مقدمة
العصب الوجهي الوجني (Zygomaticofacial nerve)، أو الفرع الوجهي الوجني من العصب الوجني (zygomatic nerve)، هو عصب جلدي صغير ينشأ من العصب الوجني داخل الحجاج. يمر هذا العصب عبر الثقبة الوجهية الوجنية في عظم الوجنة، ويزود الجلد الذي يغطي بروز الوجنة بالإحساس. يُعتبر العصب الوجهي الوجني جزءًا من الجهاز العصبي المحيطي، ويلعب دورًا حيويًا في نقل الإشارات الحسية من الوجه إلى الدماغ.
المنشأ والمسار
يبدأ العصب الوجهي الوجني كفرع من العصب الوجني، وهو أحد فروع العصب الفكي العلوي (الفرع الثاني من العصب ثلاثي التوائم). ينشأ العصب الوجني داخل الحجاج، وهو التجويف العظمي الذي يضم العين ومكوناتها. يتفرع العصب الوجني إلى فرعين رئيسيين هما:
- العصب الوجهي الوجني: وهو موضوع هذا المقال.
- العصب الصدغي الوجني: يمر هذا العصب عبر الثقبة الصدغية الوجنية، ويزود الجلد في المنطقة الصدغية بالإحساس.
بعد نشأته من العصب الوجني، يسير العصب الوجهي الوجني داخل الحجاج لمسافة قصيرة قبل أن يدخل قناة صغيرة في عظم الوجنة. يمر العصب عبر هذه القناة، التي تنتهي في الثقبة الوجهية الوجنية الموجودة على السطح الخارجي لعظم الوجنة. يخرج العصب من الثقبة الوجهية الوجنية، حيث يتفرع إلى عدة فروع صغيرة تزود الجلد الذي يغطي بروز الوجنة بالإحساس.
التشريح
يعتبر العصب الوجهي الوجني عصبًا حسيًا خالصًا، مما يعني أنه يحمل فقط الإشارات الحسية من الجلد إلى الدماغ. يتكون العصب من حزمة من الألياف العصبية المغطاة بغشاء واقٍ. يبلغ قطر العصب عادة أقل من ملليمتر واحد، مما يجعله صغيرًا نسبيًا مقارنة بالأعصاب الأخرى في الوجه. يقع العصب الوجهي الوجني بالقرب من الأوعية الدموية الصغيرة التي تزود عظم الوجنة والجلد المحيط به بالدم. وهذا القرب يمكن أن يكون مهمًا أثناء العمليات الجراحية في هذه المنطقة.
الوظيفة
الوظيفة الرئيسية للعصب الوجهي الوجني هي توفير الإحساس للجلد الذي يغطي بروز الوجنة. يشمل ذلك الإحساس باللمس، والضغط، والألم، والحرارة، والبرودة. تلعب هذه الإحساسات دورًا مهمًا في حماية الوجه من الإصابات، وتمكيننا من التفاعل مع البيئة المحيطة بنا. على سبيل المثال، إذا لمسنا سطحًا ساخنًا، فإن العصب الوجهي الوجني سينقل إشارة ألم إلى الدماغ، مما يدفعنا إلى سحب يدنا بسرعة لتجنب الحروق.
بالإضافة إلى ذلك، قد يلعب العصب الوجهي الوجني دورًا في ردود الفعل اللاإرادية، مثل رد الفعل التحذيري عند وجود جسم غريب بالقرب من الوجه. ومع ذلك، فإن الدور الدقيق للعصب في هذه العمليات لا يزال قيد البحث.
الأهمية السريرية
يمكن أن يتأثر العصب الوجهي الوجني بمجموعة متنوعة من الحالات الطبية، بما في ذلك:
- الصدمات: يمكن أن تؤدي الإصابات المباشرة للوجه، مثل الكسور في عظم الوجنة، إلى تلف العصب الوجهي الوجني. يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الإحساس أو تنميل في الجلد الذي يغطي بروز الوجنة.
- العدوى: يمكن أن تسبب العدوى في المنطقة المحيطة بالعصب الوجهي الوجني التهابًا وتلفًا للعصب. يمكن أن يحدث هذا بسبب التهابات الأسنان أو التهابات الجيوب الأنفية.
- الأورام: يمكن أن تضغط الأورام التي تنمو بالقرب من العصب الوجهي الوجني على العصب وتتداخل مع وظيفته. يمكن أن تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة.
