<![CDATA[
نشأته وحياته المبكرة
ولد روبرت ناثان في مدينة نيويورك لعائلة يهودية ألمانية ثرية. كان والده، هارولد ناثان، سمسار بورصة ناجحًا، بينما كانت والدته، سارة جرونتال ناثان، ربة منزل. نشأ في بيئة مريحة ومحفزة فكريًا، مما ساعده على تطوير حبه للأدب والفن منذ صغره. التحق بمدرسة خاصة في نيويورك، ثم التحق بجامعة هارفارد، حيث درس اللغة الإنجليزية وتخرج عام 1916.
خلال فترة وجوده في هارفارد، بدأ ناثان في كتابة الشعر والقصص القصيرة، ونشر بعض أعماله في المجلات الأدبية الجامعية. تأثر بشكل خاص بالشعراء الرومانسيين الإنجليز، مثل بيرسي بيش شيلي وجون كيتس، بالإضافة إلى الكتاب الساخرين مثل أناتول فرانس. بعد تخرجه، عمل لفترة قصيرة في مجال الإعلانات، لكنه سرعان ما قرر تكريس وقته للكتابة بدوام كامل.
بداية مسيرته الأدبية
نشر روبرت ناثان روايته الأولى، “Peter Kindred”، في عام 1919. كانت الرواية عبارة عن قصة رومانسية تدور أحداثها في حرم جامعة، وحظيت باستقبال نقدي متباين. على الرغم من أن بعض النقاد أشادوا بأسلوبه الكتابي الأنيق، إلا أن آخرين اعتبروا القصة مبتذلة وعاطفية. ومع ذلك، حققت الرواية نجاحًا تجاريًا معقولًا، وساعدت في ترسيخ ناثان ككاتب واعد.
في السنوات التالية، نشر ناثان عددًا من الروايات الأخرى، بما في ذلك “Autumn” (1921) و “The Puppet Master” (1923). استمرت هذه الروايات في استكشاف موضوعات الحب والخسارة، وغالبًا ما تميزت بلمسة من السخرية والفكاهة. ومع ذلك، لم تحقق أي من هذه الروايات نفس النجاح الذي حققته روايته الأولى.
نجاحه الكبير
جاء النجاح الكبير لناثان في عام 1925 مع نشر روايته “Jonah”. كانت الرواية عبارة عن إعادة سرد ساخرة لقصة النبي يونان، وحظيت بإشادة واسعة النطاق من النقاد والجمهور على حد سواء. أشاد النقاد بأسلوبه الكتابي الذكي ورؤيته الفريدة للدين والإنسانية. أصبحت الرواية من أكثر الكتب مبيعًا، وتمت ترجمتها إلى العديد من اللغات.
بعد نجاح “Jonah”، أصبح ناثان واحدًا من أكثر الكتاب شهرة في أمريكا. نشر عددًا من الروايات الناجحة الأخرى في السنوات التالية، بما في ذلك “The Woodcutter’s House” (1927) و “Bishop’s Wife” (1928) و “Portrait of Jennie” (1940). غالبًا ما استكشفت هذه الروايات موضوعات مماثلة لتلك التي تناولها في أعماله السابقة، لكنها أظهرت أيضًا تطورًا في أسلوبه الكتابي ورؤيته للعالم.
أعماله اللاحقة
خلال الحرب العالمية الثانية، عمل ناثان ككاتب في مكتب معلومات الحرب. كتب عددًا من المقالات والخطب لدعم المجهود الحربي، ونشر أيضًا رواية بعنوان “But Gently Day” (1943)، التي تدور أحداثها في إنجلترا خلال فترة الحرب. بعد الحرب، استمر ناثان في الكتابة، لكن أعماله اللاحقة لم تحقق نفس النجاح الذي حققته أعماله السابقة.
من بين رواياته اللاحقة “The River Journey” (1949) و “Sir Henry” (1950) و “The Elusive Mrs. Pollifax” (1971). على الرغم من أن هذه الروايات لا تزال تتميز بأسلوبه الكتابي الأنيق ورؤيته الفريدة، إلا أنها غالبًا ما اعتبرت أقل أهمية من أعماله السابقة.
أهم أعماله
- Peter Kindred (1919): روايته الأولى، قصة رومانسية تدور في حرم جامعة.
- Jonah (1925): إعادة سرد ساخرة لقصة النبي يونان، يعتبرها الكثيرون أفضل أعماله.
