العصب الصدري الظهري
العصب الصدري الظهري (Thoracodorsal nerve)، ويُعرف أيضًا بالعصب الصدري الطويل، هو عصب يمتد على طول الجدار الجانبي للصدر. ينشأ هذا العصب من الجذور الأمامية للأعصاب الشوكية العنقية الخامسة والسادسة والسابعة (C5، C6، C7)، على الرغم من أنه في بعض الحالات قد ينشأ فقط من الجذور السادسة والسابعة. يمر العصب الصدري الظهري عبر العضلة الأخمعية الوسطى (Scalenus medius muscle) ثم يمر أسفل عظم الترقوة ليدخل الإبط.
مسار العصب: يسير العصب الصدري الظهري عموديًا إلى أسفل على طول الجدار الجانبي للصدر، موازيًا للشريان الصدري الجانبي، ويثبَّت على السطح الداخلي للعضلة المنشارية الأمامية (Serratus anterior muscle). وهو العصب الوحيد الذي يعصّب هذه العضلة، مما يجعله بالغ الأهمية لوظيفتها.
وظيفة العصب: الوظيفة الأساسية للعصب الصدري الظهري هي تعصيب العضلة المنشارية الأمامية. تلعب هذه العضلة دورًا حيويًا في تثبيت لوح الكتف على جدار الصدر، مما يسمح بحركة الذراع بشكل طبيعي. كما أنها تساعد في رفع الأضلاع أثناء الشهيق العميق.
إصابة العصب: يمكن أن تحدث إصابة للعصب الصدري الظهري نتيجة لعدة أسباب، بما في ذلك:
- الجراحة: قد يتعرض العصب للإصابة أثناء العمليات الجراحية التي تتضمن الإبط، مثل استئصال الثدي أو استئصال الغدد الليمفاوية الإبطية.
- الإصابات الرضحية: يمكن أن تؤدي الإصابات الناتجة عن حوادث السيارات أو السقوط أو الإصابات الرياضية إلى تلف العصب.
- الضغط المزمن: قد يؤدي الضغط المطول على العصب، كما هو الحال في حالات حمل الأوزان الثقيلة بشكل متكرر، إلى تلفه.
متلازمة الجناح الكتفي: الإصابة بالعصب الصدري الظهري تؤدي إلى حالة تعرف باسم “الجناح الكتفي” (Scapular winging). في هذه الحالة، يبرز الجزء الإنسي (الداخلي) من لوح الكتف بشكل ملحوظ من الظهر، مما يعطي مظهرًا يشبه الجناح. يحدث هذا بسبب ضعف أو شلل العضلة المنشارية الأمامية، مما يمنعها من تثبيت لوح الكتف بشكل صحيح على جدار الصدر.
أعراض إصابة العصب: تشمل أعراض إصابة العصب الصدري الظهري ما يلي:
- ألم في الكتف: غالبًا ما يكون الألم موجودًا في منطقة الكتف وقد يمتد إلى الذراع.
- ضعف الذراع: قد يجد المرضى صعوبة في رفع أذرعهم فوق الرأس أو في القيام بأنشطة تتطلب رفع الذراع.
- الجناح الكتفي: كما ذكرنا سابقًا، فإن بروز لوح الكتف هو علامة مميزة لإصابة العصب الصدري الظهري.
- صعوبة في التنفس العميق: نظرًا لأن العضلة المنشارية الأمامية تساعد في رفع الأضلاع، فقد يواجه المرضى صعوبة في التنفس العميق.
تشخيص إصابة العصب: يعتمد تشخيص إصابة العصب الصدري الظهري على الفحص البدني والتاريخ الطبي للمريض. قد يطلب الطبيب أيضًا بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص وتقييم مدى الضرر، مثل:
- دراسة التوصيل العصبي (NCS): يقيس هذا الاختبار سرعة انتقال الإشارات الكهربائية عبر العصب.
- تخطيط كهربية العضل (EMG): يقيس هذا الاختبار النشاط الكهربائي للعضلات.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): قد يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي في تحديد أي ضغط أو تلف في العصب.
علاج إصابة العصب: يعتمد علاج إصابة العصب الصدري الظهري على شدة الإصابة وسببها. تشمل خيارات العلاج ما يلي:
- العلاج الطبيعي: يهدف العلاج الطبيعي إلى تقوية العضلات المحيطة بالكتف وتحسين نطاق الحركة. قد يشمل ذلك تمارين لتقوية العضلة المنشارية الأمامية وعضلات الكتف الأخرى.
- الأدوية: يمكن استخدام الأدوية لتخفيف الألم والالتهاب.
- الجراحة: في بعض الحالات، قد تكون الجراحة ضرورية لإصلاح العصب التالف أو تخفيف الضغط عليه.
