<![CDATA[
تاريخ البرج
بدأ تطوير جامعة إدنبرة في منطقة وسط المدينة في ستينيات القرن العشرين، وكان برج آبلتون جزءًا من هذه الخطة التوسعية الطموحة. تم تصميمه من قبل مكتب المهندسين المعماريين “روبرت ماثيو، جونسون-مارشال وشركائهم”، وبدأ بناؤه في عام 1963 واكتمل في عام 1966. سمي البرج على اسم السير إدوارد فيكتور آبلتون، الفيزيائي الإنجليزي الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1947، وذلك تقديرًا لمساهماته العلمية البارزة في مجال الفيزياء الأيونوسفيرية.
كان الهدف من بناء برج آبلتون هو توفير مساحة أكبر لكليات العلوم والهندسة المتنامية في الجامعة. في ذلك الوقت، كانت الجامعة تعاني من نقص في المساحات التعليمية والإدارية، وكان البرج حلاً فعالاً لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة. عند افتتاحه، كان البرج يعتبر تحفة معمارية حديثة، ويعكس الطموحات الأكاديمية والتوسع الحضري في إدنبرة.
على مر السنين، خضع برج آبلتون لعدة تجديدات وتحديثات لتحسين مرافقه وتكييفه مع الاحتياجات المتغيرة للجامعة. ومع ذلك، حافظ البرج على تصميمه الأصلي المميز، ولا يزال معلمًا بارزًا في أفق إدنبرة.
التصميم المعماري
يتميز برج آبلتون بتصميمه المعماري البسيط والوظيفي، والذي يعكس أسلوب العمارة الوحشية (Brutalism) السائد في فترة الستينيات. يتكون البرج من هيكل خرساني ضخم، مع نوافذ مستطيلة الشكل مصفوفة بشكل منتظم على واجهاته الأربع. يبلغ ارتفاع البرج حوالي 10 طوابق، مما يجعله من بين أطول المباني في منطقة وسط المدينة.
على الرغم من أن التصميم الخارجي للبرج قد يبدو صارمًا وبسيطًا، إلا أن تصميمه الداخلي يهدف إلى توفير بيئة تعليمية مريحة وعملية. يحتوي البرج على العديد من القاعات الدراسية الكبيرة والمجهزة بأحدث التقنيات التعليمية، بالإضافة إلى مكاتب لأعضاء هيئة التدريس والباحثين.
أحد العناصر المعمارية المميزة في برج آبلتون هو الدرج الحلزوني الذي يربط بين طوابق البرج. يتميز هذا الدرج بتصميمه الأنيق والمبتكر، ويعتبر تحفة فنية معمارية في حد ذاته.
الاستخدام الحالي
يستخدم برج آبلتون حاليًا كمقر رئيسي لكلية العلوم والهندسة في جامعة إدنبرة. يستضيف البرج مجموعة متنوعة من الأقسام الأكاديمية، بما في ذلك:
- كلية المعلوماتية
- كلية الهندسة
- كلية الرياضيات
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي البرج على العديد من المختبرات البحثية المتخصصة، حيث يقوم الباحثون بإجراء أحدث الأبحاث في مجالات العلوم والتكنولوجيا. كما يستضيف البرج العديد من المؤتمرات والفعاليات الأكاديمية على مدار العام.
يلعب برج آبلتون دورًا حيويًا في الحياة الأكاديمية والبحثية في جامعة إدنبرة. يوفر البرج بيئة تعليمية وبحثية محفزة للطلاب والباحثين، ويساهم في تعزيز مكانة الجامعة كواحدة من أفضل الجامعات في العالم.
الجدل والانتقادات
على الرغم من أهميته الوظيفية والأكاديمية، تعرض برج آبلتون لبعض الانتقادات بسبب تصميمه المعماري. يرى البعض أن التصميم الخرساني الضخم للبرج يفتقر إلى الجمالية، وأنه لا يتماشى مع الطابع التاريخي لمدينة إدنبرة. كما انتقد البعض الآخر ارتفاع البرج، معتبرين أنه يشوه أفق المدينة.
في عام 2006، تم إجراء استطلاع رأي بين سكان إدنبرة لاختيار أسوأ مبنى في المدينة. احتل برج آبلتون المرتبة الأولى في هذا الاستطلاع، مما يعكس عدم شعبية تصميمه بين السكان المحليين. ومع ذلك، يرى البعض الآخر أن البرج يمثل جزءًا مهمًا من تاريخ العمارة الحديثة في إدنبرة، وأنه يجب الحفاظ عليه كجزء من التراث المعماري للمدينة.
بغض النظر عن الآراء المختلفة حول تصميمه، يبقى برج آبلتون معلمًا بارزًا في إدنبرة، ومكانًا حيويًا للتعليم والبحث العلمي.
مستقبل البرج
تخطط جامعة إدنبرة لإجراء المزيد من التجديدات والتحديثات على برج آبلتون في المستقبل. تهدف هذه التجديدات إلى تحسين مرافق البرج، وتكييفه مع الاحتياجات المتغيرة للجامعة. قد تشمل التجديدات إضافة مساحات تعليمية جديدة، وتحديث المختبرات البحثية، وتحسين كفاءة الطاقة في البرج.
من المتوقع أن يستمر برج آبلتون في لعب دور مهم في الحياة الأكاديمية والبحثية في جامعة إدنبرة في السنوات القادمة. سيظل البرج مركزًا للتعليم والبحث العلمي، وسيساهم في تعزيز مكانة الجامعة كواحدة من أفضل الجامعات في العالم.
خاتمة
برج آبلتون هو مبنى شاهق في إدنبرة يمثل جزءًا من جامعة إدنبرة. تم بناؤه في الستينيات، وهو مصمم على طراز العمارة الوحشية. على الرغم من أنه تعرض لانتقادات بسبب مظهره، إلا أنه يظل جزءًا حيويًا من كلية العلوم والهندسة بالجامعة، حيث يضم العديد من الأقسام الأكاديمية والمختبرات البحثية. يعتبر البرج معلمًا بارزًا في أفق إدنبرة، ويستمر في خدمة الأهداف التعليمية والبحثية للجامعة.