نشأته وحياته المبكرة
ولد أميتاب باتشان في الله أباد، الهند، لعائلة بنجابية كايست. والده، هاري فانش راي باتشان، كان شاعرًا هنديًا بارزًا، بينما كانت والدته، تيجي باتشان، مغنية اجتماعية. تأثر باتشان بشدة بوالديه، وخاصة والده، الذي غرس فيه حب الأدب والشعر الهندي. تلقى تعليمه في كلية شيروود، ناينيتال، وكلية كيروري مال بجامعة دلهي.
قبل دخول صناعة السينما، عمل باتشان لفترة وجيزة كسمسار شحن في شركة الشحن بيرد آند هيجيس في كلكتا. ومع ذلك، كانت طموحاته دائمًا تكمن في التمثيل، وسعى لتحقيق حلمه بالانتقال إلى مومباي في أواخر الستينيات.
بداية مسيرته السينمائية
واجه أميتاب باتشان صعوبات في بداية مسيرته السينمائية. على الرغم من صوته العميق وحضوره القوي، فقد رُفض في البداية بسبب مظهره غير التقليدي. حصل على أول دور له في فيلم “Saat Hindustani” عام 1969، والذي فاز بجائزة الفيلم الوطني لأفضل فيلم روائي طويل. ومع ذلك، لم يحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر.
استمر باتشان في الحصول على أدوار صغيرة في عدة أفلام أخرى، لكنه لم يحقق النجاح التجاري حتى عام 1973 عندما لعب دور البطولة في فيلم “Zanjeer”. حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وحصل باتشان على جائزة فيلم فير لأفضل ممثل. غالبًا ما يُنسب إلى فيلم “Zanjeer” تغيير صورة البطل في السينما الهندية، حيث قدم باتشان شخصية “الشاب الغاضب” الذي يمثل استياء الشباب الهندي من الفساد والظلم.
نجاحه وشهرته
بعد نجاح فيلم “Zanjeer”، أصبح أميتاب باتشان نجمًا سينمائيًا، ولعب دور البطولة في سلسلة من الأفلام الناجحة في السبعينيات والثمانينيات. من بين أفلامه البارزة الأخرى “Deewaar” (1975)، و”Sholay” (1975)، و”Amar Akbar Anthony” (1977)، و”Don” (1978)، و”Coolie” (1983).
أظهر باتشان تنوعًا كبيرًا في أدواره، حيث لعب شخصيات مختلفة تتراوح بين رجل العصابات القاسي إلى الأستاذ الجامعي المثالي. كان معروفًا بقدرته على تقديم أداءات قوية ومؤثرة، بالإضافة إلى مهاراته في الرقص والغناء. لقد فاز بالعديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك جائزة فيلم فير لأفضل ممثل عدة مرات، وجائزة الفيلم الوطني لأفضل ممثل.
في عام 1982، أصيب باتشان بجروح خطيرة أثناء تصوير فيلم “Coolie”. كاد أن يموت، وقضى عدة أشهر في المستشفى. تعافى في النهاية وعاد إلى التمثيل، لكن الحادث كان له تأثير كبير عليه.
حياته السياسية
في منتصف الثمانينيات، دخل أميتاب باتشان السياسة بدعم من صديقه المقرب راجيف غاندي. انتُخب عضوًا في البرلمان عن دائرة الله أباد في عام 1984، لكنه استقال بعد ثلاث سنوات بسبب تورطه في فضيحة بوفورز.
لم يعد باتشان إلى السياسة بعد ذلك، وركز على مسيرته السينمائية.
مسيرته المهنية اللاحقة
بعد فترة من التراجع في التسعينيات، عاد أميتاب باتشان إلى الشاشة الكبيرة بنجاح كبير في عام 2000 مع برنامج الألعاب التلفزيوني “Kaun Banega Crorepati”، النسخة الهندية من “Who Wants to Be a Millionaire?”. حقق البرنامج نجاحًا هائلاً، وأعاد باتشان إلى دائرة الضوء.
واصل باتشان لعب دور البطولة في العديد من الأفلام الناجحة، بما في ذلك “Mohabbatein” (2000)، و”Kabhi Khushi Kabhie Gham…” (2001)، و”Baghban” (2003)، و”Black” (2005)، و”Paa” (2009)، و”Piku” (2015)، و”Pink” (2016). أثبت أنه قادر على التكيف مع التغيرات في صناعة السينما، ولا يزال أحد أكثر الممثلين المحبوبين والمطلوبين في الهند.
بالإضافة إلى التمثيل، عمل باتشان أيضًا كمنتج أفلام ومقدم تلفزيوني ومغني. كما أنه سفير للعديد من العلامات التجارية والمنظمات الخيرية.
إرثه وتأثيره
أميتاب باتشان شخصية أيقونية في السينما الهندية. لقد أثر في أجيال من الممثلين والمخرجين، ولا يزال يلهم الملايين من الناس حول العالم. يُعرف بمهاراته التمثيلية الاستثنائية وتفانيه في عمله وشخصيته المتواضعة.
حصل باتشان على العديد من الجوائز والأوسمة طوال حياته المهنية، بما في ذلك وسام بادما فيبهوشان، وهو ثاني أعلى وسام مدني في الهند. كما حصل على الدكتوراه الفخرية من العديد من الجامعات.
لا يزال أميتاب باتشان نشطًا في صناعة السينما، ويستمر في تقديم أداءات قوية ومؤثرة. إنه مثال حي على الموهبة والعمل الجاد والتفاني.
جوائز وتكريمات
- جائزة فيلم فير لأفضل ممثل (عدة مرات)
- جائزة الفيلم الوطني لأفضل ممثل (عدة مرات)
- وسام بادما شري
- وسام بادما بهوشان
- وسام بادما فيبهوشان
- الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات
حياته الشخصية
تزوج أميتاب باتشان من الممثلة جايا بهادوري في عام 1973. ولديهما ولدان، شويتا باتشان ناندا وأبهيشيك باتشان، وهو أيضًا ممثل معروف. يعتبر أميتاب باتشان شخصية محترمة للغاية في المجتمع الهندي، ويحظى بتقدير كبير لعمله الخيري وتواضعه.
خاتمة
أميتاب باتشان هو أحد أعظم الممثلين في تاريخ السينما الهندية. لقد ترك بصمة لا تُمحى على صناعة السينما، ولا يزال يلهم الملايين من الناس حول العالم. من خلال موهبته وتفانيه وعمله الجاد، حقق باتشان نجاحًا هائلاً، وأصبح رمزًا للتميز والإلهام.