مجلس النواب
كان مجلس النواب (Képviselőház) هو المجلس الأدنى في البرلمان. في عام 1867، تألف من 444 عضوًا، انتُخب 403 منهم عن طريق الانتخاب في المجر، و 29 من كرواتيا وسلافونيا. بعد عام 1881، زاد عدد النواب المجريين المنتخبين إلى 413 نائبًا.
كان أعضاء مجلس النواب يُنتخبون بشكل عام عن طريق الاقتراع الشعبي، على الرغم من أن حق التصويت كان محدودًا. كان يحق للرجال الذين يبلغون من العمر 20 عامًا أو أكثر والذين يستوفون شروطًا معينة تتعلق بالملكية والتعليم دفع الضرائب الحق في التصويت. أدى هذا إلى حرمان جزء كبير من السكان من حق التصويت، وخاصة الفلاحين والعمال. كانت الانتخابات تجري عادة في جو من التلاعب والفساد، وكانت الحكومة قادرة على التأثير على النتيجة في العديد من الدوائر الانتخابية.
كان مجلس النواب مسؤولاً عن اقتراح القوانين والموافقة عليها، والموافقة على الميزانية، ومراقبة عمل الحكومة. كان للمجلس أيضًا الحق في توجيه أسئلة للحكومة ومناقشة سياساتها.
مجلس اللوردات
كان مجلس اللوردات (Főrendiház) هو المجلس الأعلى في البرلمان. كان يتألف من مجموعة متنوعة من الأعضاء، بما في ذلك:
- اللوردات الوراثيون: أعضاء العائلات النبيلة الذين ورثوا مقاعدهم في المجلس.
- كبار رجال الدين: رؤساء الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية في المجر.
- اللوردات المعينون: أعضاء عينهم الملك مدى الحياة، غالبًا ما يكونون من كبار المسؤولين الحكوميين أو العسكريين أو الشخصيات البارزة في المجتمع.
- مندوبون من كرواتيا وسلافونيا.
كان مجلس اللوردات يتمتع بسلطة مراجعة القوانين التي أقرها مجلس النواب، وكان له الحق في الاعتراض عليها. ومع ذلك، كان مجلس النواب يتمتع بسلطة تجاوز اعتراضات مجلس اللوردات بأغلبية بسيطة.
كان مجلس اللوردات يعتبر عمومًا أكثر تحفظًا من مجلس النواب، وكان يمثل مصالح الطبقة الأرستقراطية والنبلاء. ومع ذلك، كان للمجلس أيضًا دور مهم في ضمان أن تكون القوانين متوافقة مع الدستور والقانون.
دور مجلس الأمة
لعب مجلس الأمة دورًا مهمًا في الحياة السياسية للمجر خلال الفترة النمساوية المجرية. كان المجلس مسؤولاً عن سن القوانين والموافقة على الميزانية ومراقبة عمل الحكومة. كان المجلس أيضًا منتدى لمناقشة القضايا المهمة التي تواجه البلاد.
على الرغم من أن حق التصويت كان محدودًا وكانت الانتخابات غالبًا ما تكون غير نزيهة، إلا أن مجلس الأمة سمح للشعب المجري بأن يكون له صوت في حكومته. كان المجلس أيضًا مكانًا لتبادل الأفكار والنقاش، وساعد في تشكيل السياسات التي أثرت على حياة الناس.
كان مجلس الأمة يمثل مصالح الطبقة الأرستقراطية والنبلاء بشكل خاص، ولذلك، كان هناك توتر بين مجلس الأمة والحكومة. ومع ذلك، كان للمجلس أيضًا دور مهم في ضمان أن تكون القوانين متوافقة مع الدستور والقانون.
