نشأتها وتعليمها
ولدت إيفلين ستوري في بلدة واوانيسا الصغيرة في مانيتوبا عام 1896. نشأت في بيئة ريفية بسيطة، ولكنها تلقت تعليماً جيداً. أدركت منذ صغرها التحديات التي تواجهها النساء في مجتمعها، مما زرع فيها الرغبة في إحداث تغيير إيجابي. بعد إكمال تعليمها الأولي، التحقت بجامعة مانيتوبا، حيث درست التاريخ والعلوم السياسية. خلال فترة دراستها الجامعية، انخرطت في العديد من الأنشطة الطلابية والمنظمات النسوية، مما عزز وعيها السياسي والاجتماعي.
بداية مسيرتها المهنية
بعد تخرجها من الجامعة، بدأت إيفلين ليت مسيرتها المهنية في مجال التدريس. عملت معلمة في عدة مدارس في مانيتوبا، حيث لاحظت عن كثب التفاوتات في فرص التعليم بين الفتيان والفتيات. هذا الأمر دفعها إلى تكريس المزيد من الوقت والجهد للدفاع عن حقوق الفتيات في التعليم وتوفير فرص متساوية لهن. بالإضافة إلى عملها في التدريس، انخرطت ليت في العديد من المنظمات النسوية المحلية، حيث عملت على تنظيم الفعاليات والمحاضرات التي تهدف إلى زيادة الوعي بقضايا المرأة.
دورها في الحركة النسوية
كانت إيفلين ليت شخصية محورية في الحركة النسوية الكندية خلال القرن العشرين. لعبت دوراً بارزاً في العديد من المنظمات النسوية، وعملت على تعزيز حقوق المرأة في مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم والعمل والسياسة. كانت ليت عضواً نشطاً في المجلس الوطني للمرأة في كندا، وشاركت في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الدولية التي تناقش قضايا المرأة. كما ساهمت في تأسيس العديد من المنظمات النسوية المحلية والإقليمية، والتي تهدف إلى دعم المرأة وتمكينها في مجتمعاتها.
نضالها من أجل حقوق التصويت
أحد أبرز إنجازات إيفلين ليت هو دورها في النضال من أجل حصول المرأة على حق التصويت في كندا. كانت ليت من أشد المؤيدين لحق المرأة في التصويت، وعملت بجد لإقناع السياسيين والجمهور بأهمية هذا الحق. شاركت في العديد من المظاهرات والاعتصامات التي تطالب بمنح المرأة حق التصويت، وكتبت العديد من المقالات والرسائل التي تدعو إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في الحقوق السياسية. في عام 1916، تمكنت النساء في مانيتوبا من الحصول على حق التصويت، وكان ذلك بفضل جهود ليت وغيرها من الناشطات النسويات.
دفاعها عن حقوق المرأة العاملة
لم يقتصر اهتمام إيفلين ليت على الحقوق السياسية للمرأة، بل امتد ليشمل حقوق المرأة العاملة. كانت ليت تدرك أن النساء العاملات يواجهن العديد من التحديات، بما في ذلك الأجور المنخفضة وظروف العمل السيئة والتمييز في التوظيف. عملت ليت على تنظيم حملات للدفاع عن حقوق المرأة العاملة، ودعت إلى سن قوانين تحمي حقوقهن وتضمن لهن المساواة في الأجور والفرص. كما ساهمت في تأسيس العديد من النقابات العمالية النسائية، والتي تهدف إلى تمثيل مصالح المرأة العاملة والدفاع عنها.
إسهاماتها في مجال التعليم
بصفتها معلمة، أدركت إيفلين ليت أهمية التعليم في تمكين المرأة وتغيير المجتمع. عملت ليت على تطوير مناهج تعليمية جديدة تركز على قضايا المرأة وتعزز المساواة بين الجنسين. كما شجعت الفتيات على متابعة التعليم العالي واختيار التخصصات التي يرغبن فيها، بغض النظر عن الصورة النمطية للجنسين. بالإضافة إلى ذلك، عملت ليت على توفير فرص تعليمية للنساء اللواتي لم يتمكن من إكمال تعليمهن النظامي، وذلك من خلال تنظيم دورات تعليمية وورش عمل.
تأثيرها على المجتمع الكندي
تركت إيفلين ليت بصمة واضحة في المجتمع الكندي، حيث ساهمت في تحقيق العديد من الإنجازات في مجال حقوق المرأة. بفضل جهودها وغيرها من الناشطات النسويات، تمكنت النساء في كندا من الحصول على حق التصويت، والمساواة في الأجور والفرص، والحماية من التمييز والعنف. كما ساهمت ليت في تغيير الصورة النمطية للمرأة في المجتمع، وتعزيز دورها في مختلف المجالات. تعتبر إيفلين ليت اليوم رمزاً للنضال من أجل المساواة بين الجنسين في كندا، ومصدر إلهام للعديد من النساء والرجال الذين يسعون إلى تحقيق مجتمع أكثر عدلاً ومساواة.
تكريمها والجوائز التي حصلت عليها
تقديراً لجهودها وإسهاماتها في مجال حقوق المرأة، حصلت إيفلين ليت على العديد من الجوائز والأوسمة. تم تكريمها من قبل الحكومة الكندية والعديد من المنظمات النسوية، وتم تسمية العديد من المؤسسات والمراكز النسوية باسمها. تعتبر إيفلين ليت اليوم شخصية بارزة في تاريخ كندا، وتدرس أعمالها ونضالاتها في الجامعات والمدارس في جميع أنحاء البلاد.
حياتها الشخصية
تزوجت إيفلين ستوري من جون ليت في عام 1920. كان جون ليت داعماً قوياً لعملها ونشاطها في مجال حقوق المرأة. لم تنجب إيفلين وجون أطفالاً، لكنهما كرسا حياتهما لخدمة المجتمع وقضايا المرأة. كانت إيفلين ليت امرأة متواضعة ومحبة للخير، وكانت تحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل جميع من عرفوها.
مؤلفاتها
على الرغم من أن إيفلين ليت لم تكتب العديد من الكتب، إلا أنها نشرت العديد من المقالات والرسائل في الصحف والمجلات التي تتناول قضايا المرأة والمساواة بين الجنسين. كما ألقت العديد من المحاضرات والخطابات التي تناقش هذه القضايا. تعتبر كتابات ليت ومحاضراتها مصدراً هاماً لفهم تاريخ الحركة النسوية في كندا.
إرثها
لا يزال إرث إيفلين ليت حياً حتى اليوم، حيث تستمر المنظمات النسوية في كندا والعالم في الاستفادة من أفكارها ونضالاتها. تعتبر ليت نموذجاً يحتذى به للناشطات النسويات اللواتي يسعين إلى تحقيق مجتمع أكثر عدلاً ومساواة. كما أن قصتها تلهم الأجيال الشابة من النساء والرجال على الانخراط في العمل السياسي والاجتماعي والدفاع عن حقوق الإنسان.
وفاتها
توفيت إيفلين ليت في 26 مارس 1999، عن عمر يناهز 102 عاماً. تركت وراءها إرثاً عظيماً من النضال والعطاء، وستظل ذكراها خالدة في قلوب جميع من عرفوها وعملوا معها.
خاتمة
إيفلين ليت كانت رائدة حقيقية في مجال حقوق المرأة في كندا. من خلال تفانيها ونشاطها الدؤوب، ساهمت في تحقيق العديد من الإنجازات في مجال المساواة بين الجنسين. ستظل ليت رمزاً للنضال من أجل حقوق المرأة ومصدر إلهام للأجيال القادمة.