حياته المبكرة وتعليمه
ولد ريموند توماس بييرهمبرت في الولايات المتحدة الأمريكية. تلقى تعليمه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء عام 1976. ثم حصل على درجة الدكتوراه في علوم الغلاف الجوي من جامعة هارفارد عام 1980. كانت أطروحته للدكتوراه بعنوان “ديناميكية الغلاف الجوي للكواكب الأرضية”.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على الدكتوراه، انضم بييرهمبرت إلى هيئة التدريس في جامعة برينستون. في عام 1993، انتقل إلى جامعة شيكاغو، حيث شغل منصب أستاذ لويس بلوك للفيزياء الجيوفيزيائية. في عام 2010، انتقل إلى جامعة أكسفورد، حيث يشغل حاليًا منصب أستاذ هالي للفيزياء.
تتمحور أبحاث بييرهمبرت حول ديناميكية المناخ، ودوران الكواكب، والتوازن الإشعاعي، والفيزياء المناخية بشكل عام. وقد ساهم بشكل كبير في فهمنا لتأثيرات الغازات الدفيئة على المناخ، وكذلك في فهمنا لدور السحب في تنظيم درجة حرارة الكوكب. كما قام بتطوير نماذج مناخية متطورة تستخدم لمحاكاة التغيرات المناخية المستقبلية. يعمل بييرهمبرت أيضاً على دراسة المناخات القديمة، بما في ذلك دراسة الأرض الثلجية (Snowball Earth) وهي فترة زمنية في الماضي البعيد عندما كانت الأرض مغطاة بالكامل بالجليد.
أبحاثه ومساهماته العلمية
تشمل مساهمات بييرهمبرت العلمية الرئيسية ما يلي:
- تطوير نماذج مناخية متقدمة: قام بتطوير نماذج مناخية قادرة على محاكاة العمليات المناخية المعقدة، مما ساهم في تحسين دقة التنبؤات المناخية.
- دراسة تأثير الغازات الدفيئة: قدم تحليلات مفصلة حول تأثيرات الغازات الدفيئة المختلفة على درجة حرارة الأرض، مما ساهم في فهم أفضل لظاهرة الاحتباس الحراري.
- فهم دور السحب في المناخ: أجرى أبحاثًا حول كيفية تأثير السحب على امتصاص وعكس الإشعاع الشمسي، وكيف يؤثر ذلك على توازن الطاقة في الأرض.
- دراسة الأرض الثلجية: قدم تحليلات ونماذج رياضية لدعم نظرية الأرض الثلجية، وهي فترة زمنية في الماضي البعيد عندما كانت الأرض مغطاة بالكامل بالجليد.
- ديناميكية الكواكب: ساهم في فهم دوران الكواكب وتأثير ذلك على مناخها.
الجوائز والتكريمات
حصل بييرهمبرت على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- زميل الجمعية الفيزيائية الأمريكية
- زميل الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي
- جائزة فيلهلم بييركنيس من الجمعية الأوروبية للأرصاد الجوية
تعكس هذه الجوائز والتكريمات التقدير الواسع النطاق لمساهماته العلمية الهامة في مجال فيزياء المناخ وعلوم الغلاف الجوي.
منشوراته
نشر بييرهمبرت العديد من الكتب والمقالات العلمية، بما في ذلك كتابه الشهير “كوكب: فيزياء المناخ”. وتعتبر هذه المنشورات مرجعاً هاماً للباحثين والطلاب في مجال علوم المناخ.
كتاب “كوكب: فيزياء المناخ”
يعتبر كتاب “كوكب: فيزياء المناخ” (Planet: Physics of Climate) من أهم مؤلفات ريموند بييرهمبرت. يقدم الكتاب نظرة شاملة ومتعمقة في فيزياء المناخ، ويغطي مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك:
- التوازن الإشعاعي للأرض
- ديناميكية الغلاف الجوي والمحيطات
- تأثير الغازات الدفيئة
- السحب والهباء الجوي
- التغيرات المناخية
يتميز الكتاب بأسلوبه الواضح والمبسط، مما يجعله في متناول القراء من مختلف الخلفيات العلمية. كما أنه يتضمن العديد من الرسوم البيانية والجداول التوضيحية التي تساعد على فهم المفاهيم المعقدة. يعتبر هذا الكتاب مرجعاً أساسياً للطلاب والباحثين والمهتمين بعلوم المناخ.
مساهمات في فهم تغير المناخ
لعب ريموند بييرهمبرت دوراً هاماً في تعزيز فهمنا لتغير المناخ. من خلال أبحاثه ونماذجه المناخية، ساهم في:
- تحديد الأسباب الرئيسية لتغير المناخ: أظهرت أبحاثه أن الزيادة في تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، نتيجة للأنشطة البشرية، هي السبب الرئيسي لارتفاع درجة حرارة الأرض.
- تقدير حجم التغيرات المناخية المستقبلية: استخدم نماذجه المناخية لتقدير حجم ارتفاع درجة الحرارة، وارتفاع مستوى سطح البحر، والتغيرات الأخرى التي قد تحدث في المستقبل نتيجة لتغير المناخ.
- تطوير استراتيجيات للتكيف مع تغير المناخ: من خلال فهم أفضل لآثار تغير المناخ، يمكننا تطوير استراتيجيات للتكيف مع هذه الآثار، مثل بناء دفاعات ساحلية، وتطوير محاصيل مقاومة للجفاف، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
تعتبر مساهمات بييرهمبرت حيوية في جهود المجتمع الدولي لمواجهة تحدي تغير المناخ.
آراء حول السياسات المناخية
يعتبر ريموند بييرهمبرت من الأصوات البارزة التي تدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تغير المناخ. يرى أن الحلول التكنولوجية والسياسات الحكومية يجب أن تتكامل للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتسريع الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة. كما يؤكد على أهمية التعاون الدولي لمواجهة هذا التحدي العالمي.
أهمية النماذج المناخية
يشدد بييرهمبرت على الدور الحاسم الذي تلعبه النماذج المناخية في فهمنا لتغير المناخ والتنبؤ بآثاره المستقبلية. يرى أن هذه النماذج، على الرغم من أنها ليست مثالية، تمثل أفضل الأدوات المتاحة لتقييم المخاطر واتخاذ القرارات المستنيرة بشأن السياسات المناخية.
نقد استخدام الهندسة الجيولوجية
في حين أن بييرهمبرت يدعم بقوة اتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، إلا أنه ينتقد استخدام الهندسة الجيولوجية كحل لتغير المناخ. يعتقد أن هذه التقنيات، التي تهدف إلى التلاعب بنظام المناخ العالمي، تنطوي على مخاطر كبيرة وغير مفهومة بشكل كامل، وقد يكون لها آثار جانبية غير متوقعة.
الدعوة إلى العمل المناخي
يعتبر بييرهمبرت من الداعمين المتحمسين للعمل المناخي. يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة. كما يؤكد على أهمية التعاون الدولي لمواجهة هذا التحدي العالمي.
خاتمة
ريموند بييرهمبرت هو عالم فيزياء مناخية بارز، قدم مساهمات كبيرة في فهمنا لديناميكية المناخ، وتأثير الغازات الدفيئة، ودور السحب في تنظيم درجة حرارة الكوكب. من خلال أبحاثه ونماذجه المناخية وكتاباته، ساهم في تعزيز فهمنا لتغير المناخ والدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذا التحدي العالمي. يعتبر كتابه “كوكب: فيزياء المناخ” مرجعاً أساسياً للطلاب والباحثين والمهتمين بعلوم المناخ.