<![CDATA[
تاريخ جمعية تركمانستان
يعود تاريخ النظام التشريعي في تركمانستان إلى الحقبة السوفيتية، حيث كانت الهيئة التشريعية تُعرف باسم “مجلس السوفيات الأعلى لجمهورية تركمانستان الاشتراكية السوفياتية”. بعد استقلال تركمانستان في عام 1991، تم تغيير اسم الهيئة التشريعية إلى “المجلس” (Mejlis).
في عام 2020، تم إجراء تعديلات دستورية أدت إلى إنشاء مجلس وطني من غرفتين، يتألف من مجلس الشعب (Halk Maslahaty) وجمعية تركمانستان (Mejlis). ومع ذلك، في عام 2023، تم إلغاء مجلس الشعب، وأصبحت جمعية تركمانستان الهيئة التشريعية الوحيدة في البلاد.
تشكيل وتركيبة الجمعية
تتكون جمعية تركمانستان من 125 عضوًا يتم انتخابهم عن طريق الاقتراع الشعبي المباشر لفترة ولاية مدتها خمس سنوات. يُشترط في المرشحين أن يكونوا مواطنين تركمانستانيين لا تقل أعمارهم عن 25 عامًا.
تجرى الانتخابات في دوائر انتخابية متعددة الأعضاء، حيث يتم انتخاب عدد محدد من النواب عن كل دائرة. يتم تحديد عدد النواب الذين يتم انتخابهم عن كل دائرة بناءً على عدد السكان في تلك الدائرة.
يهيمن الحزب الديمقراطي التركماني على جمعية تركمانستان منذ استقلال البلاد. ومع ذلك، توجد أيضًا أحزاب سياسية أخرى ممثلة في الجمعية، على الرغم من أن دورها يعتبر محدودًا.
مهام وصلاحيات الجمعية
تتمتع جمعية تركمانستان بصلاحيات تشريعية واسعة، تشمل:
- سن القوانين: تعتبر هذه هي الوظيفة الأساسية للجمعية، حيث تقوم بمناقشة وإقرار القوانين التي تنظم مختلف جوانب الحياة في تركمانستان.
- الموافقة على الميزانية: تقوم الجمعية بالموافقة على الميزانية السنوية للدولة، وتحديد أوجه الإنفاق الحكومي.
- الموافقة على المعاهدات الدولية: تتولى الجمعية الموافقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تبرمها تركمانستان.
- تعيين وعزل بعض المسؤولين الحكوميين: يحق للجمعية تعيين وعزل بعض المسؤولين الحكوميين، مثل رئيس المحكمة العليا والمدعي العام.
- مراقبة عمل الحكومة: تمارس الجمعية دورًا رقابيًا على عمل الحكومة، من خلال طرح الأسئلة والاستجوابات على الوزراء والمسؤولين الحكوميين.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب جمعية تركمانستان دورًا مهمًا في تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
عملية التشريع
تمر عملية التشريع في جمعية تركمانستان بعدة مراحل:
- تقديم مشروع القانون: يمكن لأعضاء الجمعية أو الرئيس أو مجلس الوزراء تقديم مشاريع القوانين إلى الجمعية.
- المناقشة في اللجان: تتم إحالة مشروع القانون إلى اللجان المختصة في الجمعية لمناقشته وإبداء الملاحظات عليه.
- القراءة الأولى: يتم عرض مشروع القانون على الجمعية بكامل هيئتها في القراءة الأولى، حيث يتم مناقشة المبادئ الأساسية لمشروع القانون.
- القراءة الثانية: بعد الموافقة على مشروع القانون في القراءة الأولى، يتم إحالته مرة أخرى إلى اللجان المختصة لإجراء المزيد من الدراسة والتعديلات. ثم يتم عرض مشروع القانون على الجمعية في القراءة الثانية، حيث يتم مناقشة تفاصيل مشروع القانون وإجراء التعديلات اللازمة.
- التصويت: بعد الانتهاء من المناقشة في القراءة الثانية، يتم التصويت على مشروع القانون. يتطلب إقرار مشروع القانون الحصول على أغلبية أصوات أعضاء الجمعية الحاضرين.
- التصديق: بعد إقرار مشروع القانون من قبل الجمعية، يتم إرساله إلى الرئيس للتصديق عليه. يصبح القانون نافذًا بعد توقيع الرئيس عليه ونشره في الجريدة الرسمية.
العلاقات مع الهيئات الحكومية الأخرى
تتمتع جمعية تركمانستان بعلاقات تعاون وثيقة مع الهيئات الحكومية الأخرى، مثل الرئاسة ومجلس الوزراء. تعمل الجمعية مع هذه الهيئات لتطوير وتنفيذ السياسات الحكومية.
تتعاون الجمعية أيضًا مع الهيئات القضائية لضمان سيادة القانون وحماية حقوق المواطنين.
أهم التشريعات الحديثة
أقرت جمعية تركمانستان العديد من التشريعات المهمة في السنوات الأخيرة، والتي تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. من بين هذه التشريعات:
- قانون الاستثمار الأجنبي: يهدف هذا القانون إلى جذب الاستثمارات الأجنبية إلى تركمانستان، من خلال توفير حوافز وتسهيلات للمستثمرين الأجانب.
- قانون الشركات: ينظم هذا القانون تأسيس الشركات وإدارتها في تركمانستان.
- قانون العمل: ينظم هذا القانون علاقات العمل بين أصحاب العمل والعمال في تركمانستان.
- قانون التعليم: يهدف هذا القانون إلى تطوير نظام التعليم في تركمانستان، من خلال تحسين جودة التعليم وتوسيع نطاق الوصول إليه.
التحديات التي تواجه الجمعية
تواجه جمعية تركمانستان العديد من التحديات، بما في ذلك:
- محدودية التعددية السياسية: يهيمن الحزب الديمقراطي التركماني على الجمعية، مما يحد من التعددية السياسية ويقلل من فرص تمثيل وجهات النظر المختلفة.
- ضعف الرقابة البرلمانية: يعتبر دور الجمعية في مراقبة عمل الحكومة محدودًا، مما يقلل من المساءلة والشفافية.
- قلة الخبرة التشريعية: يعاني العديد من أعضاء الجمعية من قلة الخبرة التشريعية، مما يؤثر على جودة التشريعات التي يتم إقرارها.
على الرغم من هذه التحديات، تلعب جمعية تركمانستان دورًا مهمًا في الحياة السياسية في تركمانستان. من خلال سن القوانين والموافقة على الميزانية ومراقبة عمل الحكومة، تساهم الجمعية في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
خاتمة
جمعية تركمانستان هي الهيئة التشريعية الوحيدة في تركمانستان، وتلعب دورًا حيويًا في سن القوانين والموافقة على الميزانية ومراقبة عمل الحكومة. على الرغم من التحديات التي تواجهها، تظل الجمعية مؤسسة مهمة في النظام السياسي التركماني، وتسعى إلى تعزيز التنمية والتقدم في البلاد.