اكتشاف وتسمية بلانيكوكسا
تم اكتشاف حفريات بلانيكوكسا لأول مرة في تكوين سيدار ماونتن بولاية يوتا في الولايات المتحدة. تم العثور على العينة holotype ، والتي تتكون من عظم العانة الأيسر الجزئي (UMNH VP 12683)، في طبقات صخرية يعود تاريخها إلى مرحلة الأبتيان المتأخرة أو مرحلة الألبيان المبكرة من العصر الطباشيري المبكر، أي قبل حوالي 125 إلى 113 مليون سنة.
تم وصف بلانيكوكسا وتسميته رسميًا من قبل عالمي الحفريات تونيو شوه و جيمس كيركلاند في عام 2005. الاسم العام، “Planicoxa”، مشتق من الكلمات اللاتينية “planus” (مسطح) و “coxa” (ورك)، في إشارة إلى الشكل المسطح المميز لعظم العانة.
التصنيف وعلاقاته التطورية
صنف شوه وكيركلاند بلانيكوكسا كإغوانودونتي متقدم، ووضعه مبدئيًا في فصيلة الإغوانودوناتيا غير المصنفة (Iguanodontia incertae sedis). ومع ذلك، تشير التحليلات اللاحقة إلى أنه يحتل موقعًا أكثر تحديدًا داخل شجرة عائلة الإغوانودوناتيا. غالبًا ما يتم اعتباره عضوًا في الإغوانودوناتيا القاعدية، وهي مجموعة تشمل الأقارب الأوائل للإغوانودوناتيا الأكثر تطوراً مثل الإغوانودون.
تُظهر بلانيكوكسا العديد من الخصائص المشتركة مع الإغوانودوناتيا الأخرى، مثل ترتيب الأسنان المعقد والقدرة على المشي على كل من ساقيه الخلفيتين وأطرافه الأربعة. ومع ذلك، يتميز أيضًا ببعض السمات الفريدة، بما في ذلك الشكل المسطح لعظم العانة، والذي يميزه عن الإغوانودوناتيا الأخرى.
الوصف التشريحي لبلانيكوكسا
على الرغم من أن بلانيكوكسا معروف فقط من خلال عظم العانة الجزئي، إلا أن هذا العظم يوفر معلومات قيمة حول تشريح الحيوان. يتميز عظم العانة بكونه مسطحًا بشكل غير عادي، وهو ما يميزه عن الإغوانودوناتيا الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر عظم العانة عددًا من الخصائص الأخرى التي تميزه عن غيره من الإغوانودوناتيا، بما في ذلك:
- حافة ظهرية مقعرة بقوة
- وجود عرف قوي على السطح الإنسي
- حافة أمامية حادة
بناءً على حجم عظم العانة، يُقدر أن بلانيكوكسا كان ديناصورًا متوسط الحجم، يبلغ طوله حوالي 6-8 أمتار. من المحتمل أنه كان حيوانًا عاشبًا، يتغذى على النباتات المنخفضة النمو.
علم البيئة القديمة
تم العثور على بلانيكوكسا في تكوين سيدار ماونتن، وهو تكوين جيولوجي غني بالحفريات يعود إلى العصر الطباشيري المبكر. يشير تكوين سيدار ماونتن إلى أن هذه المنطقة كانت عبارة عن سهل ساحلي خصب في ذلك الوقت، مع مناخ دافئ ورطب. كانت المنطقة موطنًا لمجموعة متنوعة من الديناصورات الأخرى، بما في ذلك الصوروبودات والثيروبودات والأورنيثوبودات.
تشمل الديناصورات الأخرى المعروفة من تكوين سيدار ماونتن:
* الصوروبودات: مثل سيداروصورس (Cedarosaurus) وبرونتوصورس (Brontosaurus).
* الثيروبودات: مثل يوتارابتور (Utahraptor) وألوسورس (Allosaurus).
* الأورنيثوبودات: مثل إغوانودون (Iguanodon) وكامبتوصورس (Camptosaurus).
يشير وجود مجموعة متنوعة من الديناصورات في تكوين سيدار ماونتن إلى أن المنطقة كانت نظامًا بيئيًا مزدهرًا. من المحتمل أن بلانيكوكسا لعب دورًا مهمًا في هذا النظام البيئي كحيوان عاشب كبير.
أهمية بلانيكوكسا الأحفورية
تعتبر بلانيكوكسا أحفورة مهمة لأنها تساعدنا على فهم تطور الإغوانودوناتيا. يمثل هذا الجنس سلالة مبكرة من الإغوانودوناتيا التي تطورت في أمريكا الشمالية خلال العصر الطباشيري المبكر. يوفر عظم العانة الجزئي معلومات قيمة حول تشريح هذه الحيوانات وعلاقاتها التطورية بالإغوانودوناتيا الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، تساعدنا بلانيكوكسا على فهم علم البيئة القديمة لتكوين سيدار ماونتن. يشير وجود بلانيكوكسا ومجموعة متنوعة من الديناصورات الأخرى في هذا التكوين إلى أن المنطقة كانت نظامًا بيئيًا مزدهرًا خلال العصر الطباشيري المبكر.
دراسات مستقبلية
لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول بلانيكوكسا. على سبيل المثال، ليس من الواضح تمامًا ما هي العلاقات التطورية لبلانيكوكسا مع الإغوانودوناتيا الأخرى. هناك حاجة إلى مزيد من الحفريات لتحديد مكان بلانيكوكسا في شجرة عائلة الإغوانودوناتيا بشكل أكثر دقة.
بالإضافة إلى ذلك، لا يُعرف سوى القليل عن بيولوجيا بلانيكوكسا. على سبيل المثال، ليس من الواضح ما الذي أكله بلانيكوكسا أو كيف تفاعل مع الديناصورات الأخرى في بيئته. يمكن أن تساعد الدراسات المستقبلية في فهم المزيد عن بيولوجيا وسلوك هذا الديناصور المثير للاهتمام.
خاتمة
بلانيكوكسا هو جنس من ديناصورات الإغوانودوناتيا المبكرة التي عاشت في أمريكا الشمالية خلال العصر الطباشيري المبكر. على الرغم من أنه معروف فقط من خلال عظم العانة الجزئي، إلا أن بلانيكوكسا يوفر معلومات قيمة حول تطور الإغوانودوناتيا وعلم البيئة القديمة لتكوين سيدار ماونتن. تساهم هذه الأحفورة في فهمنا لتنوع الديناصورات خلال العصر الطباشيري المبكر وتطور الإغوانودوناتيا في أمريكا الشمالية. الدراسات المستقبلية ستسلط الضوء بشكل إضافي على مكانته التطورية وسلوكه.