التطوير والتصميم
بدأ تطوير ميرياد CIWS في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، مدفوعًا بالحاجة المتزايدة إلى أنظمة دفاع قريبة أكثر فعالية لمواجهة التهديدات المتطورة. شارك في المشروع العديد من الشركات الأوروبية، بقيادة أوتو ميلارا الإيطالية، المعروفة بخبرتها في أنظمة المدفعية البحرية. كان الهدف هو إنشاء نظام يمكنه الاشتباك مع التهديدات بسرعة وبدقة، مما يوفر طبقة دفاع أخيرة للسفن الحربية.
اعتمد تصميم ميرياد CIWS على مفهوم المدفع الدوار، والذي يوفر معدل إطلاق نار مرتفعًا جدًا. تم تجميع سبعة أسطوانات عيار 25 ملم في مجموعة دوارة، مما يسمح للنظام بإطلاق آلاف الطلقات في الدقيقة. تم التحكم في المدفع بواسطة نظام تحكم في النيران متطور يتضمن رادار تتبع وكاميرات كهروضوئية، مما يضمن دقة عالية حتى في الظروف الجوية السيئة.
تضمنت الميزات الرئيسية لتصميم ميرياد CIWS ما يلي:
- مدفع دوار بسبعة أسطوانات: يوفر معدل إطلاق نار مرتفعًا جدًا للاشتباك السريع مع التهديدات.
- عيار 25 ملم: يوفر توازنًا جيدًا بين المدى وقوة الاختراق.
- نظام تحكم في النيران المتقدم: يتضمن رادار تتبع وكاميرات كهروضوئية لضمان الدقة العالية.
- قدرة الاشتباك التلقائي: يمكن للنظام أن يعمل بشكل مستقل، مما يقلل من عبء العمل على الطاقم.
- التكامل مع أنظمة السفن الأخرى: يمكن دمج ميرياد CIWS مع أنظمة إدارة القتال وأنظمة الدفاع الأخرى للسفينة.
المواصفات الفنية
فيما يلي بعض المواصفات الفنية الرئيسية لنظام ميرياد CIWS:
- العيار: 25 ملم
- عدد الأسطوانات: 7
- معدل إطلاق النار: 4500 طلقة في الدقيقة
- المدى الفعال: 2000 متر
- الوزن: حوالي 8000 كجم
- نظام التحكم في النيران: رادار تتبع، كاميرات كهروضوئية
الأداء والقدرات
تم تصميم ميرياد CIWS للاشتباك مع مجموعة واسعة من التهديدات، بما في ذلك:
- الصواريخ المضادة للسفن: تم تصميم النظام لاعتراض وتدمير الصواريخ المضادة للسفن قبل أن تتمكن من ضرب السفينة.
- الطائرات عالية السرعة: يمكن للنظام الاشتباك مع الطائرات عالية السرعة، مثل الطائرات المقاتلة والقاذفات.
- الزوارق السريعة: يمكن استخدام ميرياد CIWS للاشتباك مع الزوارق السريعة والقوارب الصغيرة الأخرى.
- الأهداف البرية والبحرية: يمكن استخدام النظام ضد الأهداف البرية والبحرية على مسافة قريبة.
تم تصميم نظام التحكم في النيران في ميرياد CIWS لتوفير قدرة تتبع دقيقة، حتى في الظروف الجوية السيئة. يمكن للنظام تتبع أهداف متعددة في وقت واحد، وتحديد أولويات التهديدات الأكثر خطورة. بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم النظام ليكون سهل الاستخدام والصيانة، مما يقلل من عبء العمل على الطاقم.
التجارب والتقييم
خضع ميرياد CIWS لعدة تجارب وتقييمات لتقييم أدائه وقدراته. أظهرت التجارب أن النظام قادر على الاشتباك مع التهديدات بسرعة وبدقة. ومع ذلك، كشفت التجارب أيضًا عن بعض المشكلات، مثل التعقيد العالي للنظام وارتفاع تكلفة الإنتاج.
على الرغم من الأداء الواعد، لم يتم اعتماد ميرياد CIWS على نطاق واسع من قبل القوات البحرية. ويعزى ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك ارتفاع تكلفة النظام وتوافر أنظمة دفاع قريبة بديلة أكثر فعالية من حيث التكلفة. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك بعض المخاوف بشأن موثوقية النظام وقدرته على العمل في الظروف القاسية.
