نشأته وحياته المبكرة
ولد هاري بينيت في آن أربور بولاية ميشيغان، وهو ابن جيمس بينيت، ضابط شرطة، وإليزا “ليلا” وارد بينيت. كان لديه أخت أكبر، بيرل، وشقيق أصغر، جيمس الابن. أمضى شبابه في مدينة آن أربور، حيث التحق بالمدارس المحلية. في سن المراهقة، أظهر موهبة في الملاكمة، وسرعان ما بدأ في ممارسة الرياضة بشكل احترافي.
خلال الحرب العالمية الأولى، خدم بينيت في البحرية الأمريكية. بعد الحرب، عمل في عدة وظائف مختلفة قبل أن ينتهي به الأمر في شركة فورد موتور في عام 1920. يروي بينيت نفسه قصة جذابة عن كيفية حصوله على وظيفته في فورد في سيرته الذاتية “نحن فورد”. وفقًا لروايته، كان يقود سيارته بالقرب من مصنع فورد في ديترويت عندما رأى مجموعة من الرجال يقاتلون. تدخل بينيت، واستخدم مهاراته في الملاكمة لتفريق المقاتلين. كان من بين المتفرجين الذين شاهدوا الحدث رجل يدعى جوزيف غالامب، وهو مهندس كبير في فورد. أعجب غالامب بمهارات بينيت القتالية، وعرض عليه وظيفة في شركة فورد.
الصعود إلى السلطة في شركة فورد
بدأ بينيت حياته المهنية في فورد كمحقق. وسرعان ما لفت انتباه هنري فورد، الذي أعجب بولاء بينيت وشخصيته القوية. في عام 1920، قام فورد بترقية بينيت ليصبح رئيسًا لجهاز الخدمة الداخلية، وهو قوة أمنية داخلية كانت مسؤولة عن الحفاظ على النظام ومنع السرقة في مصانع فورد. سرعان ما وسع بينيت سلطة جهاز الخدمة الداخلية، وجعل منه قوة شبه عسكرية كان لها تأثير كبير على جميع جوانب عمليات فورد. كانت وحدة بينيت معروفة بتكتيكاتها القاسية، بما في ذلك استخدام العنف والترهيب ضد العمال الذين اشتبه في أنهم غير موالين للشركة.
تحت قيادة بينيت، أصبح جهاز الخدمة الداخلية قوة سياسية قوية داخل شركة فورد. استخدم بينيت سلطته لجمع المعلومات عن الموظفين والمديرين التنفيذيين الآخرين، واستخدم هذه المعلومات لتعزيز موقعه في الشركة. كان معروفًا أيضًا بتلاعبه بالآخرين وحبك المؤامرات لتقويض خصومه.
مع مرور الوقت، أصبح بينيت أقرب مستشار لهنري فورد. كان فورد يثق بـ بينيت ضمنيًا، واعتمد عليه في مجموعة متنوعة من الأمور، من الأمن الشخصي إلى القرارات التجارية الهامة. كان بينيت حاضرًا دائمًا بجانب فورد، وكثيرًا ما كان يعمل كسائق وحارس شخصي ومرافق له.
الأساليب المثيرة للجدل
أثارت أساليب هاري بينيت جدلاً واسعًا طوال فترة وجوده في شركة فورد. كان جهاز الخدمة الداخلية التابع له سيئ السمعة بسبب استخدامه للعنف والترهيب ضد العمال. غالبًا ما كان بينيت يتهم العمال زوراً بأنشطة تخريبية أو مؤيدة للنقابات، ثم يقوم بفصلهم. في بعض الحالات، كان جهاز الخدمة الداخلية يعتدي جسديًا على العمال أو يهددهم.
كما اتُهم بينيت بالتورط في أنشطة غير قانونية أخرى، بما في ذلك التنصت على المكالمات الهاتفية والتجسس على الموظفين. كما ورد أنه استخدم أموال الشركة لتمويل أنشطته الشخصية.
على الرغم من الجدل المحيط به، ظل بينيت يتمتع بدعم هنري فورد. كان فورد يعتقد أن بينيت كان ضروريًا للحفاظ على النظام في مصانعه وحماية الشركة من التهديدات الخارجية.
نهاية عهد بينيت
مع تقدم هنري فورد في السن، أصبح بينيت يتمتع بنفوذ أكبر في شركة فورد. كان العديد من المديرين التنفيذيين يخشون بينيت، وكانوا مترددين في معارضته. ومع ذلك، بعد وفاة هنري فورد في عام 1947، تغيرت الأمور بسرعة. تولى هنري فورد الثاني، حفيد هنري فورد، منصب رئيس الشركة. كان هنري فورد الثاني مصممًا على تنظيف الشركة والتخلص من النفوذ السلبي الذي كان يتمتع به بينيت.
بعد فترة وجيزة من توليه منصبه، استدعى هنري فورد الثاني بينيت إلى مكتبه وأقاله. وفقًا للتقارير، كان بينيت مصدومًا وغاضبًا من إقالته. ورد أنه هدد هنري فورد الثاني، لكن فورد لم يتراجع. تم طرد بينيت من شركة فورد، ولم يُسمح له بالعودة أبدًا.
الحياة بعد فورد
بعد إقالته من شركة فورد، عاش بينيت حياة منعزلة نسبيًا. اشتهر بأنه كان يعيش على طرائد الصيد التي يصطادها بنفسه. كتب سيرة ذاتية بعنوان “نحن فورد” (We Never Asked For Wings) نُشرت عام 1959. توفي في 4 يناير 1979، عن عمر يناهز 86 عامًا.
تأثيره وإرثه
كان لهاري بينيت تأثير كبير على شركة فورد موتور. خلال فترة وجوده في الشركة، ساعد في تحويلها إلى واحدة من أكبر الشركات وأكثرها ربحية في العالم. ومع ذلك، كان له أيضًا دور فعال في خلق ثقافة الخوف والترهيب داخل الشركة. أثارت أساليبه المثيرة للجدل جدلاً واسعًا، ولا يزال إرثه موضوع نقاش حتى اليوم.
يعتبره البعض شخصية قوية كان ضروريًا للحفاظ على النظام وحماية الشركة من التهديدات الخارجية. يرى آخرون أنه طاغية استخدم سلطته لإساءة معاملة العمال وإثراء نفسه.
بغض النظر عن الرأي الشخصي فيه، لا شك في أن هاري بينيت كان شخصية مؤثرة في تاريخ شركة فورد موتور. ستظل أفعاله وتأثيره موضوع دراسة ونقاش للأجيال القادمة.
خاتمة
كان هاري بينيت شخصية مثيرة للجدل في تاريخ شركة فورد موتور. صعد إلى السلطة ليصبح أقرب مساعد لهنري فورد، ولكنه اشتهر أيضًا بأساليبه القاسية واستخدامه للعنف والترهيب. بعد وفاة فورد الأب، تمت إقالته بسرعة من قبل هنري فورد الثاني. على الرغم من إرثه المثير للجدل، لا يمكن إنكار تأثيره الكبير على الشركة.