مقدمة
أوغرين (الثالث) من عشيرة تشاك (بالمجرية: Csák nembeli Ugrin؛ توفي عام 1311) كان بارونًا مجريًا بارزًا وأوليغارشيًا في أوائل القرن الرابع عشر. لعب دورًا مهمًا في السياسة المجرية المضطربة في فترة ما بعد حكم سلالة أرباد، حيث سعى إلى توسيع سلطته ونفوذه في الأراضي التي سيطر عليها.
نشأة أوغرين تشاك
ينتمي أوغرين إلى فرع أوتيوز من عشيرة تشاك القوية. كان جده هو أوغرين الأول، الذي شغل منصب إيشبان مقاطعة بودروغ في عام 1193. كان والده هو ميكه (أو ميخائيل)، الذي شغل منصب إيشبان مقاطعة بارانيا في عام 1232. كان لدى أوغرين شقيقان: بيتر، الذي كان رئيسًا لعدة مقاطعات، وميكه الثاني. لا يُعرف سوى القليل عن حياة أوغرين المبكرة، لكن من الواضح أنه نشأ في عائلة ذات نفوذ سياسي وعسكري كبير.
صعود النفوذ
بدأ أوغرين في الظهور كشخصية بارزة في أواخر القرن الثالث عشر، خلال فترة ضعف السلطة الملكية في المجر. بعد وفاة الملك أندرو الثالث في عام 1301، انخرطت المملكة في حرب أهلية بين المطالبين بالعرش. دعم أوغرين كارل روبرت من أنجو، الذي كان يعتبر المرشح الأقوى لخلافة العرش. ومع ذلك، لم يكن دعم أوغرين لكارل روبرت غير مشروط. سعى أوغرين إلى استغلال ضعف السلطة المركزية لتعزيز سلطته الخاصة في الأراضي التي سيطر عليها.
تمكن أوغرين من السيطرة على مناطق واسعة في غرب المجر، بما في ذلك مقاطعات بوزسون، ونيترا، وترينسين. كان يتمتع بسلطة شبه مستقلة في هذه المناطق، حيث قام بتحصيل الضرائب، وتعيين المسؤولين، وقيادة جيشه الخاص. أصبح أوغرين واحدًا من أقوى الأوليغارشية في المجر، إلى جانب شخصيات مثل ماتيوش تشاك الثالث (ليس له صلة عائلية رغم تشابه الاسم) ولاديسلاوس كان.
التحالفات والصراعات
خلال فترة حكمه، انخرط أوغرين في سلسلة من التحالفات والصراعات مع الأوليغارشية الأخرى والمطالبين بالعرش. دعم كارل روبرت في البداية، لكنه تحالف لاحقًا مع خصومه، مثل فاكلاف الثالث من بوهيميا وأوتو الثالث من بافاريا، الذين كانوا أيضًا يطالبون بالعرش المجري. كانت هذه التحالفات والصراعات مدفوعة بالرغبة في الحفاظ على سلطة أوغرين ونفوذه، ومنع أي شخصية أخرى من أن تصبح قوية جدًا.
في عام 1308، عاد أوغرين إلى دعم كارل روبرت، بعد أن أدرك أن الأخير هو المرشح الأوفر حظًا للفوز بالعرش. لعب أوغرين دورًا مهمًا في تأمين انتخاب كارل روبرت ملكًا على المجر في عام 1309. ومع ذلك، حتى بعد أن أصبح كارل روبرت ملكًا، استمر أوغرين في الحفاظ على استقلاله وسلطته في الأراضي التي سيطر عليها.
إدارة الأراضي
تمكن أوغرين من إدارة أراضيه بشكل فعال، وضمان استقرارها وازدهارها. قام بتحصيل الضرائب بكفاءة، واستثمر في البنية التحتية، وحماية تجارته. كما قام برعاية الكنائس والأديرة، وكسب دعم رجال الدين. على الرغم من أنه كان أوليغارشيًا يتمتع بسلطة كبيرة، إلا أن أوغرين كان أيضًا حاكمًا فعالًا اهتم برفاهية رعاياه.
لعبت قلعة ترينسين دورًا حاسمًا كمركز إداري وعسكري لأراضي أوغرين. قام بتحصين القلعة وتعزيز دفاعاتها، مما جعلها واحدة من أقوى القلاع في المجر. كانت القلعة بمثابة رمز لسلطة أوغرين ونفوذه، وساعدت في حماية أراضيه من الغزاة والمنافسين.
الخلاف مع الأسقف
في عام 1311، انخرط أوغرين في نزاع مع أسقف نيترا، جانوس. كان النزاع يتعلق بحقوق الكنيسة في الأراضي التي سيطر عليها أوغرين. رفض أوغرين الاعتراف بحقوق الكنيسة، واستولى على بعض ممتلكاتها. رد الأسقف جانوس بحرم أوغرين كنسيًا، مما يعني أنه تم استبعاده من الكنيسة وحرم من الأسرار المقدسة.
لم يأخذ أوغرين الحرمان الكنسي على محمل الجد، واستمر في تحدي سلطة الكنيسة. ومع ذلك، كان للحرمان الكنسي آثار سلبية على سمعة أوغرين ونفوذه. فقد بعض الدعم بين رعاياه، ووجد صعوبة في الحصول على قروض من البنوك.
وفاته
توفي أوغرين في عام 1311، بعد فترة وجيزة من حرمانه كنسيًا. لا يُعرف سبب وفاته على وجه اليقين، ولكن يُعتقد أنه مات بسبب المرض أو الشيخوخة. بعد وفاة أوغرين، سقطت أراضيه تحت سيطرة الملك كارل روبرت. لم يتمكن الملك من الاستيلاء على القلاع التي كانت تحت سيطرة اتباع أوغرين إلا بعد عدة سنوات من الحصار.
إرثه
كان أوغرين تشاك شخصية معقدة ومثيرة للجدل في التاريخ المجري. كان بارونًا قويًا وأوليغارشيًا، سعى إلى توسيع سلطته ونفوذه في فترة ضعف السلطة الملكية. ومع ذلك، كان أيضًا حاكمًا فعالًا اهتم برفاهية رعاياه. لعب أوغرين دورًا مهمًا في السياسة المجرية في أوائل القرن الرابع عشر، وتركت وفاته فراغًا في السلطة استغرق وقتًا لملئه.
على الرغم من أنه يعتبر أحيانًا شخصية سلبية بسبب طموحه وسعيه وراء السلطة، إلا أن أوغرين تشاك يظل شخصية مهمة في التاريخ المجري. يمثل صعوده وسقوطه فترة مضطربة في التاريخ المجري، حيث كانت السلطة الملكية ضعيفة والأوليغارشية قوية. قصة أوغرين هي تذكير بأهمية السلطة المركزية القوية في الحفاظ على النظام والاستقرار في المجتمع.
خاتمة
كان أوغرين تشاك بارونًا مجريًا قويًا وأوليغارشيًا في أوائل القرن الرابع عشر. صعد إلى السلطة خلال فترة ضعف السلطة الملكية، وتمكن من السيطرة على مناطق واسعة في غرب المجر. انخرط في سلسلة من التحالفات والصراعات مع الأوليغارشية الأخرى والمطالبين بالعرش. على الرغم من أنه يعتبر أحيانًا شخصية سلبية، إلا أن أوغرين كان أيضًا حاكمًا فعالًا اهتم برفاهية رعاياه. تركت وفاته فراغًا في السلطة استغرق وقتًا لملئه.