<![CDATA[
مقدمة
روبرت بي. كيرشنر (ولد في 15 أغسطس 1949) هو عالم فلك أمريكي، يشغل منصب كبير مسؤولي البرامج العلمية في مؤسسة جوردون وبيتي مور. يشتهر كيرشنر بأبحاثه في مجال المستعرات العظمى واستخدامها لقياس المسافات الكونية، مما ساهم في اكتشاف تسارع توسع الكون. وقد حصل على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإسهاماته العلمية المتميزة.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد روبرت كيرشنر في بلومينجتون، إلينوي. حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من جامعة هارفارد عام 1970، ثم حصل على درجة الدكتوراه في علم الفلك من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) عام 1975. كانت أطروحته للدكتوراه بعنوان “دراسات طيفية للمجرات الراديوية واسعة الخطوط”، والتي أشرف عليها عالم الفلك بيفرلي ويلز.
المسيرة المهنية
بعد حصوله على الدكتوراه، انضم كيرشنر إلى هيئة التدريس في جامعة ميشيغان كأستاذ مساعد في عام 1976. ثم انتقل إلى جامعة هارفارد في عام 1985، حيث شغل منصب أستاذ علم الفلك. في عام 2003، أصبح رئيسًا لقسم علم الفلك في جامعة هارفارد، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2007. وفي عام 2015، انضم إلى مؤسسة جوردون وبيتي مور ككبير مسؤولي البرامج العلمية.
الأبحاث العلمية
تركز أبحاث كيرشنر على المستعرات العظمى، وهي انفجارات نجمية هائلة تضيء لفترة وجيزة قبل أن تتلاشى ببطء. وقد استخدم كيرشنر المستعرات العظمى من النوع Ia (المستعرات العظمى القياسية) لقياس المسافات إلى المجرات البعيدة. وقد ساهمت هذه القياسات في اكتشاف تسارع توسع الكون في أواخر التسعينيات، وهو الاكتشاف الذي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2011.
المستعرات العظمى من النوع Ia: هي نوع من المستعرات العظمى تحدث في الأنظمة الثنائية حيث يوجد قزم أبيض (نجم ميت) يسحب المادة من نجم مرافق. عندما يصل القزم الأبيض إلى حد معين من الكتلة (حد شاندراسيخار)، فإنه يصبح غير مستقر وينفجر كمستعر أعظم. نظرًا لأن هذه المستعرات العظمى تحدث عند كتلة محددة، فإنها تضيء دائمًا بنفس السطوع تقريبًا، مما يجعلها “شموعًا قياسية” ممتازة لقياس المسافات الكونية.
تسارع توسع الكون: كان الاعتقاد السائد حتى أواخر التسعينيات هو أن توسع الكون يتباطأ بسبب جاذبية المادة الموجودة فيه. ومع ذلك، أظهرت قياسات المسافات إلى المستعرات العظمى من النوع Ia أن الكون يتوسع بوتيرة متسارعة. يشير هذا الاكتشاف إلى وجود شكل غامض من الطاقة يسمى “الطاقة المظلمة” تدفع الكون إلى التوسع بشكل أسرع.
بالإضافة إلى أبحاثه في المستعرات العظمى، قام كيرشنر أيضًا بدراسة بقايا المستعرات العظمى، وهي السحب المتوسعة من الغاز والغبار التي خلفتها المستعرات العظمى. وقد استخدم هذه البقايا لدراسة تكوين النجوم وتطور المجرات.
جوائز وتكريمات
- جائزة هيلين ب. وارنر في علم الفلك من الجمعية الفلكية الأمريكية (1988)
- جائزة دانيال هاينمان للفيزياء الفلكية (2011)
- جائزة مجموعة من جائزة نوبل في الفيزياء (2011)، كجزء من فريق Supernova Cosmology Project
- ميدالية جيمس كريج واتسون من الأكاديمية الوطنية للعلوم (2014)
مؤلفاته
كيرشنر هو مؤلف كتاب “الكون المندفع: اكتشاف الكون المتسارع” (The Extravagant Universe: Exploding Stars, Dark Energy, and the Accelerating Cosmos)، والذي نشر في عام 2002. يقدم الكتاب سردًا شاملاً وسهل الفهم لقصة اكتشاف تسارع توسع الكون وأهميته في فهمنا للكون.
التأثير والإسهامات
يُعتبر روبرت كيرشنر من بين أبرز علماء الفلك في العصر الحديث. لقد كان له دور فعال في تطوير فهمنا للمستعرات العظمى، وتوسع الكون، والطاقة المظلمة. وقد ألهمت أبحاثه العديد من العلماء الآخرين، وساهمت في تقدم علم الفلك بشكل كبير.
بعض الإسهامات الرئيسية لكيرشنر:
- استخدام المستعرات العظمى من النوع Ia كشموع قياسية لقياس المسافات الكونية.
- المساهمة في اكتشاف تسارع توسع الكون.
- دراسة بقايا المستعرات العظمى لفهم تكوين النجوم وتطور المجرات.
- تأليف كتاب “الكون المندفع” الذي يوضح اكتشاف تسارع توسع الكون لجمهور أوسع.
الحياة الشخصية
يعيش كيرشنر مع زوجته في منطقة بوسطن. لديه اهتمامات متنوعة تتجاوز علم الفلك، بما في ذلك الموسيقى الكلاسيكية والتاريخ والفنون.
خاتمة
روبرت كيرشنر عالم فلك مرموق ساهم بشكل كبير في فهمنا للكون. من خلال أبحاثه الرائدة في مجال المستعرات العظمى واكتشاف تسارع توسع الكون، ترك بصمة لا تُمحى في علم الفلك. سيظل إرثه يلهم الأجيال القادمة من العلماء والباحثين.