نشأته وتعليمه
ولد كارتر في موطن عائلة زراعية في إنديانا، وتلقى تعليمه المبكر في المدارس المحلية. أكمل درجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة دي بول عام 1930. ثم التحق بجامعة إلينوي في أوربانا شامبين، حيث حصل على درجة الماجستير في عام 1931 والدكتوراه في عام 1934، تحت إشراف ويليام كومينغ روز، وهو خبير بارز في الأحماض الأمينية والتغذية. كان لعمل كارتر المبكر مع روز تأثير دائم على مسيرته المهنية، حيث زرع فيه تقديرًا عميقًا للدور الحاسم الذي تلعبه الكيمياء الحيوية في فهم العمليات البيولوجية.
مسيرته الأكاديمية
بعد الانتهاء من الدكتوراه، بدأ كارتر مسيرة أكاديمية طويلة ومثمرة. بدأ كمدرس في جامعة إلينوي، ثم ارتقى في الرتب ليصبح أستاذًا للكيمياء الحيوية. خلال فترة وجوده في جامعة إلينوي، أجرى أبحاثًا رائدة حول الكيمياء الحيوية للدهون والسكريات المعقدة، ولا سيما الدهون الفوسفاتية والدهون السفينغولية. اكتشف كارتر وزملاؤه السفينغوزين، وهو مكون أساسي للدهون السفينغولية، وأوضحوا بنيته ووظيفته. كما قاموا بتطوير طرق جديدة لعزل وتنقية وتوصيف هذه المركبات المعقدة.
في عام 1953، انتقل كارتر إلى جامعة إلينوي في أوربانا شامبين، حيث أصبح رئيسًا لقسم الكيمياء. تحت قيادته، نما القسم ليصبح واحدًا من أفضل أقسام الكيمياء في البلاد. قام كارتر بتجنيد أعضاء هيئة تدريس موهوبين، وطور برامج دراسية جديدة، وأنشأ مرافق بحثية حديثة. كما كان مدافعًا قويًا عن تمويل البحوث العلمية، ولعب دورًا رئيسيًا في تأمين الدعم المالي لأبحاث الكيمياء في جامعة إلينوي.
بالإضافة إلى واجباته الإدارية، استمر كارتر في إجراء البحوث وتدريس الطلاب. قام بتدريب العديد من طلاب الدراسات العليا والباحثين ما بعد الدكتوراه الذين أصبحوا قادة في مجالاتهم. كان كارتر معلمًا وملهمًا، وكان له تأثير عميق على حياة طلابه.
إنجازاته البحثية
كانت أبحاث كارتر رائدة في مجال الكيمياء الحيوية. قدم مساهمات كبيرة في فهمنا لبنية ووظيفة الدهون والسكريات المعقدة، وخاصة الدهون الفوسفاتية والدهون السفينغولية. اكتشف كارتر وزملاؤه السفينغوزين، وهو مكون أساسي للدهون السفينغولية، وأوضحوا بنيته ووظيفته. كما قاموا بتطوير طرق جديدة لعزل وتنقية وتوصيف هذه المركبات المعقدة.
أدت أبحاث كارتر إلى العديد من الاكتشافات المهمة، بما في ذلك:
- اكتشاف السفينغوزين، وهو مكون أساسي للدهون السفينغولية.
- توصيف بنية ووظيفة الدهون السفينغولية.
- تطوير طرق جديدة لعزل وتنقية وتوصيف الدهون والسكريات المعقدة.
- تحديد دور الدهون الفوسفاتية والدهون السفينغولية في العمليات البيولوجية.
كان لعمل كارتر تأثير كبير على فهمنا للكيمياء الحيوية للأغشية الخلوية، والناقلية العصبية، والاستجابات المناعية. كما ساهم في تطوير علاجات جديدة لأمراض مثل مرض السكري والتصلب المتعدد.
الجوائز والتكريمات
حصل كارتر على العديد من الجوائز والتكريمات لعمله الرائد في مجال الكيمياء الحيوية، بما في ذلك:
- جائزة جمعية الكيميائيين البيولوجيين الأمريكية (ASBMB) للبحوث المتميزة في الكيمياء البيولوجية (1964).
- ميدالية غارفان-أولين من الجمعية الكيميائية الأمريكية (1967).
- انتخابه في الأكاديمية الوطنية للعلوم (1969).
- جائزة بريستلي من الجمعية الكيميائية الأمريكية (1980).
بالإضافة إلى ذلك، حصل كارتر على شهادات دكتوراه فخرية من العديد من الجامعات.
خدماته المهنية
خدم كارتر في العديد من اللجان والمجالس الاستشارية للمنظمات العلمية والحكومية. كان رئيسًا لجمعية الكيميائيين البيولوجيين الأمريكية (ASBMB) ورئيسًا للقسم الكيميائي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم (AAAS). كما عمل في المجلس الاستشاري العلمي للرئيس نيكسون.
كان كارتر مدافعًا قويًا عن تمويل البحوث العلمية، ولعب دورًا رئيسيًا في تأمين الدعم المالي لأبحاث الكيمياء في جامعة إلينوي وفي جميع أنحاء البلاد. كان أيضًا مدافعًا قويًا عن التعليم العلمي، وعمل على تحسين تدريس العلوم في المدارس والكليات.
إرثه
كان هربرت إدموند كارتر عالمًا ومربيًا بارزًا ترك بصمة لا تُمحى على مجال الكيمياء الحيوية. ساهمت أبحاثه الرائدة في فهمنا لبنية ووظيفة الدهون والسكريات المعقدة، وكان له تأثير عميق على حياة طلابه وزملائه. سيظل كارتر في الذاكرة لمساهماته العلمية، وقيادته الأكاديمية، والتزامه بالتعليم العلمي.
حياته الشخصية
تزوج كارتر من إليزابيث سبنسر عام 1936، وأنجبا ثلاثة أطفال: ويليام سبنسر كارتر، وروبرت إدموند كارتر، وإليزابيث آن كارتر. كان كارتر رجلًا محبًا لعائلته، واستمتع بقضاء الوقت مع زوجته وأطفاله وأحفاده.
توفي كارتر في 4 مارس 2007، عن عمر يناهز 96 عامًا. وقد نعت وفاته من قبل مجتمع العلماء في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
كان هربرت إدموند كارتر عالم كيمياء حيوية مرموقًا ومربيًا متميزًا، اشتهر بمساهماته الرائدة في فهم الدهون والسكريات المعقدة. من خلال أبحاثه الرائدة وتدريسه الملهم وقيادته الأكاديمية، ترك كارتر إرثًا دائمًا في مجال الكيمياء الحيوية والتعليم العلمي. كان مدافعًا قويًا عن البحث العلمي والتعليم، وعمل بلا كلل لتحسين تدريس العلوم في جميع المستويات. سيبقى كارتر في الذاكرة كمساهم رئيسي في المعرفة العلمية وكشخصية مؤثرة في حياة الكثيرين.