نبذة تاريخية
بدأ تاريخ مطار بونريكي الدولي في فترة الحرب العالمية الثانية، عندما قامت القوات الأمريكية ببناء مهبط للطائرات على جزيرة بونريكي. بعد الحرب، تم تطوير المهبط وتحويله إلى مطار مدني، ليخدم الاحتياجات المتزايدة لكيريباتي. على مر السنين، خضع المطار لعدة عمليات تطوير وتحديث، لتحسين مرافقه وزيادة قدرته الاستيعابية.
الموقع الجغرافي
يقع مطار بونريكي الدولي على جزيرة تاراوا الجنوبية، وهي جزء من أرخبيل جزر جيلبرت. يتميز الموقع بقربه من العاصمة تاراوَا الجنوبية، مما يجعله في متناول معظم السكان. يواجه المطار تحديات بسبب طبيعة الموقع الجغرافي، حيث يقع على جزيرة مرجانية منخفضة، مما يجعله عرضة لارتفاع منسوب سطح البحر وتأثيرات التغير المناخي.
البنية التحتية والمرافق
يحتوي مطار بونريكي الدولي على مدرج واحد، يبلغ طوله حوالي 2011 متراً. يتميز المدرج بسطح أسفلتي، مما يسمح باستقبال مجموعة متنوعة من الطائرات. تشمل المرافق الأخرى في المطار:
- مبنى الركاب: يوفر مبنى الركاب مناطق لتسجيل الوصول، واستلام الأمتعة، والجوازات، والجمارك.
- منطقة الشحن: توجد منطقة مخصصة للشحن الجوي، لتسهيل عمليات استيراد وتصدير البضائع.
- برج المراقبة: يقع برج المراقبة بالقرب من المدرج، ويتولى مهمة توجيه حركة الطائرات والإشراف على سلامة العمليات الجوية.
- مواقف الطائرات: توجد مواقف مخصصة لوقوف الطائرات، تتسع لعدد محدود من الطائرات في آن واحد.
- خدمات أخرى: يوفر المطار خدمات متنوعة للمسافرين، مثل المطاعم والمقاهي، ومحلات بيع التجزئة، وخدمات تأجير السيارات.
الخطوط الجوية والوجهات
تخدم مطار بونريكي الدولي عدد محدود من شركات الطيران، التي تربط كيريباتي بعدد قليل من الوجهات الدولية والإقليمية. تشمل أبرز شركات الطيران العاملة في المطار:
- طيران كيريباتي (Air Kiribati): هي شركة الطيران الوطنية في كيريباتي، وتسير رحلات داخلية وإقليمية إلى عدد من الوجهات في منطقة المحيط الهادئ.
- فيجي إيرويز (Fiji Airways): تسير رحلات جوية بين مطار بونريكي الدولي ومطار نادي الدولي في فيجي، والذي يعتبر مركزاً رئيسياً للرحلات الجوية في منطقة جنوب المحيط الهادئ.
- ناورو إيرلاينز (Nauru Airlines): تقدم خدمات جوية محدودة بين كيريباتي وناورو ووجهات أخرى في المنطقة.
تشمل أبرز الوجهات التي يخدمها مطار بونريكي الدولي:
- نادي (فيجي)
- هونولولو (الولايات المتحدة الأمريكية)
- ناورو
- جزر مارشال
- تاراوا الجنوبية (رحلات داخلية)
- جزر أخرى داخل كيريباتي (رحلات داخلية)
التحديات والصعوبات
يواجه مطار بونريكي الدولي العديد من التحديات والصعوبات، التي تؤثر على قدرته على تقديم خدمات عالية الجودة. تشمل أبرز هذه التحديات:
- محدودية الموارد: تعاني كيريباتي من محدودية الموارد المالية والبشرية، مما يؤثر على قدرة المطار على الاستثمار في البنية التحتية وتطوير المرافق.
- التغير المناخي: يقع المطار على جزيرة مرجانية منخفضة، مما يجعله عرضة لارتفاع منسوب سطح البحر وتأثيرات التغير المناخي الأخرى.
- البنية التحتية المتهالكة: تعاني بعض مرافق المطار من التدهور والتقادم، وتحتاج إلى صيانة وتحديث مستمرين.
- محدودية الوجهات: يرتبط المطار بعدد محدود من الوجهات الدولية والإقليمية، مما يعيق حركة السياحة والتجارة.
- المنافسة: يواجه المطار منافسة من مطارات أخرى في المنطقة، والتي تقدم خدمات أفضل وأسعار أكثر تنافسية.
