مقدمة
توماس سيغيسموند ستريبيلنج (بالإنجليزية: Thomas Sigismund Stribling) (ولد في 4 مارس 1881 – توفي في 8 يوليو 1965) كان كاتبًا أمريكيًا. على الرغم من أنه اجتاز امتحان المحاماة ومارس القانون لفترة وجيزة، إلا أنه سرعان ما تحول إلى الكتابة، وأصبح روائيًا وقاصًا غزير الإنتاج. اشتهر ستريبيلنج بروايته “ذا ستور” (The Store) التي فازت بجائزة بوليتزر في عام 1933.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد توماس سيغيسموند ستريبيلنج في فلورنس، ألاباما. تلقى تعليمه في مدرسة فلورنس العادية وجامعة ألاباما، حيث درس القانون. بعد اجتيