<![CDATA[
التعريف والتسمية
يُعرف اضطراب المفتعل المفروض على آخر (FDIA) بأكثر من اسم، مما قد يسبب بعض الالتباس. تشمل المصطلحات المستخدمة بشكل شائع ما يلي:
- اضطراب المفتعل المفروض على آخر (FDIA): هذا هو المصطلح الحالي المفضل في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الطبعة الخامسة (DSM-5).
- المرض المصطنع أو المستحث من قبل مقدمي الرعاية (FII): يُستخدم هذا المصطلح بشكل متزايد، خاصة في الأوساط الطبية والقانونية، لأنه يركز على سلوك مقدم الرعاية بدلاً من تشخيص الطفل.
- متلازمة مونخهاوزن بالوكالة (MSBP): هذا هو المصطلح الأصلي الذي صاغه الدكتور ريتشارد آشر في عام 1977. على الرغم من أنه لا يزال قيد الاستخدام، إلا أنه يعتبر أقل دقة وأكثر إشكالية لأنه يضع اللوم ضمنيًا على الطفل.
بغض النظر عن المصطلح المستخدم، فإن السمة المميزة لهذا الاضطراب هي تزييف أو إحداث أعراض مرضية من قبل شخص واحد في شخص آخر، بهدف الحصول على الاهتمام والتعاطف.
الأعراض والعلامات
قد يكون من الصعب اكتشاف اضطراب المفتعل المفروض على آخر (FDIA) لأن المعتدي غالبًا ما يكون ماهرًا في التلاعب والخداع. ومع ذلك، هناك بعض العلامات الحمراء التي قد تشير إلى وجود هذه المشكلة:
- تاريخ طبي غير متناسق أو غير منطقي: قد يقدم مقدم الرعاية تاريخًا طبيًا مفصلاً ولكنه غالبًا ما يكون غير متسق أو غير مدعوم بالأدلة.
- أعراض غامضة أو غير مبررة طبيًا: قد يعاني الطفل من أعراض لا تتناسب مع أي حالة طبية معروفة، أو قد تكون الأعراض متناقضة.
- نتائج معملية غير متوافقة مع الحالة السريرية: قد يقدم مقدم الرعاية نتائج معملية معدلة أو ملفقة.
- طلب متكرر لإجراءات طبية أو جراحية: قد يصر مقدم الرعاية على إجراء المزيد من الاختبارات والإجراءات، حتى عندما لا تكون ضرورية أو مناسبة.
- مبالغة في الأعراض أو تزييفها: قد يبالغ مقدم الرعاية في أعراض الطفل أو حتى يخترع أعراضًا جديدة.
- تخريب العلاج: قد يتداخل مقدم الرعاية مع علاج الطفل، مما يؤدي إلى تفاقم حالته.
- السعي للحصول على اهتمام وتعاطف: يبدو أن مقدم الرعاية يستمتع بدور مقدم الرعاية المخلص والمضحي، ويبحث عن الاهتمام والتعاطف من الآخرين.
- تاريخ من المرض النفسي أو الإيذاء: غالبًا ما يكون لدى المعتدي تاريخ من المرض النفسي أو الإيذاء في طفولته.
من المهم ملاحظة أن وجود واحدة أو أكثر من هذه العلامات لا يعني بالضرورة وجود اضطراب المفتعل المفروض على آخر (FDIA). ومع ذلك، إذا كانت هناك مخاوف، فيجب إجراء تحقيق شامل.
الأسباب وعوامل الخطر
لا يزال السبب الدقيق لاضطراب المفتعل المفروض على آخر (FDIA) غير مفهوم تمامًا، ولكن يُعتقد أنه مزيج من العوامل النفسية والاجتماعية. تشمل بعض عوامل الخطر المحتملة ما يلي:
- تاريخ من المرض النفسي: غالبًا ما يعاني المعتدون من اضطرابات نفسية مثل اضطراب الشخصية الحدية أو اضطراب الشخصية النرجسية أو اضطراب المفتعل.
- تاريخ من الإيذاء أو الإهمال في الطفولة: قد يكون المعتدون قد تعرضوا للإيذاء أو الإهمال في طفولتهم، مما قد يؤدي إلى مشاكل في التعلق والتقدير الذاتي.
- الحاجة إلى الاهتمام والتعاطف: قد يستخدم المعتدون تزييف أو إحداث المرض في الآخرين للحصول على الاهتمام والتعاطف الذي يفتقرون إليه.
- معرفة واسعة بالمصطلحات الطبية: غالبًا ما يكون لدى المعتدين معرفة واسعة بالمصطلحات الطبية والأعراض، مما يمكنهم من تزييف أو إحداث المرض بشكل مقنع.
- صعوبة في التعامل مع التوتر: قد يستخدم المعتدون تزييف أو إحداث المرض كوسيلة للتعامل مع التوتر أو القلق.
- ضعف مهارات حل المشكلات: قد يكون لدى المعتدين صعوبة في حل المشكلات بطرق صحية، مما قد يدفعهم إلى استخدام تزييف أو إحداث المرض كوسيلة للتعامل مع الصعوبات.
التشخيص
تشخيص اضطراب المفتعل المفروض على آخر (FDIA) هو عملية معقدة تتطلب تعاونًا بين المهنيين الطبيين والنفسيين والاجتماعيين. لا يوجد اختبار واحد يمكن استخدامه لتشخيص هذا الاضطراب، ولكن يجب أن يستند التشخيص إلى تقييم شامل للتاريخ الطبي والسلوك والمشاعر لكل من مقدم الرعاية والضحية.
