف يبدأون مشاريعهم الفنية؟
- ما هي التحديات التي يواجهونها؟
- ما هي آراؤهم حول عالم الفن؟
رؤى الفنانين: تقدم إجابات الفنانين رؤى قيمة حول عملية الإبداع الفني، وحول التحديات التي تواجه الفنانين المعاصرين. يكشف الكتاب عن تنوع وجهات النظر والأساليب الفنية في عالم الفن المعاصر.
تأثيرها وأهميتها
تعتبر سارة ثورنتون شخصية مؤثرة في مجال دراسات الثقافة. ساهمت أعمالها في فهم أعمق للثقافة المعاصرة، وخاصة في مجالات الفن والموسيقى والإعلام. تتميز كتاباتها بالجمع بين التحليل الأكاديمي والأسلوب السهل والممتع، مما يجعلها في متناول جمهور واسع من القراء. ألهمت أبحاثها العديد من الباحثين والطلاب في مجال دراسات الثقافة.
منهجيتها: تعتبر منهجية سارة ثورنتون في البحث الإثنوغرافي نموذجًا يحتذى به في مجال دراسات الثقافة. تتميز أبحاثها بالدقة والشمولية، والاهتمام بالتفاصيل، والقدرة على فهم الظواهر الثقافية من الداخل.
إسهاماتها: ساهمت سارة ثورنتون في تطوير مفاهيم جديدة في مجال دراسات الثقافة، مثل مفهوم “رأس المال الثقافي الفرعي”. كما ساهمت في تسليط الضوء على أهمية دراسة الثقافة الشعبية والثقافة الفرعية.
خاتمة
سارة ثورنتون كاتبة وعالمة اجتماع متميزة، قدمت إسهامات كبيرة في مجال دراسات الثقافة. تتميز أعمالها بالجمع بين العمق الأكاديمي والأسلوب الشيق، مما يجعلها في متناول جمهور واسع من القراء. من خلال كتبها ومقالاتها، ساهمت ثورنتون في فهم أعمق للثقافة المعاصرة، وخاصة في مجالات الفن والموسيقى والإعلام. تظل أبحاثها مصدر إلهام للباحثين والطلاب في مجال دراسات الثقافة.