مقدمة
مقاطعة بورنهولم (بالدنماركية: Bornholms Amt) هي مقاطعة سابقة تقع في جزيرة بورنهولم في أقصى شرق الدنمارك. تأسست المقاطعة في عام 1660 واستمرت حتى عام 2002، عندما تم دمجها في بلدية بورنهولم الإقليمية. كانت بورنهولم مقاطعة فريدة من نوعها في الدنمارك، حيث كانت تتكون من بلدية واحدة فقط.
التاريخ
تأسست مقاطعة بورنهولم في عام 1660 بعد معاهدة كوبنهاغن، التي تنازلت فيها السويد عن الجزيرة إلى الدنمارك. قبل عام 1660، كانت بورنهولم تحت الحكم السويدي لفترة قصيرة. أدى الموقع الاستراتيجي للجزيرة في بحر البلطيق إلى صراعات متكررة عليها بين الدنمارك والسويد.
خلال الحرب العالمية الثانية، احتلت ألمانيا النازية بورنهولم. في عام 1945، بعد استسلام ألمانيا، قصفت القوات السوفيتية رون (Rønne) و نيكسو (Nexø)، وهما أكبر مدينتين في بورنهولم. بعد القصف، استسلمت الحامية الألمانية للقوات السوفيتية. بقيت بورنهولم تحت الاحتلال السوفيتي حتى عام 1946، عندما عادت إلى الدنمارك.
بعد الحرب العالمية الثانية، شهدت بورنهولم تطورًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا. تم تطوير صناعة السياحة، وأصبح الصيد الزراعة من الأنشطة الاقتصادية الهامة. تم تحسين البنية التحتية للجزيرة، بما في ذلك الطرق والموانئ والمطارات.
الجغرافيا
تقع جزيرة بورنهولم في بحر البلطيق، على بعد حوالي 150 كيلومترًا شرق الدنمارك و 40 كيلومترًا جنوب السويد. تبلغ مساحة الجزيرة 588.36 كيلومترًا مربعًا، وهي عاشر أكبر جزيرة في الدنمارك. تتكون تضاريس بورنهولم من مزيج من السهول الساحلية والتلال الصخرية والوديان الخصبة.
تتميز بورنهولم بمناخ معتدل، مع صيف دافئ وشتاء معتدل. تتأثر الجزيرة بتيارات بحر البلطيق، مما يؤدي إلى اختلافات في درجات الحرارة وهطول الأمطار مقارنة بالبر الرئيسي الدنماركي.
تعتبر بورنهولم وجهة سياحية شهيرة، وذلك بفضل طبيعتها الخلابة وشواطئها الرملية وقراها الساحرة. تشتهر الجزيرة أيضًا بمعالمها التاريخية والثقافية، بما في ذلك القلاع والكنائس والمتاحف.
البلديات
كانت مقاطعة بورنهولم تتكون من خمس بلديات قبل عام 2003:
- ألينغي (Allinge-Gudhjem)
- هسل (Hasle)
- نيكسو (Nexø)
- رون (Rønne)
- آيبيرك (Åkirkeby)
في عام 2003، تم دمج هذه البلديات الخمس لتشكيل بلدية بورنهولم الإقليمية. وبالتالي، لم تعد هناك مقاطعة بورنهولم موجودة كوحدة إدارية منفصلة.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد بورنهولم بشكل كبير على السياحة والزراعة والصيد والصناعات الصغيرة. تعد السياحة الصناعة الأهم في الجزيرة، حيث تجذب بورنهولم آلاف السياح كل عام. تشمل الأنشطة السياحية الشهيرة زيارة الشواطئ والمواقع التاريخية والمتاحف، بالإضافة إلى المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات وصيد الأسماك.
تعتبر الزراعة أيضًا نشاطًا اقتصاديًا هامًا في بورنهولم. تشتهر الجزيرة بإنتاج الحبوب والخضروات والفواكه، بالإضافة إلى تربية الماشية والدواجن. يلعب الصيد أيضًا دورًا مهمًا في اقتصاد بورنهولم، حيث يتم صيد الأسماك مثل سمك القد والرنجة والسلمون في مياه بحر البلطيق.
