<![CDATA[
مقدمة
تشارلز فرانكلين ثوينغ (9 نوفمبر 1853 – 29 أغسطس 1937) كان رجل دين ومعلمًا أمريكيًا بارزًا. اشتهر برئاسته الطويلة الأمد لجامعة ويسترن ريزيرف (لاحقًا جامعة كيس ويسترن ريزيرف) وبكتاباته الغزيرة حول التعليم العالي والشباب. لعب دورًا محوريًا في تطوير الجامعة وجعلها مؤسسة بحثية مرموقة.
نشأته وتعليمه
ولد تشارلز فرانكلين ثوينغ في نيو شارون بولاية مين في 9 نوفمبر 1853. تلقى تعليمه المبكر في المدارس المحلية قبل التحاقه بكلية هارفارد، حيث تفوق أكاديميًا وتخرج في عام 1876. خلال فترة وجوده في هارفارد، طور اهتمامًا عميقًا بالفلسفة واللاهوت، مما أثر على مسيرته المهنية اللاحقة.
بعد تخرجه من هارفارد، التحق بمدرسة أندوفر اللاهوتية، حيث درس اللاهوت وتعمق في فهمه للكتاب المقدس. أكمل دراسته اللاهوتية في عام 1879، وحصل على الإجازة للوعظ في الكنيسة الجماعية.
حياته المهنية
بدأ ثوينغ حياته المهنية كقس في كنيسة نورث كامبريدج الجماعية في ماساتشوستس، حيث خدم من عام 1879 إلى عام 1886. خلال فترة وجوده في الكنيسة، اكتسب سمعة طيبة كواعظ مؤثر وزعيم مجتمعي. ركزت خطبه على القضايا الاجتماعية والأخلاقية، وجذبت إليه أعدادًا كبيرة من المصلين.
في عام 1890، تم تعيين ثوينغ رئيسًا لجامعة ويسترن ريزيرف في كليفلاند بولاية أوهايو. كانت هذه بداية فترة طويلة ومثمرة قضاها في قيادة الجامعة. تحت قيادته، شهدت الجامعة نموًا وتوسعًا كبيرين، وأصبحت واحدة من المؤسسات التعليمية الرائدة في البلاد.
رئاسة جامعة ويسترن ريزيرف
تولى ثوينغ رئاسة جامعة ويسترن ريزيرف في وقت كانت فيه الجامعة تمر بمرحلة انتقالية. سعى إلى تحويلها من كلية إقليمية صغيرة إلى جامعة بحثية وطنية. لتحقيق هذا الهدف، قام بتنفيذ عدد من المبادرات الهامة:
- توسيع المناهج الدراسية: قام ثوينغ بتوسيع المناهج الدراسية بالجامعة لتشمل مجموعة واسعة من التخصصات، بما في ذلك العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية. كما قام بإنشاء برامج جديدة للدراسات العليا.
- تحسين هيئة التدريس: عمل ثوينغ على جذب وتعيين أعضاء هيئة تدريس متميزين من جميع أنحاء البلاد. كما قام بإنشاء برامج لتطوير أعضاء هيئة التدريس الحاليين.
- زيادة التمويل: قام ثوينغ بجهود كبيرة لزيادة التمويل للجامعة. نجح في الحصول على تبرعات كبيرة من الخريجين والشركات والمؤسسات.
- تطوير المرافق: أشرف ثوينغ على بناء العديد من المباني الجديدة في الحرم الجامعي، بما في ذلك المكتبات والمختبرات والقاعات الدراسية.
بفضل جهوده، شهدت جامعة ويسترن ريزيرف نموًا كبيرًا في عدد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموارد المالية. كما تحسنت السمعة الأكاديمية للجامعة بشكل كبير. يعتبر ثوينغ على نطاق واسع أحد أنجح رؤساء الجامعات في تاريخ الولايات المتحدة.
كتاباته
كان ثوينغ مؤلفًا غزير الإنتاج، حيث كتب العديد من الكتب والمقالات حول التعليم العالي والشباب. تشمل أبرز أعماله:
- “التعليم العالي الأمريكي: التاريخ والقيّم” (American Colleges: Their Students and Work)
- “الشباب والكليات” (College Administration)
- “الأسرة والكليات” (The Family and the College)
- “ماذا تفعل مع حياتك” (What Education is of Most Worth)
غالبًا ما كانت كتابات ثوينغ تستكشف العلاقة بين التعليم والشخصية والأخلاق. كان يعتقد أن التعليم يجب أن يهدف إلى تطوير الأفراد المتكاملين الذين يتمتعون بالمعرفة والمهارات والقيم اللازمة لتحقيق النجاح في الحياة.
مساهماته في التعليم العالي
قدم ثوينغ مساهمات كبيرة في مجال التعليم العالي في الولايات المتحدة. كان مدافعًا قويًا عن التعليم الليبرالي، وكان يعتقد أن التعليم يجب أن يركز على تطوير التفكير النقدي وحل المشكلات ومهارات الاتصال. كما كان من المؤيدين المتحمسين للبحث العلمي.
لعب ثوينغ دورًا قياديًا في العديد من المنظمات التعليمية، بما في ذلك جمعية رؤساء الكليات والجامعات الأمريكية ورابطة الجامعات الأمريكية. كان أيضًا عضوًا في مجلس أمناء مؤسسة كارنيجي للنهوض بالتدريس.
حياته الشخصية
تزوج ثوينغ مرتين. تزوج أولاً من سوزان إليزابيث وارن في عام 1879، وأنجبا ثلاثة أطفال. توفيت سوزان في عام 1898. في عام 1906، تزوج ثوينغ من ماري بيلي تيبتس. لم ينجب تشارلز وماري أطفالًا.
كان ثوينغ رجلًا يتمتع بشخصية جذابة ومحبوبة. كان يتمتع بحس دعابة رائع وكان يتمتع بصداقة واسعة. كان أيضًا ملتزمًا بشدة بخدمة مجتمعه.
إرثه
توفي تشارلز فرانكلين ثوينغ في كليفلاند بولاية أوهايو في 29 أغسطس 1937، عن عمر يناهز 83 عامًا. ترك وراءه إرثًا دائمًا كمربٍ وقائد بارز. ساعد في تحويل جامعة ويسترن ريزيرف إلى مؤسسة بحثية مرموقة، وأثرت كتاباته على أجيال من المعلمين والطلاب. لا تزال مساهماته في التعليم العالي موضع تقدير حتى اليوم.
لا يزال اسم تشارلز فرانكلين ثوينغ مرتبطًا بالتميز الأكاديمي والقيادة الفعالة في مجال التعليم العالي. يعتبر رمزًا للالتزام بتطوير التعليم وخدمة المجتمع.
الجوائز والتكريمات
حصل تشارلز فرانكلين ثوينغ على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياته المهنية، بما في ذلك:
- دكتوراه فخرية في القانون من كلية هارفارد
- دكتوراه فخرية في اللاهوت من جامعة أوبرلين
- عضوية في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم
خاتمة
كان تشارلز فرانكلين ثوينغ شخصية بارزة في مجال التعليم العالي في الولايات المتحدة. بفضل قيادته ورؤيته، ساهم بشكل كبير في تطوير جامعة ويسترن ريزيرف وجعلها مؤسسة تعليمية رائدة. كما ترك إرثًا دائمًا من خلال كتاباته ومساهماته في مجال التعليم الليبرالي. سيظل ثوينغ رمزًا للتميز الأكاديمي والقيادة الفعالة في مجال التعليم.