<![CDATA[
حياته المبكرة
وُلد هيمات راي في قرية جاهلوار في البنجاب، الهند، لعائلة من الطبقة العاملة. كان والده جولاتي، وهو جامِع مياه، يُعرف بتفانيه في خدمة المجتمع. تلقى هيمات راي تعليمه الأولي في القرية، وسرعان ما أظهر اهتمامًا بالدين والفلسفة.
في شبابه، سافر هيمات راي كثيرًا، والتقى بالعديد من القديسين والمتصوفين. تأثر بشدة بتعاليم جورو ناناك، مؤسس السيخية. بدأ يعتقد أن الله واحد، وأن جميع الناس متساوون بغض النظر عن الدين أو العقيدة. كما آمن بأهمية الخدمة الذاتية والعمل الجاد.
انضمامه إلى الخالصة
في عام 1699، دعا جورو جوبيند سينغ السيخ من جميع أنحاء الهند للتجمع في أناندبور صاحب. كان جورو جوبيند سينغ يعتزم إنشاء مجتمع جديد من السيخ المخلصين الذين سيكونون على استعداد للتضحية بحياتهم من أجل الدين. عندما طلب الجورو متطوعين للتضحية برأسهم، تقدم هيمات راي مع أربعة آخرين. هؤلاء الرجال الخمسة أصبحوا يُعرفون باسم “بانج بياري”، أو الخمسة المحبوبين.
بعد اختيارهم، أجرى جورو جوبيند سينغ طقوسًا خاصة تُعرف باسم “أمريت سانسكار” (Amrit Sanskar)، والتي تم من خلالها منحهم هوية جديدة وأمرهم بالالتزام بقواعد سلوك صارمة. أصبح هيمات راي هيمات سينغ، وأُمر هو وبقية “بانج بياري” بالحفاظ على خمسة رموز: كيش (شعر غير مقصوص)، و كانغا (مشط خشبي)، وكارا (سوار فولاذي)، و كيربان (خنجر)، و كاتشيرا (ملابس داخلية خاصة).
أصبح “بانج بياري” العمود الفقري للخالصة، وهو مجتمع السيخ المُبادِر. لقد كانوا مسؤولين عن حماية السيخية ونشر رسالة جورو جوبيند سينغ. سافر هيمات سينغ على نطاق واسع، ودعوة الناس لاعتناق السيخية. كما حارب في العديد من المعارك ضد المغول، الذين كانوا يضطهدون السيخ.
إسهاماته في السيخية
كان لهيمات سينغ مساهمات كبيرة في السيخية. فهو أحد “بانج بياري”، الذين لعبوا دورًا حاسمًا في إنشاء الخالصة. كما كان محاربًا شجاعًا وداعية مخلصًا للسيخية. لقد ألهمت حياته عددًا لا يحصى من السيخ لعيش حياة الإخلاص والخدمة.
- المشاركة في تأسيس الخالصة: كان هيمات سينغ جزءًا من المجموعة الأولى من “بانج بياري” الذين تم اختيارهم لبدء الخالصة. لقد لعب دورًا حيويًا في إنشاء مجتمع السيخ المخلصين الذين كانوا على استعداد للتضحية بحياتهم من أجل دينهم.
- الشجاعة في المعارك: قاتل هيمات سينغ بشجاعة في العديد من المعارك ضد المغول، مما يدل على التزامه بحماية السيخية.
- نشر رسالة السيخية: سافر هيمات سينغ على نطاق واسع، ودعا الناس لاعتناق السيخية، مما ساهم في انتشار رسالة جورو جوبيند سينغ.
استشهاده
استشهد هيمات سينغ في عام 1705 أثناء القتال ضد المغول في معركة شامكور صاحب. كان هو وبقية السيخ متفوقين عدديًا، لكنهم قاتلوا بشجاعة حتى النهاية. يُنظر إلى استشهاده على أنه مثال للتضحية بالنفس والإخلاص.
تُعتبر معركة شامكور صاحب واحدة من أكثر المعارك بطولية في تاريخ السيخ. في هذه المعركة، حاصر جيش المغول بقيادة الوزير خان حصن شامكور حيث كان جورو جوبيند سينغ ومعه 40 من السيخ. على الرغم من التفوق العددي الساحق، قرر السيخ القتال حتى النهاية. قُتل جميع السيخ الأربعين، بمن فيهم هيمات سينغ، في المعركة. يعتبر استشهادهم مثالًا على الشجاعة والتضحية بالنفس والإخلاص.
لا يزال السيخ يتذكرون هيمات سينغ حتى اليوم لبسالته وتفانيه وإخلاصه. يُنظر إليه على أنه مثال يحتذى به لجميع السيخ.
إرثه
يستمر إرث هيمات سينغ في إلهام السيخ في جميع أنحاء العالم. يُنظر إليه على أنه رمز للشجاعة والتفاني والإخلاص. تُروى قصة حياته للأجيال الشابة من السيخ لتعليمهم أهمية هذه القيم.
توجد العديد من المعالم الأثرية التي تم تشييدها تكريما لهيمات سينغ، بما في ذلك:
- جوردوارا هيمات سار صاحب في جاهلوار: تم بناء هذا الجوردوارا في مسقط رأسه تكريما له.
- جوردوارا شهيد بورا صاحب في شامكور صاحب: تم بناء هذا الجوردوارا في موقع استشهاده.
تعتبر هذه المعالم الأثرية أماكن مهمة للحج للسيخ.
خاتمة
بهاي هيمات سينغ كان شخصية بارزة في تاريخ السيخية. كواحد من “بانج بياري”، لعب دورًا حاسمًا في تأسيس الخالصة. لقد كانت حياته مثالًا للشجاعة والتفاني والإخلاص. استشهاده في معركة شامكور صاحب هو رمز للتضحية بالنفس والإخلاص. سيستمر إرثه في إلهام السيخ لأجيال قادمة.