التشريح
ينشأ العصب تحت الكتفي السفلي من الحبل الخلفي للضفيرة العضدية، والذي يتكون من الفروع الأمامية للأعصاب الشوكية العنقية الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة (C5-C8). يمر الحبل الخلفي خلف الشريان الإبطي وينقسم إلى عدة فروع، بما في ذلك العصب تحت الكتفي العلوي والعصب تحت الكتفي السفلي والعصب الإبطي.
يسير العصب تحت الكتفي السفلي إلى الأسفل وإلى الأمام على طول الجدار الخلفي للإبط. يعصب العصب تحت الكتفي السفلي بشكل أساسي عضلتين: العضلة تحت الكتفية والعضلة المدورة الكبيرة.
- العضلة تحت الكتفية: هي إحدى عضلات الكفة المدورة الأربع. تنشأ من الحفرة تحت الكتفية للكتف وتدخل في الحديبة الصغرى للعضد. العضلة تحت الكتفية مسؤولة بشكل أساسي عن الدوران الداخلي (الإنسي) للعضد. كما أنها تساعد في تثبيت مفصل الكتف.
- العضلة المدورة الكبيرة: تنشأ من الزاوية السفلية للكتف وتدخل في العرف المدوري للعضد. تقوم العضلة المدورة الكبيرة بشكل أساسي بمد وتدوير العضد داخليًا. كما أنها تساعد في التقريب (تحريك الذراع نحو خط الوسط).
وباختصار، فإن العصب تحت الكتفي السفلي يوفر التعصيب الحركي لهذه العضلات، مما يسمح لها بالانقباض وإنتاج الحركات الضرورية في مفصل الكتف.
الوظيفة
تعتبر وظيفة العصب تحت الكتفي السفلي ضرورية للحفاظ على وظيفة الكتف المناسبة. من خلال تعصيب العضلة تحت الكتفية والمدورة الكبيرة، فإنه يساهم في عدة حركات مهمة:
- الدوران الداخلي للعضد: تعتبر العضلة تحت الكتفية المحرك الأساسي للدوران الداخلي للعضد. هذا الإجراء ضروري للأنشطة مثل الوصول إلى ظهرك أو تدوير ذراعك نحو جسمك.
- تمديد العضد: تساعد العضلة المدورة الكبيرة في تمديد العضد، خاصةً عند تدوير الذراع داخليًا. هذه الحركة مهمة للأنشطة مثل الدفع أو الرفع.
- تقريب العضد: تساهم العضلة المدورة الكبيرة أيضًا في تقريب العضد، مما يساعد على تقريب الذراع نحو خط الوسط.
- تثبيت مفصل الكتف: تلعب العضلة تحت الكتفية دورًا حاسمًا في تثبيت مفصل الكتف. من خلال العمل كجزء من الكفة المدورة، فإنه يساعد على إبقاء رأس العضد (الطرف العلوي للعضد) داخل تجويف الحقاني للكتف. هذا يمنع الخلع ويحافظ على استقرار المفصل أثناء الحركة.
تعتبر وظيفة العصب تحت الكتفي السفلي ضرورية لمجموعة واسعة من الأنشطة اليومية والرياضية. تتيح لنا تحريك أذرعنا والوصول إليها ورفعها وتدويرها بثبات وسيطرة. بدون وظيفة هذا العصب بشكل صحيح، يمكن أن تتأثر حركات الكتف بشكل كبير.
الأهمية السريرية
نظرًا لدوره الحيوي في وظيفة الكتف، يمكن أن يكون لإصابة أو تلف العصب تحت الكتفي السفلي عواقب وخيمة. يمكن أن تحدث مثل هذه الإصابات بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك:
- الصدمة: يمكن أن تؤدي الصدمات المباشرة للكتف أو الذراع، مثل تلك التي تحدث في الحوادث أو الإصابات الرياضية، إلى تلف العصب تحت الكتفي السفلي.
- جراحة الكتف: في حالات نادرة، يمكن أن يتضرر العصب أثناء إجراءات جراحة الكتف، مثل إصلاح الكفة المدورة أو استبدال الكتف.
- اعتلال الأعصاب الضفيري العضدي: هذه حالة تصيب الضفيرة العضدية، وهي شبكة الأعصاب التي توفر التعصيب للطرف العلوي. يمكن أن يؤدي اعتلال الأعصاب الضفيري العضدي إلى تلف العصب تحت الكتفي السفلي.
- متلازمة مخرج الصدر: هي حالة تنضغط فيها الأعصاب والأوعية الدموية في الفضاء بين الترقوة والضلع الأول. يمكن أن يؤثر هذا الانضغاط على العصب تحت الكتفي السفلي.
