نشأته وتعليمه
ولد مازيار باهاري في طهران لعائلة ذات خلفية سياسية معارضة للحكومة. والده كان عضواً في الحزب الشيوعي الإيراني وتم سجنه في عهد الشاه، بينما والدته قضت فترة في السجن بسبب نشاطها السياسي المعارض. هذه الخلفية оказа تأثيرًا كبيرًا على توجهاته الفكرية ومسيرته المهنية.
تلقى باهاري تعليمه في إيران قبل أن ينتقل إلى كندا للدراسة. حصل على شهادة في علم الأحياء من جامعة مونتريال، ثم انتقل إلى دراسة السياسة الدولية في كلية لندن للاقتصاد، حيث حصل على درجة الدكتوراه.
مسيرته المهنية
بدأ باهاري مسيرته المهنية كصحفي مستقل، حيث عمل مع العديد من وسائل الإعلام الدولية. في عام 1998، انضم إلى مجلة نيوزويك كمراسل في إيران، وقام بتغطية العديد من الأحداث الهامة، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009 والاحتجاجات التي تلتها.
بالإضافة إلى عمله الصحفي، أنتج باهاري العديد من الأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية التي تناولت قضايا مختلفة، مثل حقوق الإنسان، والديمقراطية، والعلاقات بين إيران والغرب. من بين أبرز أعماله فيلم “روزواتر” (Rosewater)، الذي أخرجه بنفسه وقام ببطولته الممثل الكوميدي جون ستيوارت، ويتناول قصة اعتقاله في إيران عام 2009.
اعتقاله في إيران
في عام 2009، تم اعتقال مازيار باهاري في إيران بعد تغطيته للاحتجاجات التي اندلعت عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها. اتهمته السلطات الإيرانية بالتجسس والتحريض على الفتنة، واحتجزته لمدة 118 يوماً في سجن إيفين سيئ السمعة في طهران.
خلال فترة اعتقاله، تعرض باهاري للتعذيب الجسدي والنفسي، وأجبر على الاعتراف بتهم لم يرتكبها. تم إطلاق سراحه في نهاية المطاف بعد ضغوط دولية مكثفة، بما في ذلك حملة قادتها زوجته باولا غورين، ومنظمات حقوق الإنسان.
وثق باهاري تجربته في السجن في مذكرات بعنوان “ثم أتوا من أجلي” (Then They Came for Me)، والتي تحولت فيما بعد إلى فيلم “روزواتر”.
فيلم روزواتر (Rosewater)
فيلم “روزواتر” هو فيلم درامي سياسي أمريكي صدر عام 2014، وهو من إخراج جون ستيوارت في أول تجربة إخراجية له. الفيلم مقتبس من مذكرات مازيار باهاري “ثم أتوا من أجلي: قصة حب وعائلة وبقاء”، ويروي قصة اعتقاله في إيران عام 2009.
حقق الفيلم نجاحاً نقدياً وتجارياً، وأشاد به العديد من النقاد لتناوله الجريء لقضايا حقوق الإنسان وحرية الصحافة. كما ساهم الفيلم في زيادة الوعي بقضية باهاري ومعاناة الصحفيين في إيران.
نشاطه في مجال حقوق الإنسان
بعد إطلاق سراحه، أصبح مازيار باهاري ناشطاً بارزاً في مجال حقوق الإنسان، حيث يدافع عن حرية الصحافة وحقوق السجناء السياسيين في إيران والعالم. أسس منظمة “إيران واير” (IranWire)، وهي منصة إخبارية تهدف إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة عن إيران، وتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان.
كما يشارك باهاري في العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدولية التي تتناول قضايا حقوق الإنسان، ويدعو إلى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في إيران.
مؤلفاته
- ثم أتوا من أجلي: قصة حب وعائلة وبقاء (Then They Came for Me: A Family’s Story of Love, Captivity, and Survival)
- دبلوماسي الدب: قصة أسر (The Bear Went Over the Mountain: Soviet Literary Life) (بالاشتراك مع طالسته)
جوائز وتكريمات
حصل مازيار باهاري على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لعمله الصحفي ونشاطه في مجال حقوق الإنسان، من بينها:
- جائزة حرية الصحافة الدولية من لجنة حماية الصحفيين (2009)
- جائزة فاتسلاف هافل لحقوق الإنسان (2012)
حياته الشخصية
مازيار باهاري متزوج من باولا غورين، ولديهما طفلان. يعيش حالياً في لندن، حيث يواصل عمله كصحفي وناشط في مجال حقوق الإنسان.
خاتمة
مازيار باهاري هو صحفي وناشط حقوق إنسان بارز، اشتهر بتغطيته للأحداث السياسية والاجتماعية في إيران، وتوثيقه لتجربته المريرة في السجن. يواصل باهاري النضال من أجل حرية الصحافة وحقوق الإنسان في إيران والعالم، ويعتبر صوتاً مهماً للمدافعين عن هذه القيم.