تتضمن عملية التشخيص عادةً ما يلي:
- مقابلات مع مقدم الرعاية والضحية: يجب إجراء مقابلات منفصلة مع مقدم الرعاية والضحية لجمع معلومات حول تاريخهم الطبي وسلوكهم ومشاعرهم.
- مراجعة السجلات الطبية: يجب مراجعة السجلات الطبية للضحية بعناية للبحث عن أي تناقضات أو أنماط مشبوهة.
- المراقبة المباشرة: يجب مراقبة تفاعل مقدم الرعاية والضحية عن كثب للبحث عن أي سلوكيات مشبوهة.
- استشارة الأخصائيين: قد يكون من الضروري استشارة الأخصائيين في مجالات مثل طب الأطفال وعلم النفس والطب الشرعي للمساعدة في التشخيص.
يجب أن يستند التشخيص إلى معايير محددة، بما في ذلك:
- تزييف أو إحداث أعراض مرضية في شخص آخر.
- تقديم الضحية على أنها مريضة أو مصابة أو معاقة.
- عدم وجود مكاسب مادية واضحة وراء السلوك.
- السلوك ليس بسبب اضطراب نفسي آخر.
العلاج
علاج اضطراب المفتعل المفروض على آخر (FDIA) يمثل تحديًا كبيرًا ويتطلب تدخلًا متعدد التخصصات. الهدف الرئيسي هو حماية الضحية من المزيد من الأذى ومعالجة الاحتياجات النفسية لكل من مقدم الرعاية والضحية.
يشمل العلاج عادةً ما يلي:
- فصل الضحية عن المعتدي: هذا هو الخطوة الأولى والأكثر أهمية في العلاج. يجب حماية الضحية من المزيد من الأذى عن طريق إزالتها من رعاية المعتدي.
- العلاج النفسي للضحية: يحتاج الضحية إلى علاج نفسي لمساعدتها على التعامل مع الصدمة التي تعرضت لها. قد يشمل العلاج العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج باللعب أو العلاج الأسري.
- العلاج النفسي للمعتدي: قد يحتاج المعتدي أيضًا إلى علاج نفسي لمعالجة المشاكل النفسية الأساسية التي تدفع سلوكه. قد يشمل العلاج العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج الديناميكي النفسي أو العلاج الجماعي.
- التدخل القانوني: قد يكون التدخل القانوني ضروريًا لحماية الضحية ومحاسبة المعتدي. قد يشمل ذلك أوامر الحماية أو الملاحقة الجنائية.
- المتابعة طويلة الأمد: يجب أن تتلقى كل من الضحية والمعتدي متابعة طويلة الأمد للتأكد من سلامة الضحية ومنع تكرار الإساءة.
الوقاية
الوقاية من اضطراب المفتعل المفروض على آخر (FDIA) أمر صعب، ولكنه ممكن من خلال زيادة الوعي وتدريب المهنيين الذين يعملون مع الأطفال وكبار السن الضعفاء. يجب أن يكون المهنيون الطبيون والاجتماعيون والمعلمون على دراية بالعلامات الحمراء لهذا الاضطراب وأن يكونوا على استعداد للإبلاغ عن أي مخاوف.
تشمل استراتيجيات الوقاية المحتملة ما يلي:
- تثقيف المهنيين: يجب تثقيف المهنيين الذين يعملون مع الأطفال وكبار السن الضعفاء حول اضطراب المفتعل المفروض على آخر (FDIA) وعلاماته الحمراء.
- تشجيع الإبلاغ: يجب تشجيع المهنيين على الإبلاغ عن أي مخاوف بشأن احتمال وجود اضطراب المفتعل المفروض على آخر (FDIA).
- توفير الدعم للأسر: يجب توفير الدعم للأسر التي تعاني من التوتر أو الصعوبات النفسية.
- تعزيز الصحة النفسية: يجب تعزيز الصحة النفسية للأفراد في جميع الأعمار.
التأثير على الضحية
يمكن أن يكون لاضطراب المفتعل المفروض على آخر (FDIA) آثار مدمرة على الضحية. قد يعاني الضحية من:
- مشاكل طبية غير ضرورية: قد يخضع الضحية لإجراءات طبية وجراحية غير ضرورية، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
- صدمة نفسية: قد يعاني الضحية من صدمة نفسية بسبب الإيذاء والخداع الذي تعرض له.
- مشاكل في التعلق: قد يواجه الضحية صعوبة في تكوين علاقات صحية بسبب الخيانة التي تعرض لها.
- مشاكل في الهوية: قد يواجه الضحية صعوبة في تطوير هوية صحية بسبب التلاعب الذي تعرض له.
- الموت: في بعض الحالات، يمكن أن يكون اضطراب المفتعل المفروض على آخر (FDIA) قاتلاً.
خاتمة
اضطراب المفتعل المفروض على آخر (FDIA) هو شكل خطير من أشكال الإساءة يتطلب تدخلًا فوريًا. من خلال زيادة الوعي وتدريب المهنيين وتوفير الدعم للأسر، يمكننا المساعدة في حماية الضحايا ومنع تكرار هذه الإساءة المروعة. يتطلب التعامل مع هذه الحالات تعاوناً وثيقاً بين الأطباء، الأخصائيين النفسيين، والعاملين الاجتماعيين لضمان سلامة الضحية وتوفير الدعم اللازم للشفاء.