- العمليات الجراحية: يمكن أن يؤدي إجراء العمليات الجراحية في منطقة الوجه، مثل عمليات تجميل الوجه أو عمليات إزالة الأورام، إلى تلف العصب الوجهي الوجني. يجب على الجراحين توخي الحذر الشديد لتجنب إتلاف العصب أثناء هذه الإجراءات.
- اعتلال الأعصاب: يمكن أن تتسبب بعض الحالات الطبية، مثل مرض السكري، في تلف الأعصاب في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك العصب الوجهي الوجني.
يمكن أن يؤدي تلف العصب الوجهي الوجني إلى مجموعة متنوعة من الأعراض، بما في ذلك:
- فقدان الإحساس: عدم القدرة على الشعور باللمس، أو الضغط، أو الألم، أو الحرارة، أو البرودة في الجلد الذي يغطي بروز الوجنة.
- تنميل: إحساس بالوخز أو الخدر في الجلد.
- ألم: ألم حارق أو لاذع في المنطقة المصابة.
- ضعف العضلات: في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي تلف العصب الوجهي الوجني إلى ضعف في العضلات التي تتحكم في تعابير الوجه.
التشخيص
يعتمد تشخيص تلف العصب الوجهي الوجني عادة على الفحص البدني والتاريخ الطبي للمريض. قد يقوم الطبيب بإجراء اختبارات حسية لتقييم قدرة المريض على الشعور باللمس، والضغط، والألم، والحرارة، والبرودة في الجلد الذي يغطي بروز الوجنة. في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء دراسات توصيل عصبي لتقييم وظيفة العصب.
العلاج
يعتمد علاج تلف العصب الوجهي الوجني على السبب الكامن وراء التلف. في بعض الحالات، قد لا يكون العلاج ضروريًا، وقد يتعافى العصب من تلقاء نفسه. في حالات أخرى، قد يكون العلاج الطبي أو الجراحي ضروريًا.
تشمل خيارات العلاج المحتملة ما يلي:
- الأدوية: يمكن استخدام الأدوية لتخفيف الألم، أو تقليل الالتهاب، أو علاج العدوى.
- العلاج الطبيعي: يمكن استخدام العلاج الطبيعي لتحسين نطاق الحركة، وتقوية العضلات، وتحسين الإحساس.
- الجراحة: قد تكون الجراحة ضرورية لإصلاح العصب التالف، أو إزالة ورم يضغط على العصب.
في بعض الحالات، قد لا يكون من الممكن استعادة وظيفة العصب بالكامل. في هذه الحالات، قد يركز العلاج على مساعدة المريض على التكيف مع فقدان الإحساس.
نصائح للحفاظ على صحة العصب الوجهي الوجني
على الرغم من عدم وجود طرق مؤكدة لمنع تلف العصب الوجهي الوجني، إلا أن هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة العصب:
- ارتداء معدات واقية: عند المشاركة في الأنشطة التي قد تؤدي إلى إصابة الوجه، مثل الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي، يجب ارتداء معدات واقية، مثل واقي الوجه.
- الحفاظ على صحة الأسنان: يمكن أن تساعد العناية الجيدة بالأسنان في منع العدوى التي قد تؤثر على العصب الوجهي الوجني.
- السيطرة على مرض السكري: إذا كنت مصابًا بداء السكري، فمن المهم التحكم في مستويات السكر في الدم للمساعدة في منع تلف الأعصاب.
- تجنب التدخين: يمكن أن يؤدي التدخين إلى تلف الأعصاب في جميع أنحاء الجسم.
خاتمة
العصب الوجهي الوجني هو عصب حسي صغير يلعب دورًا مهمًا في توفير الإحساس للجلد الذي يغطي بروز الوجنة. يمكن أن يتأثر هذا العصب بمجموعة متنوعة من الحالات الطبية، بما في ذلك الصدمات، والعدوى، والأورام، والعمليات الجراحية. يعتمد علاج تلف العصب الوجهي الوجني على السبب الكامن وراء التلف، وقد يشمل الأدوية، أو العلاج الطبيعي، أو الجراحة. على الرغم من عدم وجود طرق مؤكدة لمنع تلف العصب الوجهي الوجني، إلا أن هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة العصب.