مقدمة
يشير مصطلح رباعيات الأطراف في العصر البرمي إلى مجموعة متنوعة من البرمائيات والزواحف التي ازدهرت خلال العصر البرمي، وهي فترة جيولوجية امتدت من حوالي 298.9 إلى 251.902 مليون سنة مضت. يعتبر العصر البرمي فترة حاسمة في تطور الفقاريات، حيث شهد ظهور وتنوع كبيرين في رباعيات الأطراف، والتي تعتبر أسلاف الثدييات والطيور والزواحف الحديثة. خلال هذه الفترة، احتفظت البرمائيات بأهميتها، بينما بدأت الزواحف في التنوع والانتشار، لتصبح المجموعة المهيمنة من الفقاريات البرية في أواخر العصر البرمي.
البرمائيات في العصر البرمي
خلال العصر البرمي، استمرت البرمائيات في لعب دور بيئي هام. تطورت هذه الحيوانات لتشغل مجموعة متنوعة من البيئات، من المسطحات المائية العذبة إلى المناطق الأرضية الرطبة. تميزت البرمائيات في العصر البرمي بتنوع كبير في الأشكال والأحجام، حيث تكيفت بعضها مع الحياة المائية بشكل كامل، بينما قضت أنواع أخرى جزءًا كبيرًا من حياتها على الأرض.
من بين البرمائيات البارزة في العصر البرمي:
- الإريوبس (Eryops): برمائي كبير الحجم وقوي البنية، يتميز بجمجمة ضخمة وأطراف قوية، مما يشير إلى أنه كان مفترسًا فعالًا في البيئات المائية والبرية الضحلة.
- الديبلوكاولس (Diplocaulus): برمائي غريب الشكل يتميز بجمجمة عريضة على شكل حرف “T”، ربما كانت تساعده في السباحة أو الدفاع عن النفس.
- التموسبونديل (Temnospondyl): مجموعة متنوعة من البرمائيات التي ازدهرت في العصر البرمي، وتضمنت أنواعًا مائية وبرية، وتكيفت مع مجموعة واسعة من البيئات.
الزواحف في العصر البرمي
شهد العصر البرمي تطورًا وتنوعًا ملحوظًا في الزواحف، والتي بدأت في الظهور كمجموعة مهيمنة من الفقاريات البرية. تطورت الزواحف لتشغل مجموعة متنوعة من البيئات، وأظهرت تكيّفات جديدة سمحت لها بالعيش في ظروف أكثر جفافًا من البرمائيات. من بين التطورات الهامة التي ظهرت في الزواحف خلال العصر البرمي:
- الجلد المقاوم للماء: ساعد الجلد المغطى بالحراشف الزواحف على الاحتفاظ بالرطوبة في الظروف الجافة.
- البيضة الأمنيوسية: سمحت البيضة ذات القشرة الصلبة للزواحف بالتكاثر على الأرض دون الحاجة إلى الماء.
يمكن تقسيم الزواحف في العصر البرمي إلى عدة مجموعات رئيسية، بما في ذلك:
- الأنابسيد (Anapsids): مجموعة قديمة من الزواحف تتميز بجمجمة صلبة بدون فتحات خلف العينين. تشمل هذه المجموعة السلاحف الحديثة وأسلافها.
- السينابسيد (Synapsids): مجموعة من الزواحف تتميز بفتحة واحدة خلف العين في الجمجمة. تعتبر السينابسيد أسلاف الثدييات، وشهدت تنوعًا كبيرًا خلال العصر البرمي.
- الدايابيسيد (Diapsids): مجموعة من الزواحف تتميز بفتحتين خلف العين في الجمجمة. تعتبر الدايابيسيد أسلاف السحالي والثعابين والتماسيح والطيور.
السينابسيد: أسلاف الثدييات
تعتبر السينابسيد مجموعة هامة من الزواحف التي ازدهرت خلال العصر البرمي، وتعتبر أسلاف الثدييات. تميزت السينابسيد بتنوع كبير في الأشكال والأحجام، وتكيفت مع مجموعة متنوعة من البيئات. يمكن تقسيم السينابسيد إلى عدة مجموعات رئيسية، بما في ذلك:
- البليكوصورات (Pelycosaurs): مجموعة مبكرة من السينابسيد تميزت بوجود “شراع” على ظهرها، يتكون من فقرات طويلة مغطاة بالجلد. ربما كان هذا الشراع يستخدم لتنظيم درجة حرارة الجسم أو للعرض. من بين البليكوصورات البارزة:
- الديمترودون (Dimetrodon): بليكوصور كبير الحجم ومفترس، يتميز بشراع كبير على ظهره.
