نشأتها وتدريبها
لم يُعرف الكثير عن أصل سموكي. تم العثور عليها في الغابات في نيو غينيا عام 1944 من قبل جندي أمريكي. لم يكن لديها مالك في البداية، ولكن بعد فترة قصيرة، تبناها جندي آخر، فرانك د. برينان، واهتم بها. كان برينان يعمل كجندي في سلاح الجو، وأخذ سموكي معه في كل مكان.
لم تكن سموكي مجرد حيوان أليف عادي. فقد أثبتت قدرتها على التعلم بسرعة وأظهرت ذكاءً ملحوظًا. سرعان ما تعلمت العديد من الحيل والمهارات، بما في ذلك المشي على حبل المشاة، والمشي على الحبال، وحتى القفز بالمظلات (على الرغم من أنها لم تقفز بالفعل). هذه التدريبات ساعدت في إعدادها للمهام التي ستؤديها في الحرب.
خدمتها في الحرب العالمية الثانية
أصبحت سموكي جزءًا لا يتجزأ من وحدة فرانك برينان. كانت ترافقهم في جميع أنحاء المحيط الهادئ، وشاركت في 12 مهمة قتالية. بفضل حجمها الصغير، كانت سموكي قادرة على الدخول إلى أماكن ضيقة حيث لم يتمكن الجنود من الوصول إليها. هذا جعلها أداة قيمة في العديد من المهام.
أحد أبرز إنجازات سموكي كان خلال معركة أوكيناوا. في تلك المعركة، كانت هناك حاجة إلى سحب كابل اتصالات عبر نفق يبلغ طوله 70 قدمًا (21 مترًا). كان هذا النفق ضيقًا جدًا، ولم يتمكن الجنود من الدخول إليه. لذلك، تم إرسال سموكي عبر النفق لسحب الكابل. نجحت سموكي في مهمتها، وأنقذت الجنود من مهمة محفوفة بالمخاطر للغاية. هذا العمل وحده أنقذ الأرواح وساهم في تحقيق النصر.
بالإضافة إلى عملها في ساحة المعركة، ساعدت سموكي في تعزيز الروح المعنوية بين الجنود. كانت بمثابة رفيقة لهم، وقدمت لهم الدعم العاطفي في أوقات الشدة. كانت سموكي قادرة على القيام بحيل مضحكة وترفيه الجنود، مما ساعدهم على تخفيف التوتر والقلق.
أعمالها بعد الحرب
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عادت سموكي وبرينان إلى الولايات المتحدة. استمرت سموكي في تقديم خدماتها للجمهور، وعُرضت في العديد من العروض والمعارض. أصبحت رمزًا للبطولة والصداقة، وألهمت العديد من الناس.
كانت سموكي أيضًا رائدة في مجال العلاج بالحيوانات. زارت المستشفيات ومراكز الرعاية، وقدمت الدعم العاطفي للمرضى والجرحى. كان وجودها يبعث على الهدوء والطمأنينة، وساعد في تحسين عملية الشفاء.
خلال فترة وجودها، ساهمت سموكي في تغيير النظرة إلى الكلاب، وإبراز قدراتهم المذهلة. أظهرت أن الكلاب يمكن أن تكون أكثر من مجرد حيوانات أليفة؛ يمكن أن تكون أبطالًا ورفاقًا ومرممين.
الجوائز والتكريمات
حصلت سموكي على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياتها. في عام 2005، بعد وفاتها، تم إدخالها في قاعة مشاهير الكلاب الحربية. كما حصلت على العديد من الميداليات والأوسمة الأخرى تقديرًا لشجاعتها وتفانيها في الخدمة.
إن قصة سموكي هي قصة ملهمة عن الصداقة والشجاعة والتفاني. إنها تذكير بأن حتى أصغر المخلوقات يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في العالم. تبقى سموكي مثالاً يحتذى به في التاريخ العسكري، ورمزًا للوفاء والصداقة.
معلومات إضافية
- الاسم الكامل: سموكي
- العمر الافتراضي: حوالي عام 1943 – 21 فبراير 1957
- السلالة: يوركشاير تيرير
- الوزن: حوالي 4 أرطال (1.8 كجم)
- أماكن الخدمة: الحرب العالمية الثانية (المحيط الهادئ)
- المهارات: سحب الكابلات، المشي على الحبال، توفير الدعم العاطفي.
الخاتمة
سموكي كانت كلبة يوركشاير تيرير صغيرة الحجم، لكنها تركت أثرًا كبيرًا في التاريخ. خدمت في الحرب العالمية الثانية، وأظهرت شجاعة وذكاءً استثنائيين. ساعدت في إنقاذ الأرواح، ورفعت من معنويات الجنود، وأصبحت رمزًا للوفاء والصداقة. قصة سموكي هي تذكير قوي بأن حتى أصغر المخلوقات يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في العالم. بفضل أعمالها البطولية، استمرت سموكي في إلهام الناس حتى بعد وفاتها، وأصبحت واحدة من أشهر كلاب الحرب في التاريخ.
المراجع
- Smoky, Yorkshire Terrier | National War Dog Cemetery
- Smoky the War Dog: The Yorkshire Terrier Who Served | American Kennel Club
- Smoky (dog) – Wikipedia
- Smoky: The Yorkshire Terrier Who Became a WWII Hero – War History Online
“`