مقدمة
سجن دورهام، المعروف رسميًا باسم HM Prison Durham، هو سجن للرجال من الفئة B يقع في منطقة إلفيت في دورهام، في مقاطعة دورهام بإنجلترا. يتميز السجن بتاريخه العريق الذي يعود إلى العصر الجورجي، حيث تم بناؤه في الأصل عام 1819، مما يجعله واحدًا من أقدم السجون العاملة في البلاد. على مر السنين، تطور السجن ليخدم مجموعة متنوعة من الأدوار، بدءًا من كونه سجنًا محليًا يخدم المحاكم المحلية، إلى كونه سجنًا استقباليًا يستقبل السجناء الجدد قبل توزيعهم على سجون أخرى.
تاريخ سجن دورهام
يعود تاريخ سجن دورهام إلى أوائل القرن التاسع عشر، في فترة شهدت إصلاحات كبيرة في النظام الجنائي البريطاني. تم تصميم السجن ليكون بديلاً عن السجون القديمة والمكتظة وغير الصحية التي كانت شائعة في ذلك الوقت. تم بناء السجن على الطراز الجورجي، الذي يتميز بالبساطة والوظيفية، مع التركيز على توفير بيئة آمنة وصحية للسجناء.
في السنوات الأولى، كان سجن دورهام بمثابة سجن محلي، يستقبل السجناء المدانين بجرائم في منطقة دورهام. ومع مرور الوقت، توسعت وظائف السجن ليشمل استقبال السجناء من مناطق أخرى في شمال شرق إنجلترا. خلال القرن العشرين، أصبح سجن دورهام معروفًا بشكل خاص كوحدة احتجاز للسجناء ذوي الخطورة العالية، بمن فيهم المجرمون الخطرون والإرهابيون.
أشهر نزلاء السجن:
- روني كري: أحد أشهر المجرمين في بريطانيا، قضى فترة في سجن دورهام في الستينيات.
- بيتر ساتكليف: المعروف باسم “سفاح يوركشاير”، احتُجز في سجن دورهام لفترة قصيرة قبل نقله إلى سجن آخر.
هيكل السجن ووظائفه
يتكون سجن دورهام من عدة مبانٍ متصلة ببعضها البعض، بما في ذلك الأجنحة السكنية وورش العمل والمرافق التعليمية والرياضية. تم تصميم السجن لاستيعاب ما يقرب من 900 سجين، على الرغم من أن العدد الفعلي للسجناء قد يختلف اعتمادًا على الظروف.
يعمل سجن دورهام حاليًا كسجن استقبال من الفئة B، مما يعني أنه يستقبل السجناء الجدد من المحاكم المحلية قبل توزيعهم على سجون أخرى في جميع أنحاء البلاد. خلال فترة وجودهم في سجن دورهام، يخضع السجناء لتقييم شامل لتحديد احتياجاتهم ومخاطرهم، ويتم وضع خطة فردية لإعادة تأهيلهم.
تشمل الأنشطة والبرامج المتاحة للسجناء في سجن دورهام ما يلي:
- التعليم والتدريب المهني: تهدف هذه البرامج إلى تزويد السجناء بالمهارات اللازمة للعثور على عمل بعد إطلاق سراحهم.
- العلاج النفسي: يتم تقديم العلاج النفسي للسجناء الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية أو الإدمان.
- الأنشطة الرياضية والترفيهية: تهدف هذه الأنشطة إلى تحسين الصحة البدنية والعقلية للسجناء.
- البرامج الدينية: يتم توفير الدعم الديني للسجناء من جميع الأديان.
الجدل والانتقادات
مثل العديد من السجون الأخرى، واجه سجن دورهام العديد من الجدل والانتقادات على مر السنين. تشمل بعض القضايا الرئيسية التي أثيرت ما يلي:
- الاكتظاظ: غالبًا ما يكون سجن دورهام مكتظًا، مما يؤدي إلى ظروف معيشية سيئة وزيادة التوتر بين السجناء والموظفين.
- العنف: على الرغم من الجهود المبذولة للحد من العنف، لا تزال الحوادث العنيفة تحدث في سجن دورهام.
- الصحة العقلية: يعاني العديد من السجناء في سجن دورهام من مشاكل الصحة العقلية، وهناك مخاوف بشأن ما إذا كان يتم تلبية احتياجاتهم بشكل كافٍ.
- إعادة التأهيل: على الرغم من وجود برامج لإعادة التأهيل، هناك شكوك حول مدى فعاليتها في مساعدة السجناء على تغيير حياتهم.
عمليات التفتيش والتحسينات
يخضع سجن دورهام لعمليات تفتيش منتظمة من قبل هيئات مستقلة، مثل هيئة تفتيش السجون. تهدف هذه عمليات التفتيش إلى تقييم أداء السجن وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. في السنوات الأخيرة، تم إجراء عدد من التحسينات في سجن دورهام، بما في ذلك:
- تحسين الظروف المعيشية: تم تجديد بعض الأجنحة السكنية لتحسين الظروف المعيشية للسجناء.
- زيادة عدد الموظفين: تم زيادة عدد الموظفين لضمان وجود عدد كافٍ من الموظفين للإشراف على السجناء وتوفير الدعم.
- تحسين برامج إعادة التأهيل: تم إدخال تحسينات على برامج إعادة التأهيل لجعلها أكثر فعالية.
- تعزيز الأمن: تم تعزيز الأمن لمنع الهروب والحد من العنف.
التحديات المستقبلية
يواجه سجن دورهام عددًا من التحديات المستقبلية، بما في ذلك:
- التعامل مع الاكتظاظ المستمر: لا يزال الاكتظاظ يمثل تحديًا كبيرًا لسجن دورهام، وهناك حاجة إلى إيجاد حلول للحد من عدد السجناء.
- تلبية احتياجات السجناء ذوي الصحة العقلية: هناك حاجة إلى توفير المزيد من الدعم للسجناء الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية.
- تحسين فعالية برامج إعادة التأهيل: هناك حاجة إلى إجراء تقييم شامل لبرامج إعادة التأهيل لتحديد ما إذا كانت فعالة في مساعدة السجناء على تغيير حياتهم.
- التعامل مع التهديدات الأمنية الجديدة: هناك حاجة إلى مواكبة التهديدات الأمنية الجديدة، مثل التطرف والإرهاب، واتخاذ خطوات لمنع حدوثها في السجن.
دور السجن في المجتمع المحلي
يلعب سجن دورهام دورًا مهمًا في المجتمع المحلي، حيث يوفر فرص عمل ويساهم في الاقتصاد المحلي. يوظف السجن مئات الأشخاص من منطقة دورهام، ويساهم في دعم الشركات المحلية من خلال شراء السلع والخدمات. بالإضافة إلى ذلك، يشارك السجن في عدد من المبادرات المجتمعية، مثل دعم الجمعيات الخيرية المحلية والمشاركة في الفعاليات المجتمعية.
خاتمة
سجن دورهام هو مؤسسة معقدة ومتعددة الأوجه تلعب دورًا مهمًا في النظام الجنائي البريطاني. على الرغم من التحديات التي يواجهها، يظل السجن ملتزمًا بتوفير بيئة آمنة وإنسانية للسجناء، ومساعدتهم على إعادة بناء حياتهم والمساهمة في المجتمع.