الطائرة الأمريكية بي-25 ميتشل
بي-25 ميتشل (B-25 Mitchell) هي طائرة قاذفة قنابل متوسطة أمريكية الصنع، خدمت خلال الحرب العالمية الثانية، ولاحقًا في العديد من القوات الجوية حول العالم. تم تصميمها وتصنيعها بواسطة شركة نورث أمريكان للطيران. سُميت الطائرة على اسم الجنرال ويليام “بيلي” ميتشل، رائد الطيران العسكري الأمريكي، تكريمًا لمساهماته في تطوير القوة الجوية.
اكتسبت البي-25 ميتشل شهرة واسعة لدورها في غارة دوليتل الجريئة في أبريل 1942، حيث انطلقت 16 طائرة بي-25 من حاملة الطائرات يو إس إس هورنت لضرب أهداف في اليابان، مما رفع الروح المعنوية الأمريكية في بداية الحرب. استُخدمت البي-25 في جميع مسارح الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك أوروبا والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الهادئ، في مجموعة متنوعة من المهام، مثل قصف الارتفاع المتوسط، والهجوم الأرضي، والدوريات البحرية.
التصميم والتطوير:
بدأ تطوير البي-25 في أواخر الثلاثينيات استجابةً لطلب الجيش الأمريكي للحصول على قاذفة قنابل متوسطة. كان التصميم الأولي يتميز بجناح متوسط التركيب، وجسم طائرة انسيابي، واثنين من محركات رايت سايكلون شعاعية. تميزت الطائرة أيضًا بأنف زجاجي يوفر رؤية ممتازة للطاقم، بالإضافة إلى معدات هبوط ثلاثية العجلات، مما يسهل التعامل معها على الأرض.
خضعت البي-25 لعدة تحسينات وتعديلات طوال فترة إنتاجها. تم تطوير نماذج لاحقة، مثل B-25D وB-25J، بزيادة في القدرة النارية، وتحسينات في التدريع، وميزات أخرى. تم إنتاج أكثر من 9800 طائرة من طراز بي-25 خلال الحرب العالمية الثانية، مما يجعلها واحدة من أكثر الطائرات القاذفة المتوسطة إنتاجًا في تلك الحقبة.
الخصائص التقنية:
- الطاقم: 6 أفراد (طيار، مساعد طيار، ملاح، مدفعي علوي، مدفعي بطني، مدفعي ذيل)
- الطول: 16.13 متر
- باع الجناح: 20.60 متر
- الارتفاع: 4.98 متر
- الوزن فارغة: 9,890 كجم
- الوزن الأقصى للإقلاع: 15,876 كجم
- المحركات: 2 × محركات رايت آر-2600-9 شعاعية مزدوجة التوربين، بقوة 1,700 حصان لكل محرك
- السرعة القصوى: 438 كم/ساعة
- المدى: 2,172 كم
- سقف الخدمة: 7,620 متر
- التسليح: ما يصل إلى 12 مدفع رشاش عيار 0.50 بوصة (12.7 ملم)، وما يصل إلى 3,000 رطل (1,361 كجم) من القنابل
الخدمة التشغيلية:
شاركت البي-25 ميتشل في مجموعة واسعة من العمليات القتالية خلال الحرب العالمية الثانية. بالإضافة إلى غارة دوليتل، لعبت دورًا حيويًا في حملات المحيط الهادئ، حيث استخدمت لمهاجمة السفن الحربية اليابانية، والقواعد الجوية، والمنشآت الأخرى. في أوروبا، تم استخدام البي-25 في مهام قصف الارتفاع المتوسط ضد أهداف في فرنسا وألمانيا وإيطاليا.
بعد الحرب العالمية الثانية، استمرت البي-25 في الخدمة مع العديد من القوات الجوية حول العالم. تم استخدامها في أدوار مختلفة، مثل التدريب، والنقل، والاستطلاع. تم سحب العديد من طائرات البي-25 من الخدمة في الخمسينيات والستينيات، ولكن لا يزال عدد قليل منها يطير اليوم كطائرات حربية قديمة.
إرث البي-25 ميتشل:
تُعتبر البي-25 ميتشل واحدة من أنجح الطائرات القاذفة المتوسطة في الحرب العالمية الثانية. كانت طائرة قوية ومتعددة الاستخدامات لعبت دورًا حيويًا في هزيمة قوى المحور. لا تزال البي-25 تحظى بالإعجاب من قبل عشاق الطيران والمؤرخين العسكريين على حد سواء، وهي بمثابة شهادة على براعة المهندسين والمصممين الذين قاموا بإنشائها.