المنافسة والأنظمة البديلة
واجه ميرياد CIWS منافسة شديدة من أنظمة الدفاع القريبة الأخرى، بما في ذلك:
- فالانكس CIWS: نظام أمريكي الصنع يستخدم مدفع فولكان عيار 20 ملم. يعتبر فالانكس CIWS أحد أنظمة الدفاع القريبة الأكثر استخدامًا في العالم.
- غولكيبر CIWS: نظام هولندي الصنع يستخدم مدفع غاتلينغ GAU-8 Avenger عيار 30 ملم. يعتبر غولكيبر CIWS نظامًا قويًا وفعالًا، ولكنه أيضًا باهظ الثمن.
- Sea Zenith CIWS: نظام سويسري الصنع يستخدم مدفع أورليكون عيار 25 ملم. يعتبر Sea Zenith CIWS نظامًا فعالًا من حيث التكلفة، ولكنه أقل قوة من فالانكس وغولكيبر.
تتميز هذه الأنظمة بقدرات مماثلة لميرياد CIWS، ولكنها أثبتت أنها أكثر موثوقية وفعالية من حيث التكلفة. أدى ذلك إلى اعتمادها على نطاق واسع من قبل القوات البحرية في جميع أنحاء العالم، في حين ظل ميرياد CIWS في مرحلة النموذج الأولي.
الإرث والتأثير
على الرغم من أنه لم يتم اعتماده على نطاق واسع، إلا أن ميرياد CIWS كان له تأثير كبير على تطوير أنظمة الدفاع القريبة. أظهر المشروع جدوى استخدام المدافع الدوارة ذات معدل إطلاق النار المرتفع في أنظمة الدفاع القريبة، وألهم تطوير أنظمة مماثلة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت التقنيات التي تم تطويرها لميرياد CIWS في تطوير أنظمة أسلحة بحرية أخرى.
مستقبل أنظمة الدفاع القريبة
يتطور مجال أنظمة الدفاع القريبة باستمرار، مدفوعًا بالتهديدات المتطورة والتقدم التكنولوجي. تتضمن بعض الاتجاهات الرئيسية في هذا المجال ما يلي:
- تطوير أسلحة موجهة بالطاقة: يتم تطوير أسلحة موجهة بالطاقة، مثل الليزر وأشعة الميكروويف عالية الطاقة، لاستخدامها في أنظمة الدفاع القريبة. تتمتع هذه الأسلحة بالقدرة على الاشتباك مع التهديدات بسرعة وبدقة، وبتكلفة منخفضة لكل طلقة.
- زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي: يتم استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) لتحسين أداء أنظمة الدفاع القريبة. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد وتتبع التهديدات تلقائيًا، ولتحسين تخصيص الموارد.
- تكامل أنظمة الدفاع القريبة مع أنظمة السفن الأخرى: يتم دمج أنظمة الدفاع القريبة بشكل متزايد مع أنظمة إدارة القتال وأنظمة الدفاع الأخرى للسفينة. يتيح ذلك للسفينة الاستجابة للتهديدات بسرعة وفعالية أكبر.
من المرجح أن تستمر أنظمة الدفاع القريبة في لعب دور مهم في الدفاع عن السفن الحربية في المستقبل. مع استمرار تطور التهديدات، ستستمر أنظمة الدفاع القريبة في التطور أيضًا، مما يوفر قدرات محسنة لحماية السفن من الهجوم.
خاتمة
ميرياد CIWS كان نظام سلاح قريب واعدًا تم تطويره في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات. على الرغم من أنه أظهر أداءً جيدًا في التجارب، إلا أنه لم يتم اعتماده على نطاق واسع بسبب ارتفاع تكلفته وتوافر أنظمة بديلة أكثر فعالية من حيث التكلفة. ومع ذلك، كان لميرياد CIWS تأثير كبير على تطوير أنظمة الدفاع القريبة، وساهم في تطوير تقنيات جديدة تستخدم في أنظمة الأسلحة البحرية الأخرى. يستمر مجال أنظمة الدفاع القريبة في التطور، مع التركيز على تطوير أسلحة موجهة بالطاقة، وزيادة استخدام الذكاء الاصطناعي، والتكامل مع أنظمة السفن الأخرى.