<![CDATA[
القصة
يركز الفيلم على “إرني” وهو مشجع متعصب لفريق بوسطن ريد سوكس يعيش في مدينة نيويورك. إرني ليس مجرد مشجع عادي، بل هو شخص يعيش ويتنفس ريد سوكس. حياته تدور حول الفريق، وهو يتابع كل مباراة بشغف وتفانٍ. الفيلم يرصد رحلته خلال موسم 2004، حيث يعيش لحظات الفرح والانتصار، والإحباط والخيبة، تمامًا مثل أي مشجع مخلص.
تبدأ القصة باستعراض تاريخ فريق ريد سوكس ومعاناته الطويلة في الفوز بالبطولات. يتم التركيز بشكل خاص على “لعنة بامبينو”، وهي الاعتقاد السائد بأن بيع الفريق للاعب الأسطوري بيب روث إلى فريق نيويورك يانكيز في عام 1920 قد جلب سوء الحظ للفريق ومنعه من الفوز ببطولة العالم لعقود طويلة. الفيلم يستعرض كيف أثرت هذه “اللعنة” على مشجعي الفريق وأجيالهم المتعاقبة.
مع تقدم الموسم، يتابع الفيلم إرني وهو يسافر لحضور مباريات الفريق، ويجتمع مع أصدقائه لمشاهدة المباريات على شاشة التلفزيون، ويناقش أداء اللاعبين مع زملائه في العمل. الفيلم يصور بشكل واقعي كيف أن فريق ريد سوكس ليس مجرد فريق رياضي بالنسبة لإرني، بل هو جزء لا يتجزأ من هويته وحياته الاجتماعية.
اللحظات الحاسمة في الفيلم تتضمن سلسلة مباريات البطولة ضد فريق نيويورك يانكيز. بعد أن خسر ريد سوكس أول ثلاث مباريات في السلسلة، بدا الأمر وكأن “اللعنة” ستستمر في مطاردة الفريق. ومع ذلك، تمكن ريد سوكس من تحقيق عودة تاريخية والفوز بأربع مباريات متتالية، ليصدموا الجميع ويتأهلوا إلى بطولة العالم.
الفيلم يصور لحظات الفرح الهستيري التي عمت مدينة بوسطن بعد فوز ريد سوكس ببطولة العالم. إرني، الذي كان يشاهد المباراة النهائية في أحد الحانات في نيويورك، لم يتمالك نفسه وانخرط في الاحتفالات مع بقية المشجعين. الفيلم يختتم بمشاهد لإرني وهو يحتفل بالفوز مع عائلته وأصدقائه، ويؤكد على أن الفوز لم يكن مجرد انتصار رياضي، بل كان بمثابة تطهير من “اللعنة” التي طاردت الفريق ومشجعيه لعقود طويلة.
الشخصيات
بالإضافة إلى إرني، يضم الفيلم مجموعة من الشخصيات الأخرى التي تمثل نماذج مختلفة من مشجعي ريد سوكس. هناك “ماري”، وهي امرأة مسنة تبلغ من العمر 80 عامًا، وهي تشجع الفريق منذ أيام شبابها. وهناك “ديف”، وهو شاب في العشرينات من عمره، وهو يمثل الجيل الجديد من مشجعي الفريق. وهناك “توم”، وهو رجل في منتصف العمر، وهو يحضر مباريات الفريق مع ابنه الصغير.
الفيلم يركز على هذه الشخصيات لتسليط الضوء على التنوع في قاعدة مشجعي ريد سوكس، وكيف أن حب الفريق يوحد الناس من مختلف الأعمار والخلفيات. الفيلم يظهر أيضًا كيف أن مشجعي الفريق ليسوا مجرد متفرجين، بل هم جزء لا يتجزأ من تجربة ريد سوكس.
الإنتاج
تم إنتاج فيلم “انتظر حتى هذا العام” بواسطة فريق صغير من صانعي الأفلام المستقلين. الفيلم تم تصويره باستخدام كاميرات رقمية محمولة، مما أعطاه مظهرًا واقعيًا وحميميًا. الفيلم يضم مقابلات مع مشجعي ريد سوكس، بالإضافة إلى لقطات أرشيفية من مباريات الفريق.
تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي في عام 2005، وحقق نجاحًا نقديًا وتجاريًا. الفيلم تم الإشادة به لواقعيته وعاطفته، وقدرته على التقاط جوهر تجربة مشجعي ريد سوكس.
الأهمية الثقافية
فيلم “انتظر حتى هذا العام” ليس مجرد فيلم رياضي، بل هو فيلم عن الأمل والإيمان والقدرة على التغلب على الصعاب. الفيلم يظهر كيف أن الرياضة يمكن أن تكون قوة موحدة، وكيف يمكن أن تجمع الناس من مختلف الخلفيات معًا. الفيلم أيضًا يوضح كيف أن حب فريق رياضي يمكن أن يكون جزءًا مهمًا من هوية الشخص وثقافته.
الفيلم يعتبر بمثابة شهادة على العلاقة الوثيقة بين فريق بوسطن ريد سوكس ومشجعيه. الفيلم يظهر كيف أن مشجعي الفريق لم يتخلوا عنه أبدًا، حتى خلال أحلك الأوقات. الفيلم أيضًا يوضح كيف أن فوز الفريق ببطولة العالم في عام 2004 كان بمثابة مكافأة لهم على صبرهم وولائهم.
الجوائز والتقدير
حصل فيلم “انتظر حتى هذا العام” على العديد من الجوائز والتقدير، بما في ذلك:
- جائزة الجمهور في مهرجان صندانس السينمائي
- جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان تريبيكا السينمائي
- جائزة أفضل فيلم وثائقي رياضي في حفل توزيع جوائز إيمي الرياضية
الفيلم يعتبر على نطاق واسع أحد أفضل الأفلام الوثائقية الرياضية على الإطلاق.
تأثير الفيلم
كان لفيلم “انتظر حتى هذا العام” تأثير كبير على ثقافة البيسبول وثقافة بوسطن. الفيلم ساهم في زيادة شعبية فريق بوسطن ريد سوكس، وجعل مشجعي الفريق يشعرون بالفخر بانتمائهم إليه. الفيلم أيضًا ألهم العديد من صانعي الأفلام لإنتاج أفلام وثائقية رياضية أخرى.
الفيلم لا يزال يحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، وهو يُعرض بانتظام على شاشة التلفزيون وفي المهرجانات السينمائية. الفيلم يعتبر بمثابة تذكير دائم باللحظة التاريخية التي فاز فيها فريق بوسطن ريد سوكس ببطولة العالم في عام 2004.
خاتمة
فيلم “انتظر حتى هذا العام” هو فيلم وثائقي مؤثر يسرد قصة مشجع فريق بوسطن ريد سوكس خلال الموسم التاريخي لعام 2004. الفيلم يتجاوز كونه مجرد قصة رياضية، ليصبح استكشافًا للعلاقة العميقة بين المشجعين وفريقهم، وكيف يمكن للرياضة أن تجمع الناس وتلهمهم. الفيلم يعتبر تحية لولاء مشجعي ريد سوكس وصبرهم، وتذكيرًا بأن الأمل والإيمان يمكن أن يحققا المعجزات.