مقدمة
تُعتبر فرقة “زواحف الضواحي” (Suburban Reptiles) واحدة من أوائل فرقتين لموسيقى البانك تشكلتا في نيوزيلندا، والأخرى هي فرقة “الزبالون” (The Scavengers). تأسست الفرقة في أوكلاند عام 1977، وسرعان ما اكتسبت شهرةً بسبب أسلوبها الموسيقي المتميز وعروضها الحية المثيرة. على الرغم من عمرها القصير نسبيًا، تركت “زواحف الضواحي” بصمةً واضحةً على مشهد موسيقى البانك النيوزيلندي، وألهمت العديد من الفنانين الآخرين.
التاريخ والتأسيس
بدأت قصة “زواحف الضواحي” في عام 1977 عندما التقى عازف الجيتار والشخصية المحورية في الفرقة، ديزموند زايفر، بالمغني أندرو سميث، الذي عُرف لاحقًا باسم زاك تاكارا. كان لدى زايفر رؤية واضحة لإنشاء فرقة بانك تعكس الطاقة الخام والتمرد الذي يميز هذا النوع من الموسيقى. انضم إليهم لاحقًا عازف الطبول كلايد كليف وعازف الجيتار الآخر، توني ستيل، ليكتمل التشكيل الأولي للفرقة.
في البداية، واجهت الفرقة صعوبات في العثور على مكان مناسب للتدريب والعزف، حيث كانت موسيقى البانك لا تزال جديدة وغير مألوفة بالنسبة للعديد من أصحاب الأماكن الموسيقية في أوكلاند. ومع ذلك، لم يستسلم أعضاء الفرقة، واستمروا في التدريب والتأليف، وعملوا بجد لتطوير أسلوبهم الخاص.
الأسلوب الموسيقي والتأثيرات
تميزت موسيقى “زواحف الضواحي” بمزيج من الإيقاعات السريعة، والجيتارات المشوهة، والكلمات التي تعكس مواضيع اجتماعية وسياسية. تأثرت الفرقة بمجموعة متنوعة من الفنانين، بما في ذلك فرقة “رامونز” (Ramones) و”ذا سيكس بيستولز” (The Sex Pistols) و”ذا كلاش” (The Clash)، لكنها نجحت في تطوير صوت فريد خاص بها.
كانت عروض “زواحف الضواحي” الحية معروفة بطاقتها العالية وتفاعلها مع الجمهور. غالبًا ما كان أعضاء الفرقة يرتدون ملابس غريبة ومثيرة للجدل، مما أضاف إلى جاذبيتهم البصرية وزاد من تأثيرهم على المشهد الموسيقي المحلي.
الأغاني والألبومات
على الرغم من أن “زواحف الضواحي” لم تسجل الكثير من الأغاني خلال فترة نشاطها القصيرة، إلا أن الأغاني التي أنتجتها تركت انطباعًا دائمًا على محبي موسيقى البانك في نيوزيلندا. من بين أشهر أغاني الفرقة:
- “Saturday Night Stay at Home”
- “Suicide”
- “You’re Gonna Die”
تم إصدار هذه الأغاني في البداية على أسطوانات فردية، وتم تجميعها لاحقًا في ألبومات تجميعية بعد تفكك الفرقة. لا تزال هذه الأغاني تُعتبر كلاسيكيات في مشهد موسيقى البانك النيوزيلندي، ويستمع إليها جيل جديد من المعجبين.
التغييرات في التشكيل والتفكك
شهدت “زواحف الضواحي” بعض التغييرات في التشكيل خلال فترة وجودها. غادر توني ستيل الفرقة في وقت مبكر، وحل محله عازف الجيتار ويليو ستار. استمر هذا التشكيل لبعض الوقت، لكن الفرقة تفككت في النهاية في عام 1979.
يعزى تفكك الفرقة إلى عدة عوامل، بما في ذلك الخلافات الداخلية، وصعوبة تحقيق النجاح التجاري في مشهد موسيقي محدود، ورغبة بعض الأعضاء في استكشاف مشاريع موسيقية أخرى. على الرغم من تفككها، ظل تأثير “زواحف الضواحي” محسوسًا في مشهد موسيقى البانك النيوزيلندي لسنوات عديدة.
الإرث والتأثير
تُعتبر “زواحف الضواحي” فرقة رائدة في مشهد موسيقى البانك النيوزيلندي. ساهمت الفرقة في نشر هذا النوع من الموسيقى في نيوزيلندا، وألهمت العديد من الفنانين الآخرين. كما ساعدت في تغيير الصورة النمطية للموسيقى النيوزيلندية، وإثبات أن الفرق المحلية يمكن أن تكون مبتكرة ومثيرة للاهتمام.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت “زواحف الضواحي” في تطوير مشهد موسيقي مستقل في نيوزيلندا. شجعت الفرقة الفرق الأخرى على تأسيس شركات تسجيل خاصة بها، وتنظيم حفلات موسيقية مستقلة، والترويج لموسيقاها الخاصة. ساعد ذلك في إنشاء مجتمع نابض بالحياة من الفنانين والموسيقيين الذين يدعمون بعضهم البعض.
لا يزال يُحتفى بـ “زواحف الضواحي” حتى اليوم كواحدة من أهم الفرق في تاريخ موسيقى البانك النيوزيلندية. يتم تذكر الفرقة لأسلوبها الموسيقي المبتكر، وعروضها الحية المثيرة، وتأثيرها الدائم على المشهد الموسيقي المحلي.
أعضاء الفرقة
- ديزموند زايفر: جيتار
- زاك تاكارا (أندرو سميث): غناء
- كلايد كليف: طبول
- توني ستيل: جيتار (سابقًا)
- ويليو ستار: جيتار (لاحقًا)
الأغاني المعروفة
- Saturday Night Stay at Home
- Suicide
- You’re Gonna Die
خاتمة
كانت فرقة “زواحف الضواحي” (Suburban Reptiles) قوة رائدة في مشهد موسيقى البانك النيوزيلندي في أواخر السبعينيات. على الرغم من عمرها القصير نسبيًا، تركت الفرقة بصمةً واضحةً من خلال أسلوبها الموسيقي المتميز، وعروضها الحية المثيرة، وتأثيرها الدائم على المشهد الموسيقي المحلي. لا تزال تُعتبر “زواحف الضواحي” فرقة مؤثرة ومهمة في تاريخ موسيقى البانك النيوزيلندية.