تاريخ سجن هورسمونجر لين
تم بناء سجن هورسمونجر لين ليحل محل سجن قديم في نيويington، والذي كان يعتبر غير صحي وغير آمن. تم تصميم السجن الجديد من قبل المهندس المعماري جورج جيبس، وافتتح في عام 1799. كان تصميمه يعتمد على مبادئ الإصلاح التي كانت شائعة في ذلك الوقت، مع التركيز على العزلة والعمل الشاق كوسيلة لإعادة تأهيل السجناء.
تم تصميم السجن على شكل ساحة كبيرة، مع مبانٍ خلوية تحيط بالفناء. كان هناك أيضًا كنيسة وورش عمل ومستشفى داخل السجن. تم فصل السجناء حسب الجنس والجريمة، وكان هناك أيضًا جناح خاص للمدينين.
خلال القرن التاسع عشر، أصبح سجن هورسمونجر لين مكانًا للإعدام العام. تم شنق العديد من المجرمين البارزين هناك، بما في ذلك الزوجة القاتلة ماري آن مانينغ في عام 1849، والتي شهد إعدامها حشودًا ضخمة من المتفرجين، بمن فيهم تشارلز ديكنز.
بالإضافة إلى عمليات الإعدام، كان سجن هورسمونجر لين أيضًا مكانًا لاحتجاز العديد من الشخصيات البارزة. تم سجن الكاتب لي هانت هناك بتهمة التشهير في عام 1812، وتم سجن المصلح السياسي فرانسيس بيرديت في عام 1820 بسبب انتقاده للحكومة.
في عام 1878، تم إغلاق سجن هورسمونجر لين وهدمه. تم بناء موقع السجن في وقت لاحق بمبنى مجلس مقاطعة لندن.
عمليات الإعدام الشهيرة في سجن هورسمونجر لين
استضاف سجن هورسمونجر لين العديد من عمليات الإعدام العامة التي اجتذبت حشودًا كبيرة من المتفرجين. كانت هذه الأحداث غالبًا ما تكون بمثابة عروض عامة للعدالة، ولكنها كانت أيضًا مصدر قلق للعديد من الأشخاص الذين رأوا أنها وحشية وغير إنسانية.
من بين عمليات الإعدام الأكثر شهرة التي وقعت في سجن هورسمونجر لين:
- ماري آن مانينغ (1849): أدينت ماري آن مانينغ وزوجها فريدريك بقتل عشيقها. اجتذب إعدام ماري آن حشودًا ضخمة، بما في ذلك تشارلز ديكنز، الذي كتب لاحقًا عن تجربته في مقال ينتقد الإعدام العلني.
- جورج روثويل (1826): تم إعدام جورج روثويل بتهمة تزوير الشيكات. أثار قضيته جدلاً كبيرًا حول عقوبة الإعدام، حيث اعتقد الكثيرون أن جريمته لا تستحق مثل هذه العقوبة القاسية.
سجن هورسمونجر لين والشخصيات الأدبية
لعب سجن هورسمونجر لين دورًا في حياة وأعمال العديد من الشخصيات الأدبية. كما ذكرنا سابقًا، شهد تشارلز ديكنز إعدام ماري آن مانينغ وكتب عنه. بالإضافة إلى ذلك، تم سجن الكاتب لي هانت في سجن هورسمونجر لين بتهمة التشهير.
استوحى ديكنز من تجربته في مشاهدة الإعدام لكتابة روايته “آمال عظيمة”. يظهر تأثير السجن بوضوح في تصويره المظلم والقاتم للندن، وكذلك في شخصيات المجرمين والضحايا.
كما كتب لي هانت عن وقته في سجن هورسمونجر لين في مذكراته. وصف الظروف القاسية التي عاشها السجناء، وكذلك معاملة الحراس القاسية. ساعدت كتابات هانت في تسليط الضوء على الظروف المروعة في السجون في ذلك الوقت، وساهمت في حركة إصلاح السجون.
ظروف السجن والحياة اليومية
كانت الظروف في سجن هورسمونجر لين قاسية وغير صحية. كان السجناء يعيشون في زنازين صغيرة ومزدحمة، وغالبًا ما كانوا يعانون من سوء التغذية والمرض. كان العمل الشاق جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، وكان السجناء مطالبين بأداء مهام مثل طحن الذرة أو قطف الألياف.
كان النظام الغذائي للسجناء سيئًا للغاية، ويتكون بشكل أساسي من الخبز والماء. كان يُسمح لهم بتناول اللحم مرة واحدة فقط في الأسبوع. أدى هذا النقص في التغذية إلى انتشار الأمراض مثل الإسقربوط والدوسنتاريا.
كانت النظافة مشكلة كبيرة في السجن. لم يكن هناك صرف صحي كافٍ، وانتشرت القمامة والفضلات في جميع أنحاء الفناء. أدى ذلك إلى انتشار الأمراض وتفاقم الظروف المعيشية السيئة بالفعل.
إصلاح السجون وتأثير سجن هورسمونجر لين
كان سجن هورسمونجر لين جزءًا من فترة مهمة في تاريخ إصلاح السجون. خلال القرن التاسع عشر، كان هناك اهتمام متزايد بظروف السجون ومعاملة السجناء. سعى العديد من المصلحين إلى تحسين الظروف المعيشية في السجون، وتوفير التعليم والتدريب للسجناء، وتقليل استخدام العقوبة البدنية.
على الرغم من الظروف القاسية في سجن هورسمونجر لين، إلا أنه لعب دورًا في حركة إصلاح السجون. ساعدت الكتابات والملاحظات التي قدمها أولئك الذين كانوا مسجونين هناك، مثل لي هانت، في تسليط الضوء على المشاكل في نظام السجون، وساهمت في المطالبة بالتغيير.
أدت الجهود التي بذلها المصلحون في النهاية إلى تحسينات كبيرة في نظام السجون. تم بناء سجون جديدة ذات ظروف معيشية أفضل، وتم إدخال برامج تعليمية وتدريبية لمساعدة السجناء على إعادة الاندماج في المجتمع. كما تم تقليل استخدام العقوبة البدنية، وتم استبدالها بأساليب أكثر إنسانية لإدارة السجون.
هدم السجن والإرث
تم إغلاق سجن هورسمونجر لين في عام 1878 وهدمه بعد فترة وجيزة. تم بناء مبنى مجلس مقاطعة لندن في وقت لاحق على الموقع. اليوم، لا يوجد سوى القليل جدًا من الأدلة المادية على وجود السجن السابق.
ومع ذلك، لا يزال سجن هورسمونجر لين يحتل مكانة مهمة في تاريخ لندن. إنه بمثابة تذكير بالظروف القاسية التي كانت سائدة في السجون في الماضي، وكذلك بالجهود التي بذلت لتحسين معاملة السجناء. كما أنه يمثل فترة مهمة في تاريخ إصلاح السجون، عندما كان هناك اهتمام متزايد بحقوق الإنسان وكرامته.
خاتمة
كان سجن هورسمونجر لين سجنًا سيئ السمعة في لندن عمل من عام 1799 إلى عام 1878. شهد السجن العديد من عمليات الإعدام العامة البارزة، واحتجز شخصيات أدبية وسياسية بارزة. على الرغم من ظروفه القاسية، لعب السجن دورًا في حركة إصلاح السجون، وساهم في تحسين معاملة السجناء في المستقبل. يظل سجن هورسمونجر لين جزءًا مهمًا من تاريخ لندن، وتذكيرًا بالظروف القاسية التي كانت سائدة في السجون في الماضي والجهود المبذولة لتحسينها.