<![CDATA[
مقدمة
نطاق ماينور (بالإنجليزية: Minor Scale) هو اسم أطلق على تجربة أجريت في 27 يونيو 1985 من قبل وكالة الدفاع النووي التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (والتي أصبحت الآن جزءًا من وكالة الحد من التهديدات الدفاعية). كانت هذه التجربة جزءًا من سلسلة واسعة من الاختبارات التي تهدف إلى فهم آثار الانفجارات على المعدات والهياكل المختلفة. على الرغم من أن كلمة “نطاق” قد توحي بشيء صغير أو محدود، إلا أن نطاق ماينور كان في الواقع اختبارًا واسع النطاق تضمن تفجير كمية كبيرة من المتفجرات التقليدية لمحاكاة تأثيرات انفجار نووي صغير.
الغرض من التجربة
كان الهدف الرئيسي من نطاق ماينور هو جمع بيانات حول استجابة مختلف الأنظمة العسكرية والمدنية للظروف القاسية التي قد تنجم عن انفجار نووي. وشمل ذلك تقييم قدرة هذه الأنظمة على البقاء صالحة للعمل بعد التعرض لموجة صدمة قوية وإشعاعات حرارية مكثفة. وقد استخدمت البيانات التي تم جمعها في نطاق ماينور لتحسين تصميم وبناء المعدات والبنية التحتية التي يمكن أن تصمد أمام آثار الحرب النووية.
تفاصيل التجربة
تم إجراء نطاق ماينور في موقع اختبار نيفادا، وهو موقع شاسع في صحراء نيفادا تستخدمه الولايات المتحدة لإجراء اختبارات الأسلحة النووية وغيرها من التجارب العسكرية. تضمنت التجربة تفجير 4.8 كيلوطن من المتفجرات التقليدية، وهو ما يعادل تقريبًا قوة انفجار 4800 طن من مادة تي إن تي. تم وضع المتفجرات على سطح الأرض، وتم بناء عدد من الهياكل والمعدات المستهدفة حول نقطة التفجير.
وشملت الأهداف في نطاق ماينور:
- مجموعة متنوعة من المركبات العسكرية، بما في ذلك الدبابات وناقلات الجنود المدرعة والشاحنات.
- أنظمة اتصالات، مثل أبراج الراديو وهوائيات الأقمار الصناعية.
- مكونات البنية التحتية المدنية، مثل محطات الطاقة والمستشفيات والمباني المكتبية.
- خنادق وأنفاق محصنة لاختبار قدرتها على تحمل الانفجارات.
تم تجهيز كل هدف بمجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار وأجهزة التسجيل لقياس تأثير الانفجار عليه. تضمنت هذه الأجهزة مقاييس الضغط لقياس قوة موجة الصدمة، ومقاييس الحرارة لقياس الإشعاع الحراري، وكاميرات عالية السرعة لتصوير حركة الأهداف أثناء الانفجار.
نتائج التجربة
قدمت تجربة نطاق ماينور ثروة من البيانات القيمة حول آثار الانفجارات على مختلف الأنظمة والمعدات. وكشفت النتائج أن بعض الأنظمة كانت أكثر مقاومة للانفجارات مما كان متوقعًا، بينما كانت أنظمة أخرى أكثر عرضة للتلف. على سبيل المثال، تبين أن بعض المركبات العسكرية يمكنها تحمل موجة صدمة قوية دون التعرض لأضرار كبيرة، بينما تعرضت أنظمة الاتصالات لأضرار بالغة حتى من مسافة بعيدة عن نقطة التفجير.
كما سلطت التجربة الضوء على أهمية التحصين المناسب والتصميم المعماري في حماية البنية التحتية المدنية من آثار الانفجارات. وتبين أن المباني التي تم بناؤها وفقًا لمعايير معينة يمكن أن تتحمل الانفجارات بشكل أفضل من المباني التي لم يتم بناؤها وفقًا لهذه المعايير.