- المسكنات: يمكن استخدام المسكنات لتخفيف الألم الناتج عن الإصابة.
التعافي: يختلف وقت التعافي من إصابة العصب الصدري الظهري اعتمادًا على شدة الإصابة. قد يستغرق الأمر عدة أشهر أو حتى سنوات حتى يتعافى العصب بشكل كامل. من المهم اتباع تعليمات الطبيب وأخصائي العلاج الطبيعي لضمان أفضل النتائج.
الشريان الصدري الظهري
الشريان الصدري الظهري (Thoracodorsal artery) هو وعاء دموي كبير ينشأ من الشريان تحت الكتف (Subscapular artery). يوفر هذا الشريان الدم المؤكسج للعضلة الظهرية العريضة (Latissimus dorsi muscle) والعضلات المحيطة بها في منطقة الظهر.
مسار الشريان: ينشأ الشريان الصدري الظهري من الشريان تحت الكتف، وهو أحد الفروع الرئيسية للشريان الإبطي. يسير الشريان الصدري الظهري إلى الأسفل على طول الجدار الجانبي للصدر، موازيًا للعصب الصدري الظهري. ثم يدخل الشريان إلى العضلة الظهرية العريضة، حيث يتفرع لتزويدها بالدم.
الفروع الشريانية: قد يعطي الشريان الصدري الظهري بعض الفروع الصغيرة لتغذية العضلات والأنسجة المجاورة أثناء مساره.
أهمية الشريان: الشريان الصدري الظهري ضروري لتزويد العضلة الظهرية العريضة بالدم، وهي عضلة كبيرة وقوية تلعب دورًا مهمًا في حركات الذراع والكتف والظهر. تستخدم العضلة الظهرية العريضة في العديد من الأنشطة، بما في ذلك الرفع والسحب والتسلق. كما أنها تلعب دورًا في التنفس.
الإجراءات الجراحية: غالبًا ما يتم استخدام سديلة العضلة الظهرية العريضة (Latissimus dorsi flap) في الجراحة الترميمية، خاصة في إعادة بناء الثدي بعد استئصاله. يعتمد هذا الإجراء على الحفاظ على الشريان الصدري الظهري والعصب الصدري الظهري لتوفير إمدادات الدم ووظيفة العضلات إلى السديلة.
إصابة الشريان: إصابة الشريان الصدري الظهري نادرة نسبيًا، ولكنها قد تحدث نتيجة لعدة أسباب، بما في ذلك:
- الجراحة: قد يتعرض الشريان للإصابة أثناء العمليات الجراحية التي تتضمن الإبط أو الظهر.
- الإصابات الرضحية: يمكن أن تؤدي الإصابات الناتجة عن حوادث السيارات أو السقوط أو الإصابات الرياضية إلى تلف الشريان.
- الأمراض الوعائية: في حالات نادرة، قد تتسبب الأمراض الوعائية في تلف الشريان.
مضاعفات إصابة الشريان: قد تؤدي إصابة الشريان الصدري الظهري إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك:
- نقص تروية العضلة الظهرية العريضة: يمكن أن يؤدي تلف الشريان إلى نقص تروية العضلة الظهرية العريضة، مما قد يؤدي إلى ضعفها أو موتها.
- النزيف: يمكن أن يؤدي تلف الشريان إلى نزيف حاد.
- تكون الجلطات: يمكن أن يؤدي تلف الشريان إلى تكون جلطات دموية، مما قد يعيق تدفق الدم.
علاج إصابة الشريان: يعتمد علاج إصابة الشريان الصدري الظهري على شدة الإصابة. قد تشمل خيارات العلاج ما يلي:
- الجراحة: قد تكون الجراحة ضرورية لإصلاح الشريان التالف أو لإزالة الجلطات الدموية.
- الأدوية: يمكن استخدام الأدوية لمنع تكون الجلطات الدموية.
الوقاية: للوقاية من إصابة الشريان الصدري الظهري، من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة أثناء العمليات الجراحية التي تتضمن الإبط أو الظهر. يجب أيضًا تجنب الإصابات الرضحية.
خاتمة
في الختام، يشير مصطلح “صدري ظهري” إلى تركيبين تشريحيين مهمين في منطقة الصدر والظهر: العصب الصدري الظهري والشريان الصدري الظهري. يلعب العصب الصدري الظهري دورًا حيويًا في تعصيب العضلة المنشارية الأمامية، التي تساعد في تثبيت لوح الكتف. بينما يزود الشريان الصدري الظهري العضلة الظهرية العريضة بالدم، وهي عضلة كبيرة تستخدم في العديد من الحركات. إصابة أي من هذين التركيبين يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات كبيرة، مما يستلزم التشخيص والعلاج الفوري.