نشأته وتعليمه
ولد روبن غولد توايتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، وتلقى تعليمه المبكر في المدارس المحلية. أظهر شغفًا مبكرًا بالقراءة والتاريخ، مما دفعه لمواصلة تعليمه في جامعة ييل المرموقة. خلال فترة دراسته في ييل، انخرط توايتس في الأنشطة الطلابية المختلفة، وأظهر قدرات قيادية واضحة. تخرج من جامعة ييل عام 1876، حاملاً معه أساسًا قويًا في العلوم الإنسانية والتاريخ.
مسيرته المهنية
بعد تخرجه، بدأ توايتس مسيرته المهنية في مجال الصحافة، حيث عمل في عدة صحف ومجلات. اكتسب خبرة قيمة في الكتابة والتحرير، وتعلم كيفية البحث عن المعلومات وتقديمها بأسلوب واضح وجذاب. سرعان ما انتقل إلى مجال المكتبات، حيث وجد شغفه الحقيقي. في عام 1887، تم تعيينه أمينًا لمكتبة ولاية ويسكونسن التاريخية، وهو المنصب الذي شغله حتى وفاته.
خلال فترة عمله كأمين للمكتبة، قام توايتس بتحويل المكتبة إلى واحدة من أبرز المكتبات التاريخية في البلاد. قام بتوسيع مجموعات المكتبة بشكل كبير، وأنشأ برامج جديدة لحفظ الوثائق التاريخية وجعلها في متناول الباحثين والجمهور. كان توايتس مؤمنًا بشدة بأهمية إتاحة التاريخ للجميع، وعمل بلا كلل لتحقيق هذا الهدف.
إسهاماته في الكتابة التاريخية
بالإضافة إلى عمله كأمين للمكتبة، كان توايتس مؤلفًا غزير الإنتاج وكاتبًا تاريخيًا موهوبًا. كتب العديد من الكتب والمقالات حول تاريخ الغرب الأوسط الأمريكي، بما في ذلك تاريخ ويسكونسن، وتاريخ الاستكشاف الغربي، وتاريخ الأمريكيين الأصليين. تميزت كتابات توايتس بالدقة والشمولية والأسلوب السهل الممتنع، مما جعلها تحظى بتقدير واسع من قبل المؤرخين والجمهور على حد سواء.
من بين أبرز أعماله:
- “فرانسيس باركمان” (Francis Parkman): سيرة ذاتية للمؤرخ الأمريكي الشهير.
- “تاريخ ويسكونسن” (Wisconsin: The Americanization of a French Settlement): دراسة شاملة لتاريخ ولاية ويسكونسن.
- “رحلات جديدة واستكشافات الأب لويس هنبين” (A New Discovery of a Vast Country in America by Father Louis Hennepin): ترجمة وتحرير لعمل تاريخي مهم عن الاستكشاف الفرنسي لأمريكا الشمالية.
- “رسائل من الحدود الغربية” (Early Western Travels, 1748-1846): سلسلة من المجلدات التي تضم روايات مباشرة من المستكشفين والمستوطنين الأوائل في الغرب الأمريكي.
مشروع “الرحلات الغربية المبكرة”
يعتبر مشروع “الرحلات الغربية المبكرة” (Early Western Travels, 1748-1846) من أبرز إنجازات روبن غولد توايتس. يتكون هذا المشروع الضخم من 32 مجلدًا، ويضم مجموعة واسعة من الروايات واليوميات والرسائل التي كتبها المستكشفون والمستوطنون الأوائل الذين قاموا برحلات إلى الغرب الأمريكي. قام توايتس بجمع هذه الوثائق من مصادر مختلفة، وقام بتحريرها وتقديمها للقراء بأسلوب سهل الوصول إليه. يعتبر هذا المشروع مصدرًا قيمًا للباحثين والمهتمين بتاريخ الغرب الأمريكي.
كان هدف توايتس من هذا المشروع هو إتاحة الوصول إلى هذه المصادر الأولية المهمة للجمهور، والمساهمة في فهم أفضل لتاريخ الغرب الأمريكي. لقد نجح في تحقيق هذا الهدف، وأصبح مشروع “الرحلات الغربية المبكرة” مرجعًا أساسيًا للباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة.
مساهماته في جمعيات التاريخ
كان روبن غولد توايتس عضوًا نشطًا في العديد من الجمعيات التاريخية، بما في ذلك جمعية التاريخ الأمريكية وجمعية التاريخ الغربية. لعب دورًا قياديًا في هذه الجمعيات، وساهم في تنظيم المؤتمرات والندوات، ونشر الأبحاث التاريخية. كان توايتس مؤمنًا بأهمية التعاون بين المؤرخين، وعمل على تعزيز التواصل وتبادل الأفكار بين الباحثين في مجال التاريخ.
كما شغل منصب رئيس جمعية التاريخ الأمريكية في عام 1912، وهو دليل على التقدير الكبير الذي حظي به من قبل زملائه المؤرخين. خلال فترة رئاسته، عمل توايتس على تعزيز مكانة الجمعية، وزيادة تأثيرها في مجال البحث التاريخي.
إرثه وتأثيره
ترك روبن غولد توايتس إرثًا دائمًا في مجال التاريخ الأمريكي. لقد ساهم بشكل كبير في حفظ الوثائق التاريخية وجعلها في متناول الباحثين والجمهور. كما ساهم في تطوير مجال الكتابة التاريخية، من خلال أعماله المتميزة وأسلوبه السهل الممتنع. يعتبر توايتس واحدًا من أبرز المؤرخين وأمناء المكتبات في عصره، ولا يزال تأثيره محسوسًا حتى اليوم.
أعماله لا تزال مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بتاريخ الغرب الأوسط الأمريكي، وتظل مساهماته في مجال المكتبات والتاريخ محط تقدير وإعجاب. لقد كان رائدًا في مجال إتاحة التاريخ للجميع، وعمل بلا كلل لتحقيق هذا الهدف. إن إرثه سيستمر في إلهام الأجيال القادمة من المؤرخين وأمناء المكتبات.
حياته الشخصية
تزوج روبن غولد توايتس من جيسي بترفيلد في عام 1880، وأنجبا أربعة أطفال. كان توايتس رجلًا مثقفًا ومحبًا للقراءة، وكان يتمتع بشخصية جذابة ومؤثرة. كان يتمتع بعلاقات جيدة مع زملائه المؤرخين وأمناء المكتبات، وكان يحظى بتقدير واحترام واسع النطاق.
توفي روبن غولد توايتس في عام 1913 عن عمر يناهز الستين عامًا. ترك وراءه إرثًا غنيًا من الأعمال والإنجازات، وسيظل اسمه محفورًا في تاريخ المكتبات والتاريخ الأمريكي.
خاتمة
كان روبن غولد توايتس شخصية بارزة في مجال التاريخ والمكتبات في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. من خلال عمله كأمين مكتبة ومؤرخ وكاتب، ترك بصمة لا تُمحى على فهمنا لتاريخ الغرب الأوسط الأمريكي. يظل إرثه مصدر إلهام لأولئك الذين يسعون إلى الحفاظ على التاريخ وجعله في متناول الجميع.