مقدمة
لورانس لويس شاركي (بالإنجليزية: Lawrence Louis Sharkey) (19 أغسطس 1898 – 13 مايو 1967)، المعروف باسم لانس شاركي أو ل. ل. شاركي، كان نقابياً وسياسياً أسترالياً بارزاً، وأحد الشخصيات المؤثرة في الحزب الشيوعي الأسترالي (CPA). لعب شاركي دوراً محورياً في تشكيل الحركة العمالية الأسترالية خلال فترة مضطربة من التاريخ، وتميزت بالتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الكبيرة.
نشأته وحياته المبكرة
ولد لانس شاركي في نيوساوث ويلز، أستراليا، ونشأ في بيئة عمالية متواضعة. تأثر في شبابه بالأفكار الاشتراكية والثورية، مما دفعه للانخراط في الحركة العمالية في سن مبكرة. عمل في عدة وظائف، بما في ذلك عامل منجم، مما جعله على تماس مباشر مع الظروف الصعبة التي يواجهها العمال الأستراليون في تلك الفترة.
دوره في الحركة العمالية
انضم شاركي إلى الحزب الشيوعي الأسترالي في أوائل العشرينات من القرن الماضي، وسرعان ما برز كقائد مؤثر ومنظم بارع. كان له دور فعال في تنظيم الإضرابات والاحتجاجات العمالية، والدفاع عن حقوق العمال وتحسين ظروف عملهم. كان شاركي من أشد المؤيدين للوحدة العمالية، وعمل بلا كلل على توحيد صفوف العمال من مختلف الصناعات والخلفيات.
- التنظيم النقابي: شارك شاركي في تأسيس العديد من النقابات العمالية، ولعب دوراً رئيسياً في تعزيز قوة الحركة النقابية في أستراليا.
- الإضرابات والاحتجاجات: قاد شاركي العديد من الإضرابات والاحتجاجات العمالية الكبرى، والتي ساهمت في تحسين الأجور وظروف العمل للعمال الأستراليين.
- الدفاع عن حقوق العمال: كان شاركي مدافعاً شرساً عن حقوق العمال، وقام بحملات واسعة النطاق لمكافحة الاستغلال والتمييز في أماكن العمل.
قيادته للحزب الشيوعي الأسترالي
تولى لانس شاركي منصب الأمين العام للحزب الشيوعي الأسترالي في عام 1948، وهو المنصب الذي شغله حتى وفاته في عام 1967. خلال فترة قيادته، شهد الحزب الشيوعي الأسترالي فترة من النمو والتوسع، وأصبح قوة سياسية واجتماعية مؤثرة في البلاد. قاد شاركي الحزب الشيوعي الأسترالي خلال فترة الحرب الباردة، وهي فترة اتسمت بالتوترات السياسية والأيديولوجية الشديدة بين الشرق والغرب.
- النمو والتوسع: شهد الحزب الشيوعي الأسترالي نمواً كبيراً في عدد الأعضاء والتأثير السياسي خلال فترة قيادة شاركي.
- مواجهة الحرب الباردة: قاد شاركي الحزب الشيوعي الأسترالي خلال فترة الحرب الباردة، ودافع عن مواقف الحزب الشيوعي في مواجهة الضغوط السياسية والإعلامية.
- التأثير السياسي: لعب الحزب الشيوعي الأسترالي دوراً مؤثراً في السياسة الأسترالية خلال فترة قيادة شاركي، وخاصة في الحركة العمالية والنقابية.
مواقفه السياسية والأيديولوجية
كان لانس شاركي ماركسياً لينينياً ملتزماً، وكان يؤمن بالثورة الاشتراكية كطريق لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة. كان من أشد المؤيدين للاتحاد السوفيتي، ويعتبره نموذجاً للدولة الاشتراكية. دافع شاركي عن حقوق الشعوب المستعمرة، ودعا إلى إنهاء الاستعمار والإمبريالية. كان من أشد المنتقدين للرأسمالية، ويعتبرها نظاماً قائماً على الاستغلال والظلم.
