تشكيل الجمعية الوطنية
تتكون الجمعية الوطنية الإريترية من 150 عضوًا. يتم تعيين 75 عضوًا منهم، ويتألف هؤلاء بشكل أساسي من ممثلين منتخبين في الجمعيات الإقليمية، بالإضافة إلى أعضاء من الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة، وهي الحزب الحاكم في إريتريا. أما المقاعد المتبقية، فمن الناحية النظرية، مخصصة لتمثيل الشعب من خلال انتخابات حرة ونزيهة، إلا أن هذه الانتخابات لم تجر منذ الاستقلال.
هذا التكوين يثير تساؤلات حول مدى تمثيل الجمعية لكافة أطياف الشعب الإريتري، حيث أن هيمنة الحزب الحاكم على جزء كبير من المقاعد يقلل من فرص التعبير عن وجهات النظر المعارضة أو المختلفة.
المهام والصلاحيات
وفقًا للدستور الإريتري، تتضمن مهام الجمعية الوطنية ما يلي:
- سن القوانين: تعتبر الجمعية الوطنية السلطة التشريعية التي تسن القوانين المختلفة في البلاد.
- الموافقة على الميزانية: تقوم الجمعية بالموافقة على الميزانية العامة للدولة ومراقبة الإنفاق الحكومي.
- انتخاب الرئيس: تقوم الجمعية الوطنية بانتخاب رئيس الدولة.
- المصادقة على المعاهدات الدولية: تتولى الجمعية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تبرمها الحكومة الإريترية.
- مراقبة أداء الحكومة: من المفترض أن تقوم الجمعية بمراقبة أداء الحكومة ومساءلتها، ولكن هذه الممارسة محدودة في الواقع.
ومع ذلك، يرى العديد من المراقبين أن هذه الصلاحيات مقيدة في الواقع، وأن السلطة الفعلية تتركز في يد الرئيس والحزب الحاكم.
التحديات والانتقادات
تواجه الجمعية الوطنية الإريترية العديد من التحديات والانتقادات، أبرزها:
- عدم إجراء انتخابات: عدم إجراء انتخابات منذ الاستقلال يقوض شرعية الجمعية التمثيلية ويثير تساؤلات حول مدى تمثيلها للشعب.
- هيمنة الحزب الحاكم: سيطرة الحزب الحاكم على أغلبية المقاعد يحد من قدرة الجمعية على ممارسة دورها الرقابي والتشريعي بشكل مستقل.
- غياب الشفافية: تفتقر أعمال الجمعية إلى الشفافية، حيث لا تتوفر معلومات كافية حول مداولاتها وقراراتها للجمهور.
- ضعف الرقابة البرلمانية: تعتبر الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة ضعيفة، مما يحد من قدرة الجمعية على محاسبة الحكومة ومراقبة أدائها.
- تأثير محدود على السياسات العامة: يرى البعض أن تأثير الجمعية على السياسات العامة محدود، وأن القرارات الرئيسية تتخذ خارج إطار الجمعية.
هذه التحديات والانتقادات أدت إلى تراجع ثقة الشعب في الجمعية الوطنية، وإلى المطالبة بإصلاحات سياسية تضمن تمثيلًا أوسع ومشاركة أكبر للشعب في صنع القرار.
دور المرأة في الجمعية الوطنية
تحتل المرأة الإريترية مكانة هامة في المجتمع، وقد لعبت دورًا فعالًا في النضال من أجل الاستقلال. ومع ذلك، فإن تمثيل المرأة في الجمعية الوطنية لا يزال محدودًا. على الرغم من وجود عدد من النساء في الجمعية، إلا أن تمثيلهن لا يتناسب مع حجم مساهمتهن في المجتمع.
تسعى العديد من المنظمات النسائية إلى زيادة تمثيل المرأة في الجمعية الوطنية وفي المناصب القيادية الأخرى، من أجل ضمان تمثيل مصالح المرأة ومشاركتها الفعالة في صنع القرار.
الوضع الحالي والمستقبل
لا تزال الجمعية الوطنية الإريترية تعمل في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. ومع ذلك، فإن هناك حاجة ماسة إلى إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية تضمن تمثيلًا أوسع للشعب، وتعزز دور الجمعية الوطنية في الرقابة والتشريع.
يتطلب المستقبل إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتعزيز استقلالية الجمعية الوطنية، وتوسيع صلاحياتها، وزيادة الشفافية في أعمالها. هذه الإصلاحات ستساهم في تعزيز الديمقراطية والاستقرار في إريتريا، وستمكن الجمعية الوطنية من القيام بدورها الفعال في خدمة الشعب الإريتري.
أثر غياب الانتخابات على عمل الجمعية الوطنية
غياب الانتخابات المنتظمة والشفافة في إريتريا له تأثير كبير على شرعية ووظائف الجمعية الوطنية. عندما لا يتم اختيار أعضاء الجمعية من خلال عملية انتخابية ديمقراطية، يقل تمثيلهم للشعب وتضعف قدرتهم على محاسبة الحكومة. يؤدي هذا إلى عدة مشاكل:
- نقص التمثيل الشعبي: عندما لا يتم انتخاب الأعضاء، قد لا يعكسون بشكل كامل آراء واحتياجات الشعب الإريتري. قد يكونون أكثر عرضة لتمثيل مصالح الحزب الحاكم أو فئة معينة من المجتمع بدلاً من المصالح العامة.
- ضعف المساءلة: بدون انتخابات، لا يشعر أعضاء الجمعية بأنهم ملزمون بالاستجابة لطلبات الشعب أو محاسبتهم. يقلل هذا من الضغط عليهم لضمان أن الحكومة تتصرف بما يخدم مصلحة الجمهور.
- تقويض الشرعية: عندما يشعر الناس بأن الجمعية الوطنية لا تمثلهم بشكل صحيح، فإنهم قد يفقدون الثقة في المؤسسة وفي العملية السياسية ككل. يمكن أن يؤدي هذا إلى عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي.
- الحد من المشاركة السياسية: الانتخابات هي وسيلة مهمة للمواطنين للمشاركة في العملية السياسية والتعبير عن آرائهم. عندما لا تكون هناك انتخابات، يتم حرمان الناس من هذه الفرصة، مما يقلل من مشاركتهم في الحياة العامة.
لذلك، يعتبر إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة أمرًا ضروريًا لضمان أن الجمعية الوطنية تمثل بشكل صحيح الشعب الإريتري وتعمل بفعالية لخدمة مصالحه. بدون انتخابات، تظل شرعية الجمعية الوطنية وقدرتها على أداء وظائفها بشكل فعال موضع تساؤل.
خاتمة
الجمعية الوطنية في إريتريا تمثل الهيئة التشريعية العليا، ولكنها تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتمثيل والشفافية والاستقلالية. إصلاح هذه المؤسسة من خلال إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتعزيز دورها الرقابي والتشريعي أمر ضروري لتعزيز الديمقراطية والاستقرار في البلاد.