توجد في بورنهولم أيضًا العديد من الصناعات الصغيرة، بما في ذلك صناعة المواد الغذائية والمشروبات والأثاث والحرف اليدوية. تساهم هذه الصناعات في تنويع الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل للسكان المحليين.
الثقافة
تتميز بورنهولم بثقافة فريدة من نوعها، تتأثر بتاريخ الجزيرة وموقعها الجغرافي. يتحدث سكان بورنهولم لهجة دنماركية مميزة، تعرف باسم “بورنهولمسك” (Bornholmsk). تتميز هذه اللهجة ببعض الكلمات والقواعد النحوية التي تختلف عن اللغة الدنماركية القياسية.
توجد في بورنهولم العديد من المعالم الثقافية والتاريخية، بما في ذلك:
- قلاع بورنهولم الدائرية: وهي عبارة عن أربع قلاع دائرية فريدة من نوعها تعود إلى العصور الوسطى.
- كنيسة أوسترسلارس (Østerlars Church): وهي أكبر كنيسة دائرية في بورنهولم.
- متحف بورنهولم (Bornholm Museum): وهو متحف يعرض تاريخ وثقافة الجزيرة.
- مدينة رون (Rønne): وهي عاصمة بورنهولم، وتشتهر بمبانيها التاريخية وشوارعها المرصوفة بالحصى.
تستضيف بورنهولم العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية على مدار العام، بما في ذلك مهرجان بورنهولم للفيلم ومهرجان بورنهولم للموسيقى ومهرجان بورنهولم للفنون والحرف.
السياحة
تعتبر بورنهولم وجهة سياحية شهيرة، وذلك بفضل طبيعتها الخلابة وشواطئها الرملية وقراها الساحرة. تشمل الأنشطة السياحية الشهيرة زيارة الشواطئ والمواقع التاريخية والمتاحف، بالإضافة إلى المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات وصيد الأسماك.
تشتهر بورنهولم بشواطئها الرملية البيضاء، والتي تعتبر من بين الأجمل في الدنمارك. تشمل الشواطئ الشهيرة شاطئ ديود (Dueodde Beach) وشاطئ بالكا (Balka Beach) وشاطئ ساندفيج (Sandvig Beach).
توجد في بورنهولم العديد من الفنادق والشقق وبيوت العطلات والمخيمات التي توفر أماكن إقامة للسياح. توجد أيضًا العديد من المطاعم والمقاهي والحانات التي تقدم المأكولات الدنماركية والعالمية.
يمكن الوصول إلى بورنهولم عن طريق الجو أو البحر. يوجد في الجزيرة مطار صغير يربطها بمدن أخرى في الدنمارك والسويد. توجد أيضًا عبارات منتظمة تربط بورنهولم بالدنمارك والسويد وألمانيا وبولندا.
الحياة السياسية
كانت مقاطعة بورنهولم، قبل إلغائها، تتمتع بحكم ذاتي محدود في إطار الدولة الدنماركية. وكان يرأس المقاطعة محافظ (Amtmand)، يعينه الملك. وكانت هناك أيضًا مجلس مقاطعة (Amtsråd) منتخب، يتألف من ممثلين عن البلديات المكونة للمقاطعة. يتولى مجلس المقاطعة مسؤولية إدارة الشؤون المحلية، مثل التعليم والصحة والنقل.
بعد إلغاء مقاطعة بورنهولم في عام 2003، تم دمج وظائفها في بلدية بورنهولم الإقليمية. وتتمتع بلدية بورنهولم الإقليمية بصلاحيات واسعة في إدارة الشؤون المحلية، وتتمتع بحكم ذاتي كبير في إطار الدولة الدنماركية.
خاتمة
مقاطعة بورنهولم السابقة هي جزء هام من تاريخ الدنمارك. على الرغم من أنها لم تعد موجودة كوحدة إدارية، إلا أن تأثيرها على ثقافة واقتصاد جزيرة بورنهولم لا يزال ملموسًا. تظل بورنهولم وجهة سياحية جذابة بفضل طبيعتها الخلابة وتراثها الثقافي الغني.