استخدمت البيانات التي تم جمعها في نطاق ماينور لتحسين تصميم وبناء المعدات والبنية التحتية العسكرية والمدنية. كما تم استخدامها لتطوير نماذج محاكاة حاسوبية أكثر دقة يمكنها التنبؤ بآثار الانفجارات على مختلف الأنظمة.
الجدل والانتقادات
على الرغم من الأهمية العلمية لتجربة نطاق ماينور، إلا أنها أثارت أيضًا بعض الجدل والانتقادات. جادل بعض النقاد بأن التجربة كانت مكلفة للغاية وغير ضرورية، وأن الأموال التي تم إنفاقها عليها كان يمكن استخدامها بشكل أفضل لأغراض أخرى. وأعرب آخرون عن قلقهم بشأن الآثار البيئية للتجربة، وخاصة احتمال تلوث التربة والمياه بالمواد المشعة.
ومع ذلك، دافع أنصار التجربة عن الحاجة إليها، قائلين إنها ضرورية لفهم آثار الحرب النووية وحماية المدنيين والبنية التحتية العسكرية. وأشاروا إلى أن التجربة أجريت في موقع بعيد وغير مأهول، وأن جميع الاحتياطات اللازمة قد اتخذت لتقليل الآثار البيئية.
أهمية نطاق ماينور في الأمن القومي
على الرغم من الجدل المحيط بها، تظل تجربة نطاق ماينور حدثًا مهمًا في تاريخ الأمن القومي للولايات المتحدة. فقد قدمت بيانات قيمة حول آثار الانفجارات على مختلف الأنظمة والمعدات، وساعدت في تحسين تصميم وبناء المعدات والبنية التحتية العسكرية والمدنية. كما ساعدت في تطوير نماذج محاكاة حاسوبية أكثر دقة يمكنها التنبؤ بآثار الانفجارات على مختلف الأنظمة.
لا تزال البيانات التي تم جمعها في نطاق ماينور تستخدم اليوم من قبل الباحثين والمهندسين لتطوير تقنيات جديدة لحماية المدنيين والبنية التحتية العسكرية من آثار الحرب النووية والإرهاب.
تأثير نطاق ماينور على التجارب اللاحقة
أثرت تجربة نطاق ماينور بشكل كبير على تصميم وتنفيذ التجارب اللاحقة المتعلقة بآثار الانفجارات. على سبيل المثال، تم استخدام الدروس المستفادة من نطاق ماينور لتطوير إجراءات سلامة محسنة لحماية العاملين في التجارب المستقبلية. كما تم استخدامها لتحسين دقة نماذج المحاكاة الحاسوبية المستخدمة للتنبؤ بآثار الانفجارات.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت تجربة نطاق ماينور في تطوير تقنيات جديدة للكشف عن الانفجارات وتحديد موقعها. وقد استخدمت هذه التقنيات لتحسين قدرة الولايات المتحدة على مراقبة التجارب النووية في جميع أنحاء العالم.
نطاق ماينور في الثقافة الشعبية
على الرغم من أن تجربة نطاق ماينور ليست معروفة على نطاق واسع خارج الدوائر العلمية والعسكرية، إلا أنها ظهرت في عدد قليل من الأعمال الثقافية الشعبية. على سبيل المثال، تم ذكرها في بعض الكتب والأفلام الوثائقية التي تتناول تاريخ اختبار الأسلحة النووية.
كما كانت التجربة موضوعًا لبعض المقالات والمدونات على الإنترنت. غالبًا ما تستخدم هذه المقالات والمدونات تجربة نطاق ماينور لتوضيح الآثار المدمرة للحرب النووية وأهمية الحد من التسلح.
خاتمة
نطاق ماينور كان تجربة حاسمة قدمت رؤى قيمة حول آثار الانفجارات. ساهمت النتائج التي تم الحصول عليها في تعزيز الأمن القومي، وتطوير تقنيات الحماية، وتحسين نماذج المحاكاة. على الرغم من الجدل الذي أثير حولها، لا تزال نطاق ماينور معلمًا هامًا في تاريخ الاختبارات النووية والدفاع.