<![CDATA[
نشأة وتأسيس مدارس أور أفنير
تعود جذور مدارس أور أفنير شباد داي سكول إلى رؤية رجل الأعمال ليف ليفايف، الذي أدرك الحاجة الملحة إلى توفير تعليم يهودي عالي الجودة للأطفال اليهود في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المناطق التي عانت من القمع الديني والقيود المفروضة على ممارسة الشعائر اليهودية خلال الحقبة الشيوعية. استلهم ليفايف من تعاليم حركة حباد الحاسيديم، التي تؤكد على أهمية التعليم والعمل الخيري والتواصل مع جميع اليهود، بغض النظر عن خلفياتهم أو مستويات تدينهم.
في أوائل التسعينيات، بدأ ليف ليفايف في تأسيس مدارس أور أفنير في دول الاتحاد السوفيتي السابق، مثل روسيا وأوكرانيا وكازاخستان وأذربيجان وغيرها. كانت هذه المدارس بمثابة منارات للأمل بالنسبة للعديد من العائلات اليهودية التي تطلعت إلى توفير تعليم يهودي لأطفالها بعد سنوات من الحرمان. سرعان ما توسعت شبكة مدارس أور أفنير لتشمل دولًا أخرى في جميع أنحاء العالم، مثل إسرائيل وألمانيا والولايات المتحدة وكندا.
أهداف ومناهج مدارس أور أفنير
تهدف مدارس أور أفنير شباد داي سكول إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التعليمية والتربوية، بما في ذلك:
- توفير تعليم شامل يجمع بين الدراسات العلمانية والدراسات اليهودية.
- تعزيز الهوية اليهودية والارتباط بالتراث والثقافة اليهودية.
- تعليم الطلاب القيم الأخلاقية والإنسانية المستوحاة من تعاليم التوراة والحكمة اليهودية.
- تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والمشاركة في خدمة المجتمع.
- إعداد الطلاب لمواجهة تحديات العصر الحديث مع الحفاظ على قيمهم وتقاليدهم.
تعتمد مدارس أور أفنير مناهج تعليمية متوازنة تجمع بين الدراسات العلمانية، مثل الرياضيات والعلوم واللغات والتاريخ والجغرافيا، والدراسات اليهودية، مثل التوراة والتلمود والشريعة اليهودية والتاريخ اليهودي والفلسفة اليهودية. يتم تدريس الدراسات اليهودية بطريقة شيقة ومناسبة للأطفال، مع التركيز على القصص والأمثال والقيم الأخلاقية.
تولي مدارس أور أفنير اهتمامًا خاصًا بتعليم اللغة العبرية، باعتبارها اللغة المقدسة للشعب اليهودي ولغة الصلاة والدراسة. كما تشجع الطلاب على تعلم لغات أخرى، مثل الإنجليزية والروسية، لتمكينهم من التواصل مع العالم الخارجي والمشاركة في الحوار الثقافي.
أهمية مدارس أور أفنير في إحياء الثقافة اليهودية
لعبت مدارس أور أفنير شباد داي سكول دورًا حاسمًا في إحياء الثقافة والهوية اليهودية في العديد من البلدان، وخاصة في دول الاتحاد السوفيتي السابق. بعد سنوات من القمع الديني والقيود المفروضة على ممارسة الشعائر اليهودية، كانت هذه المدارس بمثابة ملاذ آمن للأطفال اليهود حيث يمكنهم تعلم تراثهم وثقافتهم بحرية وأمان.
من خلال توفير تعليم يهودي عالي الجودة، ساهمت مدارس أور أفنير في تعزيز الهوية اليهودية لدى الطلاب وتنمية ارتباطهم بالتاريخ والثقافة اليهودية. كما ساعدت في بناء جيل جديد من القادة والمفكرين اليهود الذين يمكنهم المساهمة في خدمة مجتمعاتهم والعالم.
بالإضافة إلى التعليم، تنظم مدارس أور أفنير العديد من الأنشطة والبرامج الثقافية والاجتماعية التي تهدف إلى تعزيز الهوية اليهودية والتواصل بين الطلاب وأسرهم والمجتمع اليهودي الأوسع. تشمل هذه الأنشطة الاحتفالات بالأعياد اليهودية، والرحلات إلى المواقع التاريخية والدينية اليهودية، والمخيمات الصيفية، والبرامج التطوعية.
