<![CDATA[
الخلفية
في عام 2007، كانت محافظة كركوك، الغنية بالنفط والمتنازع عليها عرقيًا، مركزًا للصراع بين الجماعات الكردية والعربية والتركمانية. استغلت الجماعات المسلحة، بما في ذلك تنظيم القاعدة في العراق، حالة عدم الاستقرار هذه لترسيخ وجودها في المنطقة. كانت كركوك والمناطق المحيطة بها تشهد هجمات متكررة على قوات الأمن العراقية والأمريكية، بالإضافة إلى تفجيرات تستهدف المدنيين.
قبل عملية العقرب، نفذت القوات الأمريكية والعراقية عدة عمليات عسكرية أصغر في المنطقة، لكنها لم تحقق نتائج حاسمة في القضاء على التهديد المسلح. لذلك، تقرر شن عملية واسعة النطاق تستهدف معاقل المسلحين وتضعف قدرتهم على شن هجمات.
الأهداف
حددت القيادة العسكرية الأمريكية والعراقية الأهداف الرئيسية لعملية العقرب على النحو التالي:
- تطهير المناطق المحيطة بكركوك من المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى.
- تدمير مخابئ الأسلحة والمتفجرات التابعة للمسلحين.
- اعتقال أو قتل قادة وعناصر الجماعات المسلحة.
- تحسين الأمن والاستقرار في المنطقة.
- تهيئة الظروف لتنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة.
القوات المشاركة
شاركت في عملية العقرب قوات من الجيش الأمريكي والقوات الأمنية العراقية، بدعم من الطيران الأمريكي. بلغ عدد القوات الأمريكية المشاركة حوالي 1500 جندي، بينما شارك حوالي 2000 جندي وضابط من الجيش والشرطة العراقية.
تشمل القوات الأمريكية المشاركة وحدات من الفرقة المدرعة الأولى، والفرقة الجوية 101، وقوات العمليات الخاصة. أما القوات العراقية المشاركة فتشمل وحدات من الجيش العراقي والشرطة الوطنية وقوات مكافحة الإرهاب.
سير العملية
بدأت عملية العقرب في 14 أيار/مايو 2007، بهجوم جوي مكثف على مواقع المسلحين في المناطق المستهدفة. استخدمت الطائرات الأمريكية مروحيات الأباتشي وطائرات إف-16 وطائرات بدون طيار لضرب الأهداف المحددة.
بعد الهجوم الجوي، بدأت القوات البرية الأمريكية والعراقية في التقدم نحو المناطق المستهدفة. واجهت القوات مقاومة عنيفة من المسلحين، الذين استخدموا العبوات الناسفة والقناصة والهجمات الانتحارية لإعاقة تقدم القوات.
خلال العملية، نفذت القوات الأمريكية والعراقية العديد من عمليات الدهم والتفتيش في القرى والبلدات الواقعة في المنطقة المستهدفة. تم اعتقال العديد من المشتبه بهم، وضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات.
في 29 أيار/مايو 2007، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية والعراقية انتهاء عملية العقرب. وذكرت القيادة أن العملية حققت أهدافها الرئيسية، وأنها أدت إلى إضعاف قدرة المسلحين على شن هجمات في المنطقة.
النتائج
أسفرت عملية العقرب عن النتائج التالية:
- مقتل واعتقال العشرات من المسلحين، بمن فيهم عدد من القادة البارزين في تنظيم القاعدة.
- تدمير العديد من مخابئ الأسلحة والمتفجرات التابعة للمسلحين.
- تحسين الأمن والاستقرار في المناطق المحيطة بكركوك.
- تقليل عدد الهجمات التي تستهدف قوات الأمن العراقية والأمريكية والمدنيين.
ومع ذلك، لم تقضِ عملية العقرب بشكل كامل على التهديد المسلح في المنطقة. استمرت الجماعات المسلحة في شن هجمات متفرقة، واستمرت محافظة كركوك في مواجهة تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية.
الآثار
كان لعملية العقرب آثار إيجابية وسلبية على السكان المحليين في محافظة كركوك. من بين الآثار الإيجابية:
- تحسين الأمن والاستقرار في بعض المناطق.
- زيادة الثقة في قدرة القوات الأمنية العراقية والأمريكية على حماية المدنيين.
- إتاحة الفرصة لتنمية اقتصادية واجتماعية في المناطق المتضررة من الصراع.
أما الآثار السلبية فتشمل:
- نزوح العديد من العائلات من منازلها بسبب القتال.
- تضرر البنية التحتية والخدمات العامة في بعض المناطق.
- زيادة التوترات العرقية والطائفية بين السكان المحليين.
- استمرار وجود خلايا نائمة تابعة للجماعات المسلحة في المنطقة.
دروس مستفادة
يمكن استخلاص العديد من الدروس من عملية العقرب، من بينها:
- أهمية التخطيط الدقيق والتحضير الجيد للعمليات العسكرية.
- ضرورة التنسيق الوثيق بين القوات الأمنية المختلفة.
- أهمية كسب ثقة السكان المحليين وتعاونهم.
- ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع، بما في ذلك التوترات العرقية والطائفية والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
- أهمية توفير الدعم الإنساني للمدنيين المتضررين من الصراع.
تحليل
عملية العقرب كانت جزءًا من سلسلة من العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الأمريكية والعراقية في العراق في الفترة ما بين عامي 2003 و2011. هدفت هذه العمليات إلى القضاء على التهديد المسلح وتحقيق الاستقرار في البلاد. ومع ذلك، لم تنجح هذه العمليات في تحقيق أهدافها بشكل كامل، واستمر العراق في مواجهة تحديات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة.
يعتقد بعض المحللين أن عملية العقرب كانت ناجحة تكتيكيًا، حيث تمكنت من إضعاف قدرة المسلحين على شن هجمات في المنطقة. ومع ذلك، يعتقد آخرون أنها كانت محدودة الأثر استراتيجيًا، حيث لم تعالج الأسباب الجذرية للصراع، ولم تمنع عودة الجماعات المسلحة إلى المنطقة.
بشكل عام، يمكن القول أن عملية العقرب كانت عملية عسكرية معقدة، كان لها آثار إيجابية وسلبية على السكان المحليين في محافظة كركوك. من أجل تحقيق الاستقرار الدائم في العراق، من الضروري معالجة الأسباب الجذرية للصراع، وتعزيز المصالحة الوطنية، وتوفير الدعم الإنساني للمدنيين المتضررين من الصراع.
إرث العملية
تعتبر عملية العقرب جزءًا من تاريخ الصراع في العراق، وتذكرها السكان المحليون بمشاعر متباينة. بالنسبة للبعض، تمثل العملية فترة من العنف وعدم الاستقرار. بالنسبة للآخرين، تمثل العملية فترة من الأمل في تحقيق الأمن والاستقرار. بغض النظر عن وجهة النظر، فإن عملية العقرب تظل جزءًا مهمًا من تاريخ العراق الحديث.
خاتمة
كانت عملية العقرب عبارة عن هجوم جوي بري مشترك بين الولايات المتحدة والعراق استهدف المسلحين بالقرب من كركوك في عام 2007. حققت العملية بعض النجاح التكتيكي في إضعاف المسلحين، لكنها لم تعالج الأسباب الجذرية للصراع بشكل كامل. كان للعملية آثار متباينة على السكان المحليين، وما زالت تذكر كمرحلة معقدة في تاريخ العراق الحديث.