<![CDATA[
التأسيس والتنظيم
تأسس الفيلق الميداني الأول في نا ترانج، فيتنام الجنوبية، في 15 مارس 1966. وكان الغرض من إنشائه هو توفير قيادة موحدة للوحدات القتالية الأمريكية المتزايدة الانتشار في المنطقة الوسطى من فيتنام الجنوبية. قبل ذلك، كانت هذه الوحدات تعمل تحت قيادة وحدات مختلفة، مما أدى إلى صعوبات في التنسيق والسيطرة.
يتألف الفيلق الميداني الأول من عدة فرق وألوية، بما في ذلك:
- الفرقة الأولى الفرسان (المحمولة جوًا)
- الفرقة الرابعة مشاة
- الفرقة 25 مشاة
- الفرقة 101 المحمولة جوًا
- العديد من الألوية المستقلة ووحدات الدعم
كان مقر الفيلق الميداني الأول في لونغ بينه، بالقرب من سايغون، ولكن كان لديه أيضًا مراكز قيادة أمامية بالقرب من مناطق القتال النشطة. كان القائد الأول للفيلق الميداني الأول هو الفريق أول ويليام ويستمورلاند، الذي كان أيضًا قائد القيادة العسكرية الأمريكية في فيتنام (MACV).
العمليات الرئيسية
شارك الفيلق الميداني الأول في العديد من العمليات القتالية الرئيسية خلال حرب فيتنام، بما في ذلك:
معركة إيا درانغ: في نوفمبر 1965، قبل تفعيل الفيلق الميداني الأول رسميًا، شاركت وحدات من الفرقة الأولى الفرسان (المحمولة جوًا)، التي أصبحت لاحقًا جزءًا من الفيلق، في معركة إيا درانغ. كانت هذه المعركة واحدة من أولى الاشتباكات الكبرى بين القوات الأمريكية وقوات جيش فيتنام الشمالي (NVA). على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدها الجانبان، إلا أن المعركة أظهرت قدرة القوات الأمريكية على الاشتباك مع العدو في معارك واسعة النطاق.
عملية أتلانتا: في أوائل عام 1966، شارك الفيلق الميداني الأول في عملية أتلانتا، وهي عملية بحث وتدمير تهدف إلى تطهير المنطقة المحيطة بقاعدة فو باي الجوية. حققت العملية نجاحًا محدودًا في تعطيل عمليات العدو، لكنها كشفت أيضًا عن التحديات المتمثلة في العمل في بيئة حرب العصابات.
عملية ماسكاتين: في صيف عام 1966، أطلق الفيلق الميداني الأول عملية ماسكاتين، وهي عملية واسعة النطاق تهدف إلى تطهير وادي سونج ماي. شاركت في العملية وحدات من الفرقة الأولى الفرسان والفرقة 25 مشاة، بالإضافة إلى قوات من جيش جمهورية فيتنام (ARVN). أسفرت العملية عن خسائر فادحة للعدو، لكنها لم تتمكن من القضاء على وجوده بشكل كامل في المنطقة.
معركة وادي أشاو: في عام 1969، شارك الفيلق الميداني الأول في معركة وادي أشاو، وهي سلسلة من المعارك الشرسة ضد قوات جيش فيتنام الشمالي التي كانت تحاول السيطرة على الوادي الاستراتيجي. شاركت في المعركة وحدات من الفرقة 101 المحمولة جوًا والفرقة التاسعة مشاة، بالإضافة إلى قوات من جيش جمهورية فيتنام. على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدها الجانبان، إلا أن القوات الأمريكية تمكنت من الحفاظ على سيطرتها على الوادي.
عمليات أخرى: بالإضافة إلى هذه العمليات الرئيسية، شارك الفيلق الميداني الأول في عدد لا يحصى من عمليات البحث والتدمير الصغيرة، وعمليات تطهير القرى، وجهود الأمن المحلية. لعب الفيلق دورًا حاسمًا في حماية المراكز السكانية الرئيسية وطرق الإمداد في المنطقة الوسطى من فيتنام الجنوبية.
