نشأتها وحياتها المبكرة
ولدت باربرا ليفين في مدينة نيويورك عام 1930. نشأت في أسرة يهودية، وتلقت تعليمها في مدارس نيويورك. لم تكن بداياتها تنبئ بحياة الثراء الفاحش والشهرة التي وصلت إليها لاحقًا. رغم ذلك، تميزت منذ صغرها بشخصية طموحة ومحبة للعمل الخيري.
التقت بمارفن ديفيس، رجل الأعمال الثري الذي صنع ثروته في مجال النفط والترفيه، وتزوجا في عام 1952. كان هذا الزواج نقطة تحول في حياتها، حيث انتقلت إلى عالم مختلف تمامًا، مليء بالأضواء والشهرة والثروة الطائلة.
زواجها من مارفن ديفيس
كان زواج باربرا من مارفن ديفيس شراكة قوية، حيث دعمت باربرا زوجها في مشاريعه التجارية، وشاركت في حياته الاجتماعية المليئة بالفعاليات والحفلات. أنجبا خمسة أطفال: نانسي، وباتريشيا، وتامارا، وجون، ودانا. لعبت باربرا دورًا هامًا في تربية أبنائها، مع الحرص على غرس القيم الإنسانية والاجتماعية فيهم.
لم تكتفِ باربرا بدورها كزوجة وأم، بل بدأت في الانخراط في العمل الخيري، مستغلةً ثروتها ونفوذها في خدمة المجتمع. كانت مهتمة بشكل خاص بقضايا الصحة والتعليم، وسعت إلى تقديم الدعم للمؤسسات التي تعمل في هذه المجالات.
مركز باربرا ديفيس لداء السكري
يعتبر مركز باربرا ديفيس لداء السكري في جامعة كولورادو أهم إنجازات باربرا ديفيس في مجال العمل الخيري. تأسس المركز في عام 1978، وهو مكرس لبحوث وعلاج مرض السكري، وخاصةً النوع الأول الذي يصيب الأطفال. جاء تأسيس المركز نتيجةً لمعاناة ابنتها دانا من هذا المرض.
منذ تأسيسه، لعب المركز دورًا رائدًا في تطوير علاجات جديدة لمرض السكري، وتحسين نوعية حياة المرضى. يضم المركز فريقًا من الأطباء والباحثين المتميزين، الذين يعملون على مدار الساعة لإيجاد حلول لهذا المرض المزمن. يقدم المركز أيضًا خدمات الرعاية الصحية المتخصصة للأطفال والبالغين المصابين بالسكري، بالإضافة إلى برامج التوعية والتثقيف الصحي.
تبرعت باربرا ديفيس بملايين الدولارات للمركز على مر السنين، كما جمعت تبرعات كبيرة من خلال الفعاليات الخيرية التي تنظمها. بفضل جهودها، أصبح مركز باربرا ديفيس لداء السكري واحدًا من أبرز المراكز المتخصصة في هذا المجال على مستوى العالم، ويحظى بتقدير كبير من المجتمع الطبي والمرضى.
أعمالها الخيرية الأخرى
بالإضافة إلى دعمها لمركز باربرا ديفيس لداء السكري، شاركت باربرا ديفيس في العديد من الأعمال الخيرية الأخرى. قدمت تبرعات للمستشفيات والمدارس والمنظمات غير الربحية التي تعمل في مجالات مختلفة. كما دعمت العديد من المبادرات الثقافية والفنية، وسعت إلى تعزيز التعليم والفنون في المجتمع.
تعتبر باربرا ديفيس من الشخصيات البارزة في المجتمع الأمريكي، وتحظى بتقدير كبير لدورها في دعم القضايا الإنسانية والاجتماعية. حصلت على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لجهودها في مجال العمل الخيري.
حياتها بعد وفاة مارفن ديفيس
توفي مارفن ديفيس في عام 2004، تاركًا وراءه ثروة طائلة وإرثًا كبيرًا. واصلت باربرا ديفيس عملها الخيري بعد وفاة زوجها، مع التركيز بشكل خاص على دعم مركز باربرا ديفيس لداء السكري. كما استمرت في المشاركة في الفعاليات الاجتماعية والثقافية، وحافظت على مكانتها كشخصية بارزة في المجتمع.
رغم تقدمها في السن، لا تزال باربرا ديفيس نشطة ومليئة بالحيوية. تواصل السفر حول العالم، والمشاركة في الفعاليات الخيرية، وتقديم الدعم للمحتاجين. تعتبر نموذجًا للمرأة القوية والمؤثرة، التي تسعى إلى إحداث فرق إيجابي في العالم.
إرثها
يتركز إرث باربرا ديفيس بشكل أساسي على جهودها في مكافحة مرض السكري، وخاصةً من خلال مركز باربرا ديفيس لداء السكري. ساهمت جهودها في تحسين حياة آلاف المرضى حول العالم، ومن المتوقع أن تستمر في إلهام الأجيال القادمة من الباحثين والأطباء والفاعلين في مجال العمل الخيري.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر باربرا ديفيس نموذجًا للمرأة القوية والمستقلة، التي استطاعت تحقيق النجاح في مجالات مختلفة. ألهمت العديد من النساء حول العالم لتحقيق أحلامهن، والمساهمة في بناء مجتمع أفضل.
الجوائز والتكريمات
حصلت باربرا ديفيس على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لجهودها في مجال العمل الخيري، بما في ذلك:
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من جمعية السكري الأمريكية.
- جائزة الخدمة المتميزة من جامعة كولورادو.
- وسام الاستحقاق من الحكومة الفرنسية.
خاتمة
باربرا ديفيس هي فاعلة خير أمريكية بارزة، اشتهرت بجهودها في دعم البحوث المتعلقة بمرض السكري، وخاصةً من خلال مركز باربرا ديفيس لداء السكري في كولورادو. لعبت دورًا رائدًا في تطوير علاجات جديدة لهذا المرض، وتحسين نوعية حياة المرضى. بالإضافة إلى ذلك، شاركت في العديد من الأعمال الخيرية الأخرى، ودعمت العديد من المبادرات الثقافية والفنية. تعتبر باربرا ديفيس نموذجًا للمرأة القوية والمؤثرة، التي تسعى إلى إحداث فرق إيجابي في العالم.