التحديات والانتقادات التي تواجه مدارس أور أفنير
على الرغم من النجاحات التي حققتها، تواجه مدارس أور أفنير شباد داي سكول بعض التحديات والانتقادات، بما في ذلك:
- التحديات المالية: تعتمد مدارس أور أفنير بشكل كبير على التبرعات والمنح، وقد تواجه صعوبات في توفير التمويل الكافي لتغطية جميع نفقاتها.
- الانتقادات المتعلقة بالمناهج الدراسية: يرى بعض النقاد أن مناهج مدارس أور أفنير تركز بشكل كبير على الدراسات اليهودية على حساب الدراسات العلمانية.
- الانتقادات المتعلقة بالتوجهات الدينية: يرى بعض النقاد أن مدارس أور أفنير تروج لتوجهات دينية متطرفة أو غير متسامحة.
تسعى مدارس أور أفنير إلى مواجهة هذه التحديات والانتقادات من خلال تطوير مصادر تمويل جديدة، وتحسين مناهجها الدراسية، وتعزيز التسامح الديني والحوار بين الثقافات.
أمثلة على مدارس أور أفنير حول العالم
تنتشر مدارس أور أفنير شباد داي سكول في العديد من البلدان حول العالم. فيما يلي بعض الأمثلة على هذه المدارس:
- روسيا: تمتلك روسيا أكبر عدد من مدارس أور أفنير، حيث توجد مدارس في العديد من المدن الكبرى، مثل موسكو وسانت بطرسبرغ ويكاترينبرغ وغيرها.
- أوكرانيا: توجد مدارس أور أفنير في العديد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركيف وغيرها.
- كازاخستان: توجد مدارس أور أفنير في ألماتي وأستانا وغيرها من المدن الكازاخستانية.
- إسرائيل: توجد مدارس أور أفنير في العديد من المدن الإسرائيلية، مثل القدس وتل أبيب وحيفا وغيرها.
- الولايات المتحدة: توجد مدارس أور أفنير في نيويورك ولوس أنجلوس وغيرها من المدن الأمريكية.
تقدم هذه المدارس تعليمًا شاملاً للطلاب من جميع الأعمار، من رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية.
دور ليف ليفايف في دعم مدارس أور أفنير
يعتبر ليف ليفايف المؤسس والداعم الرئيسي لمدارس أور أفنير شباد داي سكول. لقد خصص جزءًا كبيرًا من ثروته لدعم هذه المدارس، ويواصل تقديم الدعم المالي والإداري لها. يؤمن ليفايف بأهمية التعليم اليهودي في الحفاظ على الهوية اليهودية وتعزيز التواصل بين اليهود في جميع أنحاء العالم.
بالإضافة إلى الدعم المالي، يشارك ليفايف بنشاط في إدارة مدارس أور أفنير، ويزور المدارس بانتظام ويلتقي بالطلاب والمعلمين. كما يشجع الآخرين على دعم هذه المدارس والمساهمة في نجاحها.
مستقبل مدارس أور أفنير
تتطلع مدارس أور أفنير شباد داي سكول إلى مستقبل مشرق، حيث تسعى إلى توسيع شبكتها وتحسين جودة التعليم الذي تقدمه. تهدف المدارس إلى تلبية احتياجات الطلاب اليهود في جميع أنحاء العالم، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات والقيم التي يحتاجون إليها للنجاح في الحياة.
كما تسعى مدارس أور أفنير إلى تعزيز التسامح الديني والحوار بين الثقافات، والمساهمة في بناء عالم أفضل للجميع. تؤمن المدارس بأن التعليم هو المفتاح لمواجهة التحديات العالمية، وتحقيق السلام والازدهار.
خاتمة
تعتبر مدارس أور أفنير شباد داي سكول شبكة عالمية من المدارس اليهودية النهارية التي تلعب دورًا هامًا في توفير التعليم اليهودي وتعزيز الهوية اليهودية في جميع أنحاء العالم. تأسست هذه المدارس بدعم من رجل الأعمال ليف ليفايف، وتهدف إلى توفير تعليم شامل يجمع بين الدراسات العلمانية والدراسات اليهودية، مع التركيز على تعاليم حركة حباد الحاسيديم. على الرغم من التحديات التي تواجهها، تواصل مدارس أور أفنير النمو والازدهار، وتساهم في بناء جيل جديد من القادة والمفكرين اليهود.