- الماركسية اللينينية: كان شاركي ملتزماً بالمبادئ الماركسية اللينينية، ويعتبرها أساساً لتحليل الواقع الاجتماعي والسياسي.
- الدعم للاتحاد السوفيتي: كان شاركي من أشد المؤيدين للاتحاد السوفيتي، ويعتبره نموذجاً للدولة الاشتراكية.
- مناهضة الاستعمار: دافع شاركي عن حقوق الشعوب المستعمرة، ودعا إلى إنهاء الاستعمار والإمبريالية.
- انتقاد الرأسمالية: كان شاركي من أشد المنتقدين للرأسمالية، ويعتبرها نظاماً قائماً على الاستغلال والظلم.
تحديات ومواجهات
واجه لانس شاركي العديد من التحديات والمواجهات خلال حياته السياسية. تعرض للاعتقال والسجن عدة مرات بسبب نشاطه السياسي. تم حظر الحزب الشيوعي الأسترالي في عام 1940، واضطر شاركي للعمل في الخفاء. تعرض الحزب الشيوعي الأسترالي لانتقادات وهجمات مستمرة من قبل الأحزاب السياسية الأخرى ووسائل الإعلام.
- الاعتقالات والسجن: تعرض شاركي للاعتقال والسجن عدة مرات بسبب نشاطه السياسي، وخاصة خلال فترة الحرب الباردة.
- حظر الحزب الشيوعي الأسترالي: تم حظر الحزب الشيوعي الأسترالي في عام 1940، واضطر شاركي للعمل في الخفاء.
- الانتقادات والهجمات: تعرض الحزب الشيوعي الأسترالي لانتقادات وهجمات مستمرة من قبل الأحزاب السياسية الأخرى ووسائل الإعلام، وخاصة بسبب مواقفه السياسية والأيديولوجية.
تأثيره وإرثه
ترك لانس شاركي بصمة واضحة على الحركة العمالية والسياسية في أستراليا. كان له دور فعال في تنظيم العمال والدفاع عن حقوقهم. ساهم في تعزيز قوة الحركة النقابية في أستراليا. أثر في جيل كامل من النشطاء السياسيين والعمال. لا يزال يعتبر شخصية مثيرة للجدل، ولكن لا يمكن إنكار تأثيره الكبير على التاريخ الأسترالي.
- التأثير على الحركة العمالية: كان لشاركي تأثير كبير على الحركة العمالية في أستراليا، حيث ساهم في تنظيم العمال والدفاع عن حقوقهم.
- تعزيز الحركة النقابية: ساهم شاركي في تعزيز قوة الحركة النقابية في أستراليا، ولعب دوراً رئيسياً في تحقيق العديد من المكاسب للعمال.
- التأثير على النشطاء السياسيين: أثر شاركي في جيل كامل من النشطاء السياسيين والعمال، وألهمهم للنضال من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة.
حياته الشخصية
تزوج لانس شاركي من إيدا بيس في عام 1928، وأنجبا ابنة واحدة. كان شاركي شخصية محبوبة ومحترمة من قبل العديد من الأشخاص، على الرغم من مواقفه السياسية المثيرة للجدل. كان معروفاً بتفانيه في قضايا العدالة الاجتماعية والمساواة.
وفاته
توفي لانس شاركي في سيدني في 13 مايو 1967، عن عمر يناهز 68 عاماً. حضر جنازته الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم العديد من النشطاء السياسيين والعمال. تم دفنه في مقبرة روكوود في سيدني.
خاتمة
كان لانس شاركي شخصية بارزة في تاريخ الحركة العمالية والسياسية في أستراليا. لعب دوراً محورياً في تنظيم العمال والدفاع عن حقوقهم، وقاد الحزب الشيوعي الأسترالي خلال فترة مضطربة من التاريخ. على الرغم من مواقفه السياسية المثيرة للجدل، لا يمكن إنكار تأثيره الكبير على المجتمع الأسترالي.