- The Woodcutter’s House (1927): قصة مؤثرة عن الحب والخسارة تدور في منطقة ريفية.
- Bishop’s Wife (1928): كوميديا رومانسية عن ملاك يقع في حب زوجة أسقف.
- Portrait of Jennie (1940): قصة خيالية عن فنان يقع في حب شبح امرأة شابة.
أسلوبه الأدبي
يتميز أسلوب روبرت ناثان الكتابي بالبساطة والأناقة والسخرية. غالبًا ما استخدم الفكاهة لاستكشاف موضوعات جادة، مثل الحب والخسارة والموت. كانت كتاباته في متناول جمهور واسع، لكنها كانت أيضًا عميقة ومثيرة للتفكير. تأثر ناثان بالشعراء الرومانسيين الإنجليز والكتاب الساخرين، لكنه طور أسلوبه الفريد الخاص به.
كثيرًا ما استكشف ناثان موضوعات الحب والخسارة في أعماله. كان يؤمن بقوة الحب كقوة إيجابية في العالم، لكنه أدرك أيضًا أن الحب يمكن أن يكون مؤلمًا ومدمرًا. غالبًا ما كانت شخصياته تعاني من الخسارة، سواء كانت خسارة أحد الأحباء أو خسارة الأحلام أو خسارة البراءة. ومع ذلك، غالبًا ما وجدوا طريقة للتغلب على حزنهم والمضي قدمًا في حياتهم.
كان ناثان أيضًا مهتمًا بالدين والروحانية. لم يكن متدينًا بالمعنى التقليدي للكلمة، لكنه كان يؤمن بوجود قوة أكبر من أنفسنا. غالبًا ما استكشفت شخصياته العلاقة بين الإنسان والله، وكيف يمكننا إيجاد معنى وهدف في حياتنا. لم يكن ناثان خائفًا من طرح أسئلة صعبة حول الدين، لكنه فعل ذلك دائمًا باحترام وحساسية.
حياته الشخصية
تزوج روبرت ناثان أربع مرات. كانت زوجته الأولى دوروثي ريد، وتزوجا عام 1920 وانفصلا عام 1931. تزوج من نانسي ويلسون في عام 1932 وانفصلا عام 1938. تزوج من كليفتون ليسكو في عام 1939 وتوفيت عام 1959. تزوج من آنا ليونارد في عام 1960 وظلا متزوجين حتى وفاته عام 1985. كان لديه طفل واحد، هو ابنه أوليفر، من زوجته الأولى دوروثي ريد.
عاش ناثان في عدد من الأماكن المختلفة خلال حياته، بما في ذلك مدينة نيويورك ولوس أنجلوس وكيب كود. كان محبًا للطبيعة، واستمتع بقضاء الوقت في الهواء الطلق. كان أيضًا قارئًا نهمًا، وكان لديه مكتبة كبيرة في منزله.
جوائز وتكريمات
حصل روبرت ناثان على عدد من الجوائز والتكريمات خلال حياته، بما في ذلك:
- ميدالية جامعة ييل
- زمالة الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب
- جائزة إدوارد ماكدويل
تأثيره وإرثه
على الرغم من أن روبرت ناثان لم يعد اسمًا مألوفًا كما كان في السابق، إلا أنه لا يزال يعتبر كاتبًا مهمًا في الأدب الأمريكي. تميزت أعماله برؤيتها الفريدة للعالم وأسلوبها الكتابي الأنيق. ألهم العديد من الكتاب الآخرين، ولا تزال كتاباته تقرأ وتستمتع بها اليوم.
يعتبر ناثان مثالاً للكاتب الذي لم يخشَ أن يكون مختلفًا. لم يتبع الاتجاهات الأدبية السائدة، لكنه كتب دائمًا ما يؤمن به. نتيجة لذلك، أنشأ مجموعة من الأعمال التي لا تزال ذات صلة ومؤثرة اليوم.
خاتمة
كان روبرت ناثان روائيًا وشاعرًا أمريكيًا موهوبًا، اشتهر بأسلوبه الساخر والفكاهي. استكشفت كتاباته موضوعات الحب والخسارة والروحانية بطريقة بسيطة وأنيقة. على الرغم من أن أعماله لم تكن دائمًا شائعة لدى النقاد، إلا أنه اكتسب قاعدة جماهيرية مخلصة استمتعت برؤيته الفريدة للعالم. لا يزال إرثه الأدبي حيًا حتى اليوم.