<![CDATA[
نشأته وحياته المبكرة
ولد فريدريك فريمان بروكتور في بيفرلي، ماساتشوستس، في عام 1851. لم تكن بداياته في مجال الترفيه واضحة، لكنه سرعان ما انجذب إلى عالم العروض والمسرح. قبل أن يصبح رائدًا في الفودفيل، عمل بروكتور في وظائف مختلفة، مما أكسبه خبرة واسعة وفهمًا عميقًا لتفضيلات الجمهور. هذه الخبرة ستكون حاسمة في نجاحه المستقبلي.
بداياته في عالم الترفيه
بدأ بروكتور مسيرته المهنية في مجال الترفيه كمدير أعمال لفنانين مختلفين. هذه الفترة سمحت له بفهم الجوانب العملية والتجارية للعروض الحية. اكتسب رؤى قيمة حول كيفية تنظيم العروض، وتسويقها، وإدارة الفنانين. هذه الخبرة المباشرة كانت أساسية لتطوير رؤيته الخاصة لصناعة الترفيه.
تأسيس مسارح بروكتور
في تسعينيات القرن التاسع عشر، بدأ بروكتور في تأسيس سلسلة مسارحه الخاصة في مدينة نيويورك والمناطق المحيطة بها. كانت هذه المسارح مصممة خصيصًا لعروض الفودفيل، وقدمت مجموعة متنوعة من الأعمال، بما في ذلك الكوميديا، والأغاني، والرقص، والألعاب البهلوانية. كان بروكتور حريصًا على تقديم عروض جذابة ومناسبة لجميع أفراد العائلة، مما ساهم في توسيع قاعدة جمهور الفودفيل.
تضمنت بعض مسارحه البارزة:
- بروكتورز توينتي ثيرد ستريت ثياتر (Proctor’s Twenty-Third Street Theatre): أحد المسارح الأولى والأكثر نجاحًا في سلسلته.
- بروكتورز بليجر بالاس (Proctor’s Pleasure Palace): مسرح فخم يقدم مجموعة واسعة من العروض.
- بروكتورز فيفت أفينيو ثياتر (Proctor’s Fifth Avenue Theatre): مسرح آخر شهير يقع في قلب مدينة نيويورك.
كان بروكتور يدرك أهمية الموقع والتصميم في جذب الجمهور. اختار مواقع استراتيجية لمسارحه، وحرص على أن تكون مجهزة بأحدث التقنيات والمرافق. كما اهتم بتوفير بيئة مريحة وآمنة للعائلات، مما ساهم في زيادة الإقبال على عروضه.
ابتكارات بروكتور في الفودفيل
أدخل بروكتور العديد من الابتكارات التي ساهمت في تطوير الفودفيل كشكل فني وترفيهي. من بين هذه الابتكارات:
- العروض المستمرة (Continuous Performances): بدلاً من العروض الثابتة في أوقات محددة، قدم بروكتور عروضًا مستمرة تبدأ في الصباح وتستمر طوال اليوم. سمح ذلك للجمهور بالدخول والخروج في أي وقت، مما جعله أكثر ملاءمة للجميع.
- الأسعار المعقولة (Affordable Prices): حافظ بروكتور على أسعار التذاكر منخفضة نسبيًا، مما جعل الفودفيل في متناول جمهور أوسع. ساهمت هذه الاستراتيجية في زيادة شعبية الفودفيل وجعله شكلاً ترفيهيًا جماهيريًا.
- التنوع في العروض (Variety of Acts): حرص بروكتور على تقديم مجموعة متنوعة من العروض في كل برنامج، مما يضمن وجود شيء يجذب جميع الأذواق. تضمنت العروض الكوميديا، والأغاني، والرقص، والألعاب البهلوانية، والحيوانات المدربة، وغيرها الكثير.
كان بروكتور مؤمنًا بأهمية تقديم قيمة مقابل المال. سعى جاهدًا لتقديم عروض عالية الجودة بأسعار معقولة، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة بين الجمهور.
تأثيره على صناعة الترفيه
كان لإف. إف. بروكتور تأثير كبير على صناعة الترفيه في الولايات المتحدة. لقد ساهم في تحويل الفودفيل من شكل ترفيهي متقطع إلى صناعة مزدهرة ومربحة. كما ساهم في اكتشاف وتطوير العديد من الفنانين الموهوبين الذين أصبحوا نجومًا في مجالات مختلفة، بما في ذلك المسرح والسينما والتلفزيون.
من بين الفنانين الذين بدأوا مسيرتهم المهنية في مسارح بروكتور:
- بوب هوب (Bob Hope): أحد أشهر فناني الكوميديا في القرن العشرين.
- إدي كانتور (Eddie Cantor): ممثل ومغني وكوميدي أمريكي شهير.
- ماري بيكفورد (Mary Pickford): نجمة سينمائية كندية أمريكية، اشتهرت بدور “محبوبة أمريكا”.
لم يقتصر تأثير بروكتور على الفودفيل. لقد كان له دور فعال في تطوير صناعة السينما في مهدها. كان من أوائل المستثمرين في دور السينما، وقدم عروضًا سينمائية كجزء من برامج الفودفيل الخاصة به. ساهم ذلك في زيادة شعبية السينما وجعلها شكلاً ترفيهيًا جماهيريًا.
انتقاله إلى السينما
مع تزايد شعبية السينما، أدرك بروكتور إمكاناتها الهائلة. بدأ في دمج الأفلام في عروض الفودفيل الخاصة به، وسرعان ما أصبح من رواد عرض الأفلام في مسارحه. في نهاية المطاف، حول العديد من مسارحه إلى دور سينما، مما ساهم في نمو صناعة السينما الناشئة.
حياته الشخصية
تزوج بروكتور من كاثرين ماكغواير، وكانت شريكة داعمة في حياته المهنية. حافظ على حياة شخصية هادئة نسبيًا، مع التركيز على عمله وتطوير صناعة الترفيه. كان معروفًا بكرمه وإحسانه، وقدم تبرعات كبيرة للعديد من المؤسسات الخيرية.
وفاته وإرثه
توفي إف. إف. بروكتور في 4 سبتمبر 1929، عن عمر يناهز 78 عامًا. ترك وراءه إرثًا كبيرًا كواحد من رواد الفودفيل وصناعة الترفيه في الولايات المتحدة. مسارحه وعروضه الترفيهية أسعدت الملايين من الناس، وساهمت في تشكيل الثقافة الشعبية في أمريكا. على الرغم من أن الفودفيل لم يعد موجودًا بشكله الأصلي، إلا أن تأثير بروكتور لا يزال محسوسًا في أشكال الترفيه الحديثة.
خاتمة
كان إف. إف. بروكتور شخصية بارزة في تاريخ الترفيه الأمريكي. من خلال رؤيته وابتكاراته، ساهم في تطوير الفودفيل وجعله شكلاً ترفيهيًا جماهيريًا. مسارحه وعروضه الترفيهية أسعدت الملايين من الناس، وساعدت في إطلاق مسيرة العديد من الفنانين الموهوبين. على الرغم من أن اسمه قد لا يكون مألوفًا للكثيرين اليوم، إلا أن إرثه لا يزال محسوسًا في أشكال الترفيه الحديثة.