بلاكبيرن بي-25
قد تشير بلاكبيرن بي-25 (Blackburn B-25) إلى:
بلاكبيرن بي.25 روك (Blackburn B.25 Roc) هي طائرة مقاتلة بحرية بريطانية الصنع، طُورت في أواخر الثلاثينيات من قبل شركة بلاكبيرن للطائرات. كانت الروك نسخة من طائرة بلاكبيرن سكوا (Blackburn Skua) مع استبدال قاذفة القنابل الموجودة فيها ببرج مدفع رشاش رباعي. كان الهدف من هذا التصميم هو توفير مقاتلة دفاعية قادرة على حماية الأسطول من هجمات الطائرات.
التصميم والتطوير:
نشأت فكرة تصميم طائرة مقاتلة مزودة ببرج مدفع رشاش من الاعتقاد السائد في ذلك الوقت بأن الطائرات المقاتلة التقليدية ستكون غير قادرة على اعتراض القاذفات الحديثة عالية السرعة. كان يُعتقد أن البرج المدفع الرشاش، الذي يمكن التحكم فيه عن بُعد، سيوفر قدرة نارية أكبر وقدرة على إصابة الأهداف من أي زاوية.
تم تطوير الروك بناءً على هيكل طائرة بلاكبيرن سكوا، وهي قاذفة قنابل وغواصات ناجحة بالفعل في الخدمة مع الأسطول الجوي البحري. تم استبدال حجرة القنابل الموجودة في السكوا ببرج بولتون بول (Boulton Paul) رباعي المدافع الرشاشة عيار 0.303 بوصة (7.7 ملم). كان البرج يقع في الجزء الخلفي من جسم الطائرة، ويمكن تدويره بزاوية 360 درجة، وكان لديه نطاق ارتفاع كبير.
الخصائص التقنية:
- الطاقم: 2 (طيار ومدفعي)
- الطول: 10.82 متر
- باع الجناح: 14.02 متر
- الارتفاع: 3.81 متر
- الوزن فارغة: 2,563 كجم
- الوزن الأقصى للإقلاع: 3,727 كجم
- المحرك: 1 × بريستول بيرسيوس XII شعاعي، بقوة 900 حصان
- السرعة القصوى: 359 كم/ساعة
- المدى: 1,287 كم
- سقف الخدمة: 5,790 متر
- التسليح: 4 × مدافع رشاشة عيار 0.303 بوصة (7.7 ملم) في برج
الخدمة التشغيلية:
دخلت البلاكبيرن روك الخدمة مع الأسطول الجوي البحري في عام 1939. ومع ذلك، سرعان ما أصبح من الواضح أن الطائرة كانت تعاني من عدة أوجه قصور. كانت الروك بطيئة وغير قادرة على المناورة مقارنة بالمقاتلات الحديثة الأخرى، وكان برج المدفع الرشاش يضيف وزنًا كبيرًا ويقلل من أداء الطائرة. بالإضافة إلى ذلك، كان البرج عرضة للأعطال الميكانيكية، وغالبًا ما كان غير فعال في القتال.
ونتيجة لذلك، تم سحب الروك بسرعة من الخدمة القتالية في عام 1940، وتم استخدامها في أدوار ثانوية، مثل التدريب والإنقاذ البحري. تم استبدالها بمقاتلات أكثر قدرة، مثل هوكر سي هوريكان وفيري فايرفلاي.
إرث البلاكبيرن روك:
تُعتبر البلاكبيرن روك عمومًا فشلًا في التصميم. أثبتت أن مفهوم المقاتلة المزودة ببرج مدفع رشاش غير عملي، وأن الطائرة كانت غير قادرة على المنافسة مع المقاتلات الحديثة الأخرى. ومع ذلك، فإن الروك بمثابة درس قيم في تاريخ الطيران، وتسلط الضوء على أهمية الأداء والقدرة على المناورة في تصميم الطائرات المقاتلة.
استخدامات أخرى
بالإضافة إلى ما سبق، قد يشير الرمز B25 إلى:
- رمز تصنيف طبي: في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10)، يُستخدم الرمز B25 للإشارة إلى مرض داء الفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus disease).
خاتمة
في الختام، يشير مصطلح “B25” إلى عدة مفاهيم مختلفة، أبرزها الطائرة الأمريكية بي-25 ميتشل، وهي قاذفة قنابل متوسطة خدمت في الحرب العالمية الثانية، وطائرة بلاكبيرن بي-25 روك، وهي طائرة مقاتلة بحرية بريطانية مزودة ببرج مدفع رشاش. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يشير الرمز B25 إلى رمز تصنيف طبي يتعلق بمرض داء الفيروس المضخم للخلايا. يجب الانتباه إلى السياق لتحديد المعنى المقصود.