حياته المبكرة وتعليمه
ولد نايجل كالدير في لندن عام 1931. تلقى تعليمه في مدرسة سانت بول، ثم درس الفيزياء في كلية سيدني ساسكس بجامعة كامبريدج. بعد تخرجه، عمل ككاتب علمي مستقل.
مسيرته المهنية في الكتابة العلمية
بدأ كالدير مسيرته المهنية في الكتابة العلمية في الخمسينيات من القرن الماضي. عمل في مجلة “نيو ساينتست” (New Scientist)، حيث شغل منصب رئيس التحرير من عام 1962 إلى عام 1966. خلال فترة عمله في المجلة، قام بتغطية مجموعة واسعة من الموضوعات العلمية، بما في ذلك علم الفلك والفيزياء والبيولوجيا. اشتهر بقدرته على تبسيط المفاهيم العلمية المعقدة لجمهور واسع.
كتب كالدير العديد من الكتب العلمية الشعبية، بما في ذلك:
- “العنف الطبيعي للأرض” (The Violent Universe): استكشاف للأحداث الكونية العنيفة مثل المستعرات الأعظمية والثقوب السوداء.
- “العقل الآلي” (The Mind of Man): دراسة للدماغ البشري والذكاء الاصطناعي.
- “المفتاح إلى الكون” (Einstein’s Universe): شرح مبسط لنظرية النسبية لأينشتاين.
- “الجيل القادم” (Technopolis: Social Control of the Uses of Science): بحث في تأثير التكنولوجيا على المجتمع ومخاطر السيطرة الاجتماعية من خلال العلم.
كما كتب كالدير وأنتج العديد من الأفلام الوثائقية العلمية للتلفزيون، بما في ذلك “الحرب النووية بعد” (Nuclear Nightmare) عام 1980. ساهمت هذه الأعمال في تعزيز فهم الجمهور للعلوم والتكنولوجيا.
موقفه من تغير المناخ
أثار نايجل كالدير جدلاً واسعًا بسبب إنكاره لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان. جادل بأن التغيرات في المناخ طبيعية وتحدث بشكل دوري، وأن النشاط البشري له تأثير ضئيل على هذه التغيرات. كان كالدير من أشد المنتقدين للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، واتهمها بتضخيم الأدلة على تغير المناخ.
في كتابه “الشمس: دليل للظواهر الجوية المتغيرة” (The Manic Sun)، الذي نُشر عام 1997، زعم كالدير أن التغيرات في النشاط الشمسي هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ، وليس انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الأنشطة البشرية. دعا إلى إجراء مزيد من البحوث حول تأثير الشمس على المناخ.
انتقد كالدير بشدة السياسات الرامية إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بحجة أنها مكلفة وغير فعالة. كما زعم أن هذه السياسات تستند إلى علم غير مؤكد، وأنها ستضر بالاقتصاد العالمي.
يجدر بالذكر أن آراء كالدير حول تغير المناخ تتعارض مع الإجماع العلمي السائد، الذي يؤكد أن تغير المناخ حقيقي ويحدث بسبب الأنشطة البشرية، وأن له تأثيرات خطيرة على البيئة والمجتمع.
انتقادات لآرائه
تعرضت آراء كالدير حول تغير المناخ لانتقادات واسعة من قبل العلماء وخبراء المناخ. اتهموه بتشويه الحقائق العلمية، واستخدام بيانات منتقاة بعناية لدعم حججه. كما انتقدوه لعدم امتلاكه الخبرة اللازمة في مجال علم المناخ.
أشار منتقدو كالدير إلى أن الأدلة العلمية على تغير المناخ الذي يسببه الإنسان قوية للغاية، وأنها تستند إلى مجموعة واسعة من البيانات من مصادر متعددة. كما أشاروا إلى أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) هي هيئة علمية دولية محترمة، وأن تقاريرها تستند إلى أفضل العلوم المتاحة.
على الرغم من الانتقادات، ظل كالدير مدافعًا قويًا عن آرائه حول تغير المناخ حتى وفاته. كان يعتبر صوتًا مهمًا في حركة إنكار تغير المناخ، وساهم في تشكيل الرأي العام حول هذه القضية.
مساهماته الأخرى في العلوم
بالإضافة إلى كتاباته حول تغير المناخ، قدم كالدير مساهمات أخرى في مجال العلوم. كان مهتمًا بشكل خاص بعلم الفلك وعلم الكونيات. كتب العديد من الكتب والمقالات حول هذه الموضوعات، وساهم في تعزيز فهم الجمهور للكون.
كما كان كالدير مهتمًا بالعلاقة بين العلم والمجتمع. جادل بأن العلم يجب أن يكون في خدمة المجتمع، وأن العلماء يجب أن يكونوا مسؤولين عن الآثار المترتبة على أبحاثهم. دعا إلى إجراء مزيد من الحوار بين العلماء والجمهور حول القضايا العلمية الهامة.
الجوائز والتكريمات
على الرغم من الجدل المحيط بآرائه حول تغير المناخ، حصل كالدير على العديد من الجوائز والتكريمات عن عمله في مجال الكتابة العلمية، بما في ذلك جائزة كالينجا لليونسكو لتبسيط العلوم للجمهور.
وفاته
توفي نايجل كالدير في 25 يونيو 2014، عن عمر يناهز 82 عامًا.
إرثه
ترك نايجل كالدير إرثًا معقدًا ومثيرًا للجدل. كان كاتبًا علميًا موهوبًا، ساهم في تعزيز فهم الجمهور للعلوم. ومع ذلك، فإن آرائه حول تغير المناخ كانت مثيرة للجدل، وتعرضت لانتقادات واسعة من قبل العلماء وخبراء المناخ.
بغض النظر عن آرائه حول تغير المناخ، كان كالدير شخصية مهمة في مجال الكتابة العلمية، وساهم في تشكيل الرأي العام حول القضايا العلمية الهامة.
خاتمة
كان نايجل كالدير شخصية بارزة في مجال الكتابة العلمية، اشتهر بقدرته على تبسيط المفاهيم العلمية المعقدة لجمهور واسع. على الرغم من مساهماته القيمة في هذا المجال، إلا أنه أثار جدلاً واسعًا بسبب إنكاره لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان. تبقى آراؤه حول هذا الموضوع مثيرة للجدل وتتعارض مع الإجماع العلمي السائد. بغض النظر عن ذلك، يظل كالدير شخصية مؤثرة في تاريخ الكتابة العلمية.