نشأتها وتعليمها
نشأت جالة آموزجار في عائلة مثقفة شجعتها على التعلم والبحث. بعد إتمام دراستها الثانوية، التحقت بجامعة طهران لدراسة اللغة الفرنسية وآدابها، وحصلت على درجة البكالوريوس. إلا أن شغفها بالتاريخ الإيراني القديم قادها إلى تغيير مسارها الأكاديمي، فبدأت بدراسة اللغات الإيرانية القديمة، مثل اللغة الفارسية القديمة واللغة الأفستية، بالإضافة إلى الأديان الإيرانية القديمة، وخاصةً الزرادشتية.
حصلت آموزجار على درجة الدكتوراه في الدراسات الإيرانية القديمة من جامعة السوربون في باريس. كانت أطروحتها للدكتوراه حول الأساطير الإيرانية القديمة، والتي نشرت فيما بعد ككتاب وحظيت بتقدير واسع في الأوساط الأكاديمية.
مسيرتها الأكاديمية
بعد عودتها إلى إيران، انضمت آموزجار إلى هيئة التدريس في جامعة طهران، حيث عملت كأستاذة للدراسات الإيرانية القديمة. قامت بتدريس مجموعة واسعة من المواد، بما في ذلك اللغات الإيرانية القديمة، والأديان الإيرانية القديمة، وتاريخ إيران ما قبل الإسلام. اشتهرت آموزجار بأسلوبها التدريسي المتميز وقدرتها على إلهام طلابها وحثهم على البحث والاستكشاف.
بالإضافة إلى التدريس، قامت آموزجار بإجراء العديد من البحوث والدراسات حول تاريخ وثقافة إيران القديمة. نشرت العديد من الكتب والمقالات في المجلات العلمية المحكمة، والتي ساهمت بشكل كبير في فهمنا لتاريخ إيران القديم. كما شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية، حيث قدمت أبحاثها وشاركت في المناقشات العلمية.
تولت آموزجار العديد من المناصب الإدارية في جامعة طهران، بما في ذلك رئاسة قسم الدراسات الإيرانية القديمة. كما كانت عضواً في العديد من اللجان والمجالس العلمية، والتي ساهمت في تطوير البحث العلمي في إيران.
أهم أعمالها ومساهماتها
تعتبر جالة آموزجار من أبرز الباحثين في مجال الدراسات الإيرانية القديمة، وقد ساهمت بشكل كبير في فهمنا لتاريخ وثقافة إيران ما قبل الإسلام. من أهم أعمالها:
- كتاب “الأساطير الإيرانية”: يعتبر هذا الكتاب من أهم المراجع في مجال الأساطير الإيرانية القديمة. يقدم الكتاب تحليلاً شاملاً للأساطير الإيرانية، بما في ذلك أصولها وتطورها وتأثيرها على الثقافة الإيرانية.
- كتاب “تاريخ الأدب الفارسي قبل الإسلام”: يقدم هذا الكتاب عرضاً شاملاً لتاريخ الأدب الفارسي قبل الإسلام، بما في ذلك الشعر والنثر والدراما. يلقي الكتاب الضوء على أهم المؤلفين والأعمال الأدبية في هذه الفترة، ويحلل تأثيرها على الأدب الفارسي اللاحق.
- العديد من المقالات العلمية: نشرت آموزجار العديد من المقالات العلمية في المجلات العلمية المحكمة، والتي تناولت مواضيع مختلفة في مجال الدراسات الإيرانية القديمة.
بالإضافة إلى أعمالها الأكاديمية، ساهمت آموزجار في نشر الوعي بتاريخ وثقافة إيران القديمة بين الجمهور العام. ألقت العديد من المحاضرات العامة، وشاركت في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، وكتبت العديد من المقالات في الصحف والمجلات الشعبية.
جوائز وتكريمات
حصلت جالة آموزجار على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لإسهاماتها في مجال الدراسات الإيرانية القديمة، بما في ذلك:
- جائزة أفضل كتاب في مجال العلوم الإنسانية: حصلت آموزجار على هذه الجائزة عن كتابها “الأساطير الإيرانية”.
- جائزة أفضل باحث في مجال الدراسات الإيرانية: حصلت آموزجار على هذه الجائزة من قبل وزارة العلوم والتعليم العالي الإيرانية.
- الدكتوراه الفخرية: حصلت آموزجار على الدكتوراه الفخرية من جامعة طهران.
كما تم تكريم آموزجار من قبل العديد من المؤسسات والمنظمات الأخرى، تقديراً لإسهاماتها في مجال الدراسات الإيرانية القديمة.
آراؤها ومواقفها
تعتبر جالة آموزجار من الشخصيات الأكاديمية المستقلة، والتي لا تتردد في التعبير عن آرائها ومواقفها بصراحة ووضوح. تؤمن آموزجار بأهمية البحث العلمي والحرية الأكاديمية، وتدعو إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والحضارات المختلفة.
تعتبر آموزجار من المدافعين عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. تدعو إلى تمكين المرأة ومنحها الفرص المتساوية في التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة.
تؤمن آموزجار بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي الإيراني وحمايته من التدمير والإهمال. تدعو إلى تعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي الإيراني، وتشجيع السياحة الثقافية.
تأثيرها على الدراسات الإيرانية
لا شك أن جالة آموزجار تركت بصمة واضحة على الدراسات الإيرانية، وأثرت في جيل كامل من الباحثين والطلاب. فقد ساهمت بشكل كبير في تطوير البحث العلمي في مجال الدراسات الإيرانية، ورفعت من مستوى الوعي بتاريخ وثقافة إيران القديمة.
تعتبر آموزجار قدوة للباحثين والطلاب في مجال الدراسات الإيرانية. فقد أثبتت أن التفاني والاجتهاد والمثابرة هي مفاتيح النجاح في البحث العلمي.
ستبقى أعمال جالة آموزجار مرجعاً هاماً للباحثين والطلاب في مجال الدراسات الإيرانية للأجيال القادمة.
الحياة الشخصية
تزوجت جالة آموزجار من أحمد تفضلي، وهو أيضاً عالم وباحث مرموق في مجال الدراسات الإيرانية. أنجبت آموزجار وتفضلي ابنة واحدة.
خاتمة
جالة آموزجار شخصية بارزة في مجال الدراسات الإيرانية القديمة. من خلال عملها كأستاذة جامعية وباحثة ومؤلفة، قدمت مساهمات كبيرة لفهمنا لتاريخ وثقافة إيران ما قبل الإسلام. تعتبر آموزجار مثالاً يحتذى به للباحثين والطلاب، وسيظل إرثها يلهم الأجيال القادمة.