النظام الانتخابي
كان النظام الانتخابي لمجلس النواب معقدًا ومقيدًا. كان حق التصويت محصورًا بالرجال الذين تزيد أعمارهم عن 20 عامًا والذين يستوفون شروطًا معينة تتعلق بالملكية والتعليم ودفع الضرائب. أدى هذا إلى حرمان جزء كبير من السكان من حق التصويت، وخاصة الفلاحين والعمال.
كانت الانتخابات تجري عادة في جو من التلاعب والفساد. كانت الحكومة قادرة على التأثير على النتيجة في العديد من الدوائر الانتخابية من خلال استخدام التخويف وشراء الأصوات والتلاعب بسجلات الناخبين.
على الرغم من هذه القيود، كان النظام الانتخابي يسمح ببعض التمثيل للشعب المجري في البرلمان. كان مجلس النواب مكانًا يمكن فيه للناخبين التعبير عن آرائهم والتأثير على السياسات الحكومية.
التطورات اللاحقة
بعد انهيار الإمبراطورية النمساوية المجرية في عام 1918، تم استبدال مجلس الأمة ببرلمان جديد يسمى الجمعية الوطنية المؤقتة. كانت الجمعية الوطنية المؤقتة أكثر ديمقراطية من مجلس الأمة، حيث كان حق التصويت متاحًا لجميع الرجال والنساء الذين تزيد أعمارهم عن 21 عامًا.
في عام 1920، تم استبدال الجمعية الوطنية المؤقتة ببرلمان جديد يسمى الجمعية الوطنية. كانت الجمعية الوطنية أكثر تحفظًا من الجمعية الوطنية المؤقتة، لكنها ظلت أكثر ديمقراطية من مجلس الأمة السابق.
تأثيره على الديمقراطية المجرية
على الرغم من أوجه القصور فيه، كان مجلس الأمة خطوة مهمة في تطور الديمقراطية في المجر. سمح المجلس للشعب المجري بأن يكون له صوت في حكومته، ووفر منتدى لمناقشة القضايا المهمة التي تواجه البلاد.
كان مجلس الأمة أيضًا مكانًا يمكن فيه للقادة السياسيين المجريين تطوير مهاراتهم واكتساب الخبرة في الحكم. ساعد هذا الجيل من القادة في قيادة المجر خلال الفترة الصعبة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى.
نظام الحكم في المجر
كانت مملكة المجر تخضع لنظام ملكي دستوري، حيث كان الملك هو رئيس الدولة، لكن سلطته كانت مقيدة بالدستور والقانون. كان الملك يعين رئيس الوزراء، الذي كان بدوره مسؤولاً عن تشكيل الحكومة.
كانت الحكومة مسؤولة أمام البرلمان، الذي كان يتمتع بسلطة عزل الحكومة عن طريق التصويت بحجب الثقة. كان البرلمان أيضًا مسؤولاً عن سن القوانين والموافقة على الميزانية.
كان النظام القضائي مستقلاً عن الحكومة، وكان مسؤولاً عن تفسير القوانين وتطبيقها. كان الدستور يضمن حقوق وحريات المواطنين، بما في ذلك حرية التعبير والصحافة والتجمع.
كانت المجر دولة متعددة القوميات، حيث يعيش المجريون جنبًا إلى جنب مع الألمان والسلوفاك والكروات والرومانيين وغيرهم من الأقليات العرقية. كان الدستور يضمن حقوق الأقليات القومية، لكن في الواقع، غالبًا ما كانوا يتعرضون للتمييز.
خاتمة
كان مجلس الأمة (Országgyűlés) البرلمان ثنائي المجلس في مملكة المجر من عام 1867 إلى عام 1918. على الرغم من محدودية حق الاقتراع والعيوب الأخرى، لعب دورًا هامًا في الحياة السياسية المجرية، مما سمح بتمثيل محدود للشعب في الحكومة وكان منتدى لمناقشة القضايا الهامة. ساهم مجلس الأمة في تطوير الديمقراطية في المجر وقدم الخبرة للقادة السياسيين في البلاد.