تعتمد أعراض تلف العصب تحت الكتفي السفلي على شدة الإصابة. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- ألم الكتف: قد يعاني الأفراد من ألم عميق ومؤلم في منطقة الكتف.
- الضعف: قد يكون هناك ضعف في الدوران الداخلي وتمديد وتقريب العضد. قد يكون من الصعب أداء أنشطة مثل الوصول إلى الظهر أو رفع الأشياء.
- ضمور العضلات: بمرور الوقت، قد تضمر العضلات التي يعصبها العصب تحت الكتفي السفلي (العضلة تحت الكتفية والمدورة الكبيرة) بسبب عدم الاستخدام.
- عدم استقرار الكتف: في الحالات الشديدة، يمكن أن يساهم تلف العصب تحت الكتفي السفلي في عدم استقرار الكتف، مما يزيد من خطر الخلع.
يعتمد تشخيص تلف العصب تحت الكتفي السفلي عادةً على الفحص البدني والدراسات التصويرية واختبارات توصيل الأعصاب. أثناء الفحص البدني، سيقوم الطبيب بتقييم نطاق حركة الكتف والقوة وردود الفعل. قد يتم طلب دراسات التصوير، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، لاستبعاد الحالات الأخرى وتصور أي تلف في العضلات أو الأعصاب. يمكن أن تساعد دراسات توصيل الأعصاب، مثل تخطيط كهربية العضل (EMG)، في تقييم وظيفة العصب وتحديد مدى التلف العصبي.
يعتمد علاج تلف العصب تحت الكتفي السفلي على سبب الإصابة وشدتها. تشمل خيارات العلاج الشائعة ما يلي:
- العلاج المحافظ: في العديد من الحالات، يمكن أن يكون العلاج المحافظ كافياً لتحسين الأعراض. قد يشمل ذلك الراحة وتعديل النشاط والأدوية (مثل مسكنات الألم ومضادات الالتهاب) والعلاج الطبيعي. يهدف العلاج الطبيعي إلى تقوية العضلات المحيطة بالكتف، وتحسين نطاق الحركة، واستعادة وظيفة الكتف المناسبة.
- الحقن: في بعض الحالات، قد يوصى بحقن الكورتيكوستيرويد لتقليل الالتهاب وتخفيف الألم. ومع ذلك، لا ينصح باستخدام الحقن بشكل عام كحل طويل الأمد.
- الجراحة: قد تكون الجراحة ضرورية في الحالات الشديدة التي لا تتحسن فيها الأعراض بالعلاج المحافظ. قد تشمل الإجراءات الجراحية إزالة الضغط عن العصب أو إصلاح أي تلف في العضلات أو الأوتار المحيطة.
إعادة التأهيل ضرورية بعد أي علاج لتلف العصب تحت الكتفي السفلي. قد يشمل ذلك تمارين لتقوية العضلات المحيطة بالكتف، وتحسين نطاق الحركة، واستعادة وظيفة الكتف المناسبة. قد يوصي المعالج المهني أيضًا بتعديلات وتقنيات لتقليل الضغط على الكتف.
الوقاية
في حين أنه ليس من الممكن دائمًا منع تلف العصب تحت الكتفي السفلي، إلا أن هناك خطوات يمكن اتخاذها لتقليل المخاطر:
- استخدم المعدات المناسبة: عند المشاركة في الأنشطة الرياضية أو البدنية، استخدم دائمًا المعدات الواقية المناسبة، مثل وسادات الكتف والخوذات.
- الإحماء والتمدد: قبل ممارسة الرياضة، قم بالإحماء والتمدد لتقليل خطر الإصابة.
- الحفاظ على وضعية جيدة: يمكن أن يساعد الحفاظ على وضعية جيدة في تقليل الضغط على الكتف.
- تجنب الإفراط في الاستخدام: تجنب الإفراط في استخدام الكتف. إذا بدأت تشعر بالألم، توقف عن النشاط واسترح.
- اطلب العلاج الطبي الفوري: إذا كنت تعاني من ألم في الكتف، فاطلب العلاج الطبي الفوري. يمكن أن يساعد التشخيص والعلاج المبكر في منع المزيد من المضاعفات.
خاتمة
العصب تحت الكتفي السفلي هو عصب حيوي يلعب دورًا مهمًا في وظيفة الكتف. من خلال تعصيب العضلة تحت الكتفية والمدورة الكبيرة، فإنه يساهم في الدوران الداخلي وتمديد وتقريب العضد. كما أنه يساعد على تثبيت مفصل الكتف. يمكن أن يكون لإصابة أو تلف العصب تحت الكتفي السفلي عواقب وخيمة، مما يؤدي إلى الألم والضعف وعدم استقرار الكتف. ومع ذلك، يمكن أن يساعد التشخيص والعلاج المبكر في تحسين الأعراض واستعادة وظيفة الكتف.