التحديات والصعوبات
واجه الفيلق الميداني الأول العديد من التحديات والصعوبات خلال فترة وجوده في فيتنام. وشملت هذه:
- التضاريس الوعرة: عمل الفيلق في منطقة ذات تضاريس وعرة، بما في ذلك الغابات الكثيفة والجبال الشاهقة. جعلت هذه التضاريس من الصعب على القوات الأمريكية المناورة وتتبع العدو.
- حرب العصابات: كان العدو يتبع تكتيكات حرب العصابات، مما جعل من الصعب على القوات الأمريكية تحديد موقعه وإشراكه في القتال. غالبًا ما كان العدو يشن هجمات مباغتة ثم يختفي في الغابة قبل أن تتمكن القوات الأمريكية من الرد.
- الدعم الشعبي: كان العدو يتمتع بدعم كبير من السكان المحليين، مما جعل من الصعب على القوات الأمريكية التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين. غالبًا ما كان السكان المحليون يقدمون معلومات استخباراتية للعدو ويساعدونه في إخفاء نفسه.
- الطقس: كان الطقس في فيتنام حارًا ورطبًا، مما جعل من الصعب على القوات الأمريكية الحفاظ على لياقتها البدنية ومعنوياتها. غالبًا ما كانت الأمطار الغزيرة تعيق العمليات العسكرية وتجعل من الصعب نقل الإمدادات.
الانسحاب وإعادة التنظيم
مع تزايد معارضة الحرب في فيتنام في الولايات المتحدة، بدأت الحكومة الأمريكية في سحب قواتها من البلاد في عام 1969. تم حل الفيلق الميداني الأول رسميًا في 30 أبريل 1971، كجزء من عملية الانسحاب. تم نقل وحدات الفيلق الميداني الأول المتبقية إلى وحدات أخرى أو أعيدت إلى الولايات المتحدة.
على الرغم من فترة وجوده القصيرة نسبيًا، لعب الفيلق الميداني الأول دورًا مهمًا في حرب فيتنام. شارك الفيلق في بعض من أعنف المعارك في الحرب، وساهم بشكل كبير في الجهود المبذولة لمنع سقوط فيتنام الجنوبية في أيدي الشيوعيين. ومع ذلك، فإن الحرب كانت مثيرة للجدل للغاية، وما زالت إرثها يثير نقاشًا حادًا حتى يومنا هذا.
الإرث والتأثير
على الرغم من الجدل المحيط بحرب فيتنام، لا يمكن إنكار الدور الذي لعبه الفيلق الميداني الأول في العمليات العسكرية خلال تلك الفترة. يظل الفيلق رمزًا للقوة العسكرية الأمريكية والقدرة على الانتشار والعمل في بيئات معادية. كما يمثل أيضًا التحديات والصعوبات التي تواجهها القوات الأمريكية في حروب العصابات والعمليات غير النظامية.
تستمر الدروس المستفادة من تجربة الفيلق الميداني الأول في التأثير على العقيدة العسكرية الأمريكية والتدريب. يتم دراسة تكتيكات واستراتيجيات الفيلق في الكليات العسكرية ومدارس الأركان، ويتم استخدامها لإعداد القادة للعمليات المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، يظل الفيلق موضوعًا للعديد من الكتب والأفلام الوثائقية، مما يضمن استمرار ذكراه للأجيال القادمة.
خاتمة
كان الفيلق الميداني الأول، فيتنام، قوة عسكرية أمريكية كبيرة لعبت دورًا محوريًا في حرب فيتنام. تأسس الفيلق في عام 1966 بهدف توحيد القيادة والسيطرة على القوات الأمريكية العاملة في المنطقة الوسطى من فيتنام الجنوبية. شارك الفيلق في العديد من العمليات القتالية الكبرى، وواجه العديد من التحديات والصعوبات، بما في ذلك التضاريس الوعرة وحرب العصابات والدعم الشعبي للعدو. تم حل الفيلق في عام 1971 كجزء من عملية الانسحاب الأمريكية من فيتنام. على الرغم من الجدل المحيط بالحرب، يظل الفيلق رمزًا للقوة العسكرية الأمريكية وتأثيرها على العقيدة العسكرية الأمريكية والتدريب.