الأهمية الاقتصادية والاجتماعية
على الرغم من التحديات التي يواجهها، يلعب مطار بونريكي الدولي دوراً حيوياً في دعم اقتصاد كيريباتي وتنمية المجتمع. تتجلى أهمية المطار في النقاط التالية:
- تسهيل حركة السياحة: يعتبر المطار البوابة الرئيسية للسياح القادمين إلى كيريباتي، حيث يساهم في تعزيز قطاع السياحة وتوفير فرص العمل.
- دعم التجارة: يساهم المطار في تسهيل عمليات استيراد وتصدير البضائع، مما يعزز النمو الاقتصادي ويحسن مستوى المعيشة.
- ربط السكان بالعالم: يوفر المطار وسيلة للمواطنين الكيريباتيين للسفر إلى الخارج، سواء للعمل أو الدراسة أو السياحة أو زيارة الأقارب.
- توفير فرص العمل: يوفر المطار فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للعديد من السكان المحليين، مما يساهم في تحسين مستوى الدخل وتقليل معدلات البطالة.
- دعم الخدمات الأساسية: يساهم المطار في نقل الإمدادات والمعدات الطبية والغذائية إلى المناطق النائية في كيريباتي، مما يدعم تقديم الخدمات الأساسية للسكان.
خطط التطوير المستقبلية
تسعى حكومة كيريباتي إلى تطوير مطار بونريكي الدولي، لتحسين مرافقه وزيادة قدرته الاستيعابية. تشمل أبرز الخطط المستقبلية:
- توسيع المدرج: يهدف المشروع إلى توسيع المدرج الحالي، لتمكين المطار من استقبال طائرات أكبر حجماً وأكثر حداثة.
- تحديث مبنى الركاب: يشمل المشروع تحديث مبنى الركاب الحالي، وتوسيع المساحات المخصصة لتسجيل الوصول واستلام الأمتعة والجوازات والجمارك.
- تحسين أنظمة الملاحة الجوية: يهدف المشروع إلى تحسين أنظمة الملاحة الجوية، لزيادة سلامة العمليات الجوية وتقليل التأخيرات.
- تطوير منطقة الشحن: يشمل المشروع تطوير منطقة الشحن الحالية، لزيادة قدرتها الاستيعابية وتسهيل عمليات استيراد وتصدير البضائع.
- مواجهة التغير المناخي: تتضمن الخطط المستقبلية اتخاذ تدابير لمواجهة تأثيرات التغير المناخي، مثل بناء حواجز حماية من الفيضانات ورفع مستوى أرض المطار.
أثر جائحة كوفيد-19
تسببت جائحة كوفيد-19 في أضرار كبيرة لقطاع الطيران في جميع أنحاء العالم، ومطار بونريكي الدولي لم يكن استثناءً. أدت القيود المفروضة على السفر وإغلاق الحدود إلى انخفاض حاد في عدد المسافرين، مما أثر سلباً على إيرادات المطار وشركات الطيران العاملة فيه. بالإضافة إلى ذلك، تسببت الجائحة في تأخير أو إلغاء العديد من مشاريع التطوير المخطط لها.
على الرغم من التحديات، اتخذت حكومة كيريباتي إجراءات للحد من انتشار الفيروس، وحماية صحة المسافرين والموظفين. تشمل هذه الإجراءات:
- فحص المسافرين: يتم فحص جميع المسافرين القادمين إلى كيريباتي للكشف عن أعراض كوفيد-19.
- الحجر الصحي: يتم وضع المسافرين القادمين من دول تعتبر عالية الخطورة في الحجر الصحي لمدة 14 يوماً.
- ارتداء الكمامات: يتم إلزام المسافرين والموظفين بارتداء الكمامات في جميع مناطق المطار.
- التباعد الاجتماعي: يتم تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي في جميع مناطق المطار.
- التعقيم المنتظم: يتم تعقيم جميع مناطق المطار بانتظام.
مع تخفيف القيود المفروضة على السفر تدريجياً، يتوقع أن يتعافى مطار بونريكي الدولي تدريجياً، وأن يعود إلى مستويات النشاط التي كان عليها قبل الجائحة.
خاتمة
مطار بونريكي الدولي هو المطار الرئيسي في كيريباتي، ويلعب دوراً حيوياً في ربط الدولة بالعالم الخارجي، ودعم اقتصادها، وتسهيل حركة السياحة والتجارة. على الرغم من التحديات التي يواجهها، يسعى المطار إلى التطور والتحسين المستمر، ليصبح بوابة حديثة وفعالة لكيريباتي. من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وتطوير المرافق، ومواجهة التغير المناخي، يمكن لمطار بونريكي الدولي أن يلعب دوراً أكبر في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي في كيريباتي.