<![CDATA[
الضفيرة السباتية المشتركة (Common Carotid Plexus)
تتكون الضفيرة السباتية المشتركة من ألياف عصبية تتعلق بالشريان السباتي المشترك. الشريان السباتي المشترك هو وعاء دموي رئيسي يقع في الرقبة، وهو مسؤول عن نقل الدم المؤكسج إلى الدماغ والرأس والوجه. تنشأ الضفيرة السباتية المشتركة من العقدة الرقبية العلوية للجذع الودي، وتتفرع إلى الشرايين السباتية الداخلية والخارجية.
الوظيفة: تلعب الضفيرة السباتية المشتركة دورًا في تنظيم تدفق الدم إلى الدماغ والرأس. كما أنها تشارك في الاستجابات اللاإرادية، مثل تنظيم معدل ضربات القلب وضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، تحمل أليافًا حركية وعائية إلى جدار الشرايين السباتية، مما يؤثر على تقلص الأوعية الدموية وتوسعها.
الضفيرة السباتية الداخلية (Internal Carotid Plexus)
تتكون الضفيرة السباتية الداخلية من شبكة من الألياف العصبية السمبثاوية التي تلتف حول الشريان السباتي الداخلي. ينشأ الشريان السباتي الداخلي من الشريان السباتي المشترك ويوفر الدم إلى الدماغ والعينين وأجزاء من الوجه. الضفيرة السباتية الداخلية هي استمرار للضفيرة السباتية المشتركة، وتدخل الجمجمة مع الشريان السباتي الداخلي عبر القناة السباتية.
التشريح: تقع الضفيرة السباتية الداخلية داخل الغمد السباتي مع الشريان السباتي الداخلي والوريد الوداجي الداخلي والعصب المبهم. تتلقى الألياف العصبية من العقدة الرقبية العلوية للجذع الودي وتتشابك لتكوين شبكة معقدة حول الشريان.
الوظيفة: الضفيرة السباتية الداخلية لها وظائف متعددة، بما في ذلك:
- تنظيم تدفق الدم الدماغي: تساعد في التحكم في تدفق الدم إلى الدماغ عن طريق تضييق وتوسيع الأوعية الدموية الدماغية.
- وظيفة الغدة النخامية: ترسل الألياف السمبثاوية إلى الغدة النخامية، مما قد يؤثر على إفراز الهرمونات.
- وظيفة العين: تساهم في وظائف العين، مثل توسيع حدقة العين ورفع الجفن العلوي.
- إفراز العرق في الوجه: تنظم التعرق في الوجه.
الأهمية السريرية: يمكن أن يؤدي تلف الضفيرة السباتية الداخلية إلى متلازمة هورنر، التي تتميز بتدلي الجفن (ptosis)، وتضيق حدقة العين (miosis)، وانخفاض التعرق (anhidrosis) على جانب الوجه المصاب. يمكن أن تحدث هذه المتلازمة بسبب مجموعة متنوعة من الحالات، مثل السكتات الدماغية وأورام الرقبة وإصابات الأعصاب.
الضفيرة السباتية الخارجية (External Carotid Plexus)
تتكون الضفيرة السباتية الخارجية من ألياف عصبية سمبثاوية تلتف حول الشريان السباتي الخارجي. يتفرع الشريان السباتي الخارجي من الشريان السباتي المشترك ويزود الدم إلى الوجه وفروة الرأس والرقبة. الضفيرة السباتية الخارجية هي أيضًا استمرار للضفيرة السباتية المشتركة، وتتوزع على فروع الشريان السباتي الخارجي.
التشريح: تقع الضفيرة السباتية الخارجية بالقرب من الشريان السباتي الخارجي، وتتلقى الألياف العصبية من العقدة الرقبية العلوية للجذع الودي. تتبع هذه الألياف فروع الشريان السباتي الخارجي لتزويد الأعضاء والأنسجة المختلفة في الرأس والوجه والرقبة.
الوظيفة: تلعب الضفيرة السباتية الخارجية دورًا في:
- تنظيم تدفق الدم إلى الوجه وفروة الرأس والرقبة: تساعد في التحكم في تدفق الدم إلى هذه المناطق عن طريق تضييق وتوسيع الأوعية الدموية.
- إفراز اللعاب: تؤثر على الغدد اللعابية، مما قد يؤثر على إنتاج اللعاب.
- التعرق في الوجه وفروة الرأس: تنظم التعرق في هذه المناطق.
- وظيفة العضلات: توفر تعصيبًا سمبثاويًا لبعض عضلات الوجه.
الأهمية السريرية: على الرغم من أن تلف الضفيرة السباتية الخارجية أقل شيوعًا من تلف الضفيرة السباتية الداخلية، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في تدفق الدم إلى الوجه وفروة الرأس والرقبة. قد يسبب أيضًا تغيرات في إفراز اللعاب والتعرق.
أهمية الضفائر السباتية مجتمعة
تلعب الضفائر السباتية، بنوعيها الداخلي والخارجي، دورًا بالغ الأهمية في الحفاظ على التوازن الداخلي للجسم (homeostasis) من خلال تنظيم تدفق الدم ووظائف الأعضاء في الرأس والرقبة. إنها جزء لا يتجزأ من الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي يتحكم في العمليات اللاإرادية مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم والهضم.
التواصل مع الأعصاب القحفية: تتواصل الضفائر السباتية أيضًا مع بعض الأعصاب القحفية، مما يزيد من تعقيد وظائفها. على سبيل المثال، تتصل الضفيرة السباتية الداخلية بالعصب ثلاثي التوائم (Trigeminal Nerve)، الذي يوفر الإحساس للوجه والسيطرة على عضلات المضغ.
التعصيب الودي: تحمل الضفائر السباتية الألياف الودية إلى الرأس والرقبة. تنشأ هذه الألياف من العقد الصدرية العلوية للجذع الودي وتنتقل عبر العقدة الرقبية العلوية قبل أن تصل إلى الضفائر السباتية. تلعب الألياف الودية دورًا في مجموعة متنوعة من الوظائف، بما في ذلك:
- تضييق الأوعية الدموية في الجلد وفروة الرأس.
- توسيع حدقة العين.
- زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم.
- تثبيط إفراز اللعاب.
الأبحاث المستقبلية: لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم وظائف الضفائر السباتية بشكل كامل. قد يؤدي فهم أفضل لهذه الضفائر إلى علاجات جديدة لمجموعة متنوعة من الحالات، مثل الصداع النصفي والسكتات الدماغية ومتلازمة هورنر.
خاتمة
الضفيرة السباتية هي شبكة معقدة من الأعصاب والألياف العصبية التي تلتف حول الشرايين السباتية المشتركة والداخلية والخارجية. تلعب هذه الضفائر دورًا حيويًا في تنظيم تدفق الدم ووظائف الأعضاء في الرأس والرقبة. تتواصل الضفائر السباتية مع الأعصاب القحفية وتحمل الألياف الودية إلى الرأس والرقبة. يمكن أن يؤدي تلف الضفائر السباتية إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك متلازمة هورنر والصداع النصفي والسكتات الدماغية. لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم وظائف الضفائر السباتية بشكل كامل وتطوير علاجات جديدة للحالات المرتبطة بها.