- الإدابوصور (Edaphosaurus): بليكوصور عاشب، يتميز بشراع أقل ارتفاعًا من الديمترودون، ولكنه مزود بنتوءات على الفقرات.
- الثيرابسيد (Therapsids): مجموعة أكثر تطوراً من السينابسيد، ظهرت في منتصف العصر البرمي، وتميزت بخصائص أكثر شبهاً بالثدييات، مثل وضعية الأطراف الأكثر استقامة والأسنان الأكثر تخصصًا. من بين الثيرابسيد البارزة:
- الديساينودونت (Dicynodont): ثيرابسيد عاشب يتميز بمنقار قوي وأنياب بارزة.
- الجورجونوبسيد (Gorgonopsid): ثيرابسيد مفترس يتميز بأسنان كبيرة وحادة.
- الثيروكيفاليان (Therocephalian): ثيرابسيد متنوعة، تضمنت أنواعًا مفترسة وعاشبة.
الدايابيسيد: أسلاف الزواحف الحديثة والطيور
تعتبر الدايابيسيد مجموعة أخرى هامة من الزواحف التي ظهرت خلال العصر البرمي، وتعتبر أسلاف السحالي والثعابين والتماسيح والطيور. تميزت الدايابيسيد بفتحتين خلف العين في الجمجمة، مما سمح بزيادة قوة عضلات الفك ومرونته. شهدت الدايابيسيد تنوعًا كبيرًا خلال العصر البرمي، على الرغم من أنها لم تكن مهيمنة مثل السينابسيد في ذلك الوقت.
من بين الدايابيسيد البارزة في العصر البرمي:
- الأركوصورومورفا (Archosauromorpha): مجموعة من الدايابيسيد التي تعتبر أسلاف التماسيح والديناصورات والطيور. ظهرت الأركوصورومورفا في أواخر العصر البرمي، وازدهرت في العصر الترياسي.
- اللepidosaurs (Lepidosauria): مجموعة من الدايابيسيد التي تعتبر أسلاف السحالي والثعابين. ظهرت اللepidosaurs في العصر البرمي، وازدهرت في العصرين الترياسي والجوارسي.
الانقراض الجماعي في نهاية العصر البرمي
انتهى العصر البرمي بحدث انقراض جماعي كبير، يُعرف باسم “انقراض العصر البرمي-الترياسي”، والذي يعتبر أكبر حدث انقراض في تاريخ الأرض. أدى هذا الانقراض إلى فناء نسبة كبيرة من الأنواع النباتية والحيوانية، بما في ذلك العديد من رباعيات الأطراف. يعتقد العلماء أن هذا الانقراض كان نتيجة لمجموعة من العوامل، بما في ذلك:
- النشاط البركاني الهائل: أدت ثورات بركانية واسعة النطاق في منطقة سيبيريا إلى إطلاق كميات هائلة من الغازات الدفيئة، مما تسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض وتغير المناخ.
- نقص الأكسجين في المحيطات: أدى ارتفاع درجة حرارة المحيطات إلى انخفاض مستويات الأكسجين، مما أدى إلى موت الكائنات البحرية.
- تحمض المحيطات: أدى امتصاص المحيطات لكميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون إلى تحمضها، مما أثر على الكائنات البحرية ذات الأصداف.
نجا عدد قليل من رباعيات الأطراف من هذا الانقراض، وأدت هذه الأنواع الناجية إلى ظهور وتطور مجموعات جديدة من الفقاريات في العصر الترياسي، بما في ذلك الديناصورات والثدييات المبكرة.
خاتمة
تمثل رباعيات الأطراف في العصر البرمي مجموعة متنوعة وهامة من الحيوانات التي لعبت دورًا حاسمًا في تطور الفقاريات. شهد العصر البرمي ظهور وتنوع كبيرين في البرمائيات والزواحف، والتي تكيفت مع مجموعة متنوعة من البيئات. انتهى العصر البرمي بحدث انقراض جماعي كبير، أدى إلى فناء العديد من الأنواع، ولكنه مهد الطريق أيضًا لظهور مجموعات جديدة من الفقاريات في العصر الترياسي.