<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد جورج سيمبسون في دربيشاير بإنجلترا، وتلقى تعليمه في مدرسة ويرك و كلية أوينز في مانشستر. أظهر منذ صغره اهتمامًا بالعلوم الطبيعية، وهو ما دفعه إلى التخصص في الفيزياء والكيمياء. حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة مانشستر، وبدأ بعدها مسيرته المهنية في مجال الأرصاد الجوية.
مسيرته المهنية
بدأ سيمبسون حياته المهنية في مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة. سرعان ما برز كباحث متميز، وتم تكليفه بالعمل في عدد من المشاريع الهامة. في عام 1902، انضم إلى البعثة البريطانية للقارة القطبية الجنوبية بقيادة روبرت فالكون سكوت. خلال هذه البعثة، قام سيمبسون بإجراء دراسات شاملة حول الأرصاد الجوية والكهرباء الجوية في القارة القطبية الجنوبية. كانت هذه الدراسات رائدة في مجالها، وساهمت بشكل كبير في فهم الظواهر الجوية في المناطق القطبية.
بعد عودته من القارة القطبية الجنوبية، واصل سيمبسون عمله في مكتب الأرصاد الجوية. شغل عددًا من المناصب الهامة، بما في ذلك منصب مدير قسم البحوث. خلال هذه الفترة، قام بتطوير عدد من الأدوات والتقنيات الجديدة لقياس الظواهر الجوية. كما قام بنشر العديد من الأوراق البحثية الهامة حول الكهرباء الجوية والأرصاد الجوية.
في عام 1920، تم تعيين سيمبسون مديرًا لمكتب الأرصاد الجوية. استمر في هذا المنصب حتى عام 1939. خلال فترة ولايته، أشرف على توسيع وتحديث شبكة الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة. كما قام بتعزيز التعاون الدولي في مجال الأرصاد الجوية.
أبحاثه وإسهاماته العلمية
تركزت أبحاث جورج سيمبسون بشكل أساسي على مجالين رئيسيين: الكهرباء الجوية والأرصاد الجوية القطبية. في مجال الكهرباء الجوية، قام سيمبسون بدراسة شاملة لظاهرة البرق والرعد. طور نظرية جديدة لشرح كيفية تكون البرق، والتي لا تزال تعتبر من النظريات الرائدة في هذا المجال. كما قام بدراسة تأثير الكهرباء الجوية على صحة الإنسان والبيئة.
في مجال الأرصاد الجوية القطبية، قام سيمبسون بدراسة شاملة للظواهر الجوية في القارة القطبية الجنوبية. اكتشف عددًا من الظواهر الجوية الجديدة، وقام بتطوير نماذج رياضية لشرح هذه الظواهر. كما قام بدراسة تأثير التغيرات المناخية على المناطق القطبية.
تشمل أبرز إسهاماته العلمية:
- نظرية تكون البرق: طور سيمبسون نظرية مبتكرة لشرح كيفية تكون البرق، والتي تعتمد على تراكم الشحنات الكهربائية في الغيوم الرعدية.
- دراسة الأرصاد الجوية في القارة القطبية الجنوبية: قام سيمبسون بإجراء دراسات رائدة حول الظواهر الجوية في القارة القطبية الجنوبية، والتي ساهمت بشكل كبير في فهم المناخ القطبي.
- تطوير أدوات وتقنيات جديدة لقياس الظواهر الجوية: قام سيمبسون بتطوير عدد من الأدوات والتقنيات الجديدة لقياس الظواهر الجوية، مما ساهم في تحسين دقة التنبؤات الجوية.
البعثة البريطانية للقارة القطبية الجنوبية (1910-1913)
كانت مشاركة سيمبسون في البعثة البريطانية للقارة القطبية الجنوبية بقيادة روبرت فالكون سكوت (1910-1913) علامة فارقة في حياته المهنية. بصفته عالم الأرصاد الجوية الرئيسي في البعثة، كان مسؤولاً عن إجراء دراسات شاملة حول الظروف الجوية في القارة القطبية الجنوبية. جمع سيمبسون بيانات قيمة حول درجة الحرارة والرطوبة والضغط الجوي والرياح، بالإضافة إلى دراسة الظواهر الجوية الأخرى مثل الشفق القطبي.
كانت الظروف الجوية القاسية في القارة القطبية الجنوبية تحديًا كبيرًا لسيمبسون وفريقه. ومع ذلك، تمكنوا من جمع بيانات قيمة ساهمت بشكل كبير في فهم المناخ القطبي. لعبت بيانات سيمبسون دورًا حاسمًا في تخطيط مسار البعثة وفي تفسير الأحداث التي أدت إلى وفاة سكوت وفريقه.
الجوائز والتكريمات
حصل جورج سيمبسون على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماته العلمية المتميزة. تشمل هذه الجوائز:
- وسام فارس الصليب الأعظم (KCB)
- وسام الإمبراطورية البريطانية (CBE)
- زميل الجمعية الملكية (FRS)
- زميل فخري في الجمعية الملكية في إدنبرة (HFRSE)
- جائزة سيغموند سكوب من الجمعية الجيوفيزيائية الأمريكية
كما تم تسمية عدد من المعالم الجغرافية في القارة القطبية الجنوبية باسمه، تكريمًا لجهوده في استكشاف ودراسة هذه المنطقة.
حياته الشخصية
تزوج جورج سيمبسون من أليس نيوهام في عام 1906. كان لديهم ثلاثة أطفال. كان سيمبسون رجلًا مثقفًا ومحبًا للقراءة. كان أيضًا موسيقيًا موهوبًا، وعزف على البيانو والكمان. توفي في منزله في لندن في 1 يناير 1965 عن عمر يناهز 86 عامًا.
إرثه
يُعد جورج سيمبسون شخصية بارزة في تاريخ الأرصاد الجوية. ساهمت أبحاثه وإسهاماته العلمية في فهم الظواهر الجوية بشكل كبير. لا تزال أعماله مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بالأرصاد الجوية حتى اليوم. يعتبر سيمبسون رائدًا في مجال الأرصاد الجوية القطبية، وقد ألهم العديد من العلماء لمواصلة البحث والاستكشاف في هذه المنطقة الهامة من العالم.
خاتمة
كان السير جورج كلارك سيمبسون عالم أرصاد جوية بريطانيًا لامعًا، ترك بصمة واضحة في مجال الأرصاد الجوية، وخاصة في دراسة الكهرباء الجوية والمناطق القطبية. من خلال أبحاثه الرائدة ومشاركته في البعثة البريطانية للقارة القطبية الجنوبية، ساهم سيمبسون بشكل كبير في فهمنا للظواهر الجوية المعقدة. لا يزال إرثه العلمي يلهم الباحثين والعلماء في جميع أنحاء العالم.