تاريخ الجمعية
تأسست الجمعية في أعقاب سلسلة من الكوارث البحرية التي أودت بحياة عدد كبير من البحارة والصيادين. أدرك المؤسسون الحاجة إلى تقديم العون والمساعدة لأولئك الذين فقدوا أحبائهم أو تعرضوا لإصابات أو فقدوا مصادر رزقهم. بدأ العمل الخيري للجمعية بتقديم المساعدات المالية الفورية، ثم توسع ليشمل توفير السكن والرعاية الصحية والتعليم للأسر المحتاجة.
على مر السنين، تطورت الجمعية لتلبية الاحتياجات المتغيرة للمجتمع البحري. خلال الحربين العالميتين، لعبت دورًا حيويًا في دعم البحارة الذين تعرضوا للخطر نتيجة للعمليات العسكرية. بعد الحرب، استمرت الجمعية في تقديم الدعم للبحارة العائدين إلى ديارهم، ولم شمل الأسر، وتوفير المساعدة في إعادة بناء حياتهم. في عام 1850، حصلت الجمعية على ميثاق ملكي من الملكة فيكتوريا، مما عزز مكانتها وأهميتها في المجتمع.
أهداف الجمعية
تركز أهداف الجمعية على عدة جوانب رئيسية:
- توفير الدعم المالي: تقدم الجمعية منحًا مالية للأفراد والأسر الذين يعانون من ضائقة مالية بسبب الحوادث البحرية، أو المرض، أو الشيخوخة، أو فقدان الوظيفة.
- دعم الصحة والرفاهية: توفر الجمعية الدعم اللازم للحفاظ على صحة ورفاهية البحارة وعائلاتهم، بما في ذلك المساعدة في تكاليف الرعاية الصحية، وتوفير خدمات الاستشارة والدعم النفسي.
- توفير السكن: تساعد الجمعية في توفير السكن المناسب للأسر المحتاجة، سواء من خلال تقديم الدعم المالي للإيجار أو شراء منزل، أو من خلال توفير وحدات سكنية خاصة بها.
- دعم التعليم: تقدم الجمعية منحًا دراسية للطلاب من أسر البحارة، لمساعدتهم على الحصول على التعليم العالي والتدريب المهني.
- المساعدة في حالات الطوارئ: تستجيب الجمعية بسرعة لحالات الطوارئ التي تؤثر على البحارة، مثل الحوادث البحرية، وتقدم الدعم اللازم للناجين وعائلاتهم.
الخدمات التي تقدمها الجمعية
تقدم الجمعية مجموعة واسعة من الخدمات لدعم البحارة وعائلاتهم. هذه الخدمات تشمل:
- المنح المالية: تقدم الجمعية منحًا مالية فردية لمساعدة الأفراد والأسر في تغطية النفقات الأساسية مثل الطعام والملابس والفواتير.
- دعم الإسكان: تساعد الجمعية في توفير السكن المناسب من خلال تقديم الدعم المالي للإيجار أو الرهون العقارية، أو من خلال توفير وحدات سكنية خاصة بها.
- دعم الرعاية الصحية: تساعد الجمعية في تغطية تكاليف الرعاية الصحية، بما في ذلك الأدوية والعمليات الجراحية والرعاية المتخصصة.
- المساعدات القانونية: توفر الجمعية معلومات واستشارات قانونية مجانية للبحارة وعائلاتهم فيما يتعلق بقضايا العمل، والتعويضات، وغيرها من المسائل القانونية.
- خدمات الاستشارة: تقدم الجمعية خدمات الاستشارة والدعم النفسي للأفراد والأسر الذين يعانون من ضغوط نفسية أو عاطفية.
- برامج التدريب: توفر الجمعية برامج تدريبية للمساعدة في تطوير المهارات المهنية للبحارة، وتعزيز فرصهم في الحصول على عمل.
كيفية الحصول على الدعم
يمكن للبحارة وعائلاتهم التقدم بطلب للحصول على الدعم من الجمعية من خلال اتباع الخطوات التالية:
- التحقق من الأهلية: يجب على المتقدمين التأكد من استيفائهم لشروط الأهلية المحددة من قبل الجمعية، والتي عادة ما تشمل العمل في البحر كصياد أو بحار تجاري، أو أن يكونوا من أسر البحارة المتوفين أو المصابين.
- ملء نموذج الطلب: يجب على المتقدمين ملء نموذج طلب الدعم المتاح على موقع الجمعية الإلكتروني، أو الحصول عليه من مكاتب الجمعية أو من خلال شركائها.
- تقديم المستندات المطلوبة: يجب على المتقدمين تقديم جميع المستندات المطلوبة مع نموذج الطلب، والتي قد تشمل إثبات الهوية، وإثبات الدخل، وإثبات العلاقة بالبحر، وتقارير طبية (إذا لزم الأمر).
- تقييم الطلب: تقوم الجمعية بتقييم الطلبات المقدمة بناءً على المعلومات المقدمة، وتحديد مدى حاجة المتقدمين إلى الدعم.
- تلقي القرار: يتم إبلاغ المتقدمين بقرار الجمعية بشأن طلبهم، وفي حالة الموافقة، يتم تحديد نوع الدعم الذي سيتم تقديمه.
أهمية الجمعية في المجتمع البحري
تعتبر الجمعية الملكية الخيرية لصيادي السفن والبحارة مؤسسة حيوية في المجتمع البحري. فهي توفر شبكة أمان مهمة للبحارة وعائلاتهم، وتقدم الدعم المالي والمعنوي في أوقات الحاجة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الجمعية دورًا مهمًا في:
- حماية حقوق البحارة: تعمل الجمعية على تعزيز حقوق البحارة، والدفاع عن مصالحهم، والمساعدة في حل النزاعات المتعلقة بالعمل.
- دعم السلامة البحرية: تساهم الجمعية في تحسين السلامة البحرية من خلال دعم برامج التدريب، والتوعية بالمخاطر، والمشاركة في الجهود الرامية إلى منع الحوادث البحرية.
- المساهمة في المجتمع: تدعم الجمعية المجتمعات المحلية التي يعيش فيها البحارة، من خلال توفير الخدمات الاجتماعية، والمشاركة في الفعاليات المجتمعية، وتقديم الدعم للمؤسسات الخيرية الأخرى.
التحديات التي تواجهها الجمعية
تواجه الجمعية عددًا من التحديات في عملها، بما في ذلك:
- زيادة الطلب على الدعم: يزداد الطلب على الدعم المالي والمعنوي من قبل البحارة وعائلاتهم، نتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية، وزيادة المخاطر في العمل البحري.
- الحصول على التمويل: تعتمد الجمعية على التبرعات والمنح لتمويل أنشطتها، وقد يكون الحصول على التمويل الكافي تحديًا في بعض الأحيان.
- الوعي بالجمعية: قد لا يكون الوعي بالجمعية وخدماتها واسعًا بين جميع البحارة وعائلاتهم، مما قد يؤدي إلى عدم استفادتهم من الدعم المتاح.
- التغيرات في الصناعة البحرية: تتغير الصناعة البحرية باستمرار، مما يتطلب من الجمعية التكيف مع هذه التغيرات، وتلبية الاحتياجات الجديدة للبحارة.
مستقبل الجمعية
تواصل الجمعية عملها الحيوي في دعم البحارة وعائلاتهم. وتعمل الجمعية على:
- توسيع نطاق خدماتها: تسعى الجمعية إلى توسيع نطاق خدماتها لتلبية الاحتياجات المتزايدة للبحارة، من خلال تطوير برامج جديدة، وتعزيز الشراكات مع المنظمات الأخرى.
- زيادة الوعي: تعمل الجمعية على زيادة الوعي بأعمالها وخدماتها، من خلال حملات التوعية، والمشاركة في الفعاليات المجتمعية، والتواصل مع وسائل الإعلام.
- تأمين التمويل: تسعى الجمعية إلى تأمين التمويل اللازم لضمان استمرارية عملها، من خلال تنويع مصادر التمويل، والبحث عن فرص جديدة للتعاون مع الشركات والمؤسسات.
- الابتكار والتطوير: تعمل الجمعية على الابتكار والتطوير في خدماتها، من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتحسين كفاءة العمليات.
خاتمة
الجمعية الملكية الخيرية لصيادي السفن والبحارة هي مؤسسة خيرية أساسية تقدم دعمًا حيويًا للبحارة وعائلاتهم في المملكة المتحدة. من خلال توفير الدعم المالي، وخدمات الرعاية الصحية، والمساعدة في السكن، والتعليم، والمساعدة في حالات الطوارئ، تعمل الجمعية على تحسين حياة الآلاف من الأشخاص الذين يعتمدون على البحر في معيشتهم. على الرغم من التحديات التي تواجهها، تواصل الجمعية التزامها بتقديم الدعم والمساندة للمجتمع البحري، وضمان استمرار عملها في المستقبل.
المراجع
- الموقع الرسمي للجمعية الملكية الخيرية لصيادي السفن والبحارة
- صفحة الجمعية على ويكيبيديا
- مؤسسة الحياة البحرية الوطنية (RNLI) – قد تتعاون الجمعية معها
- مفوضية شؤون الجمعيات الخيرية في المملكة المتحدة – للتحقق من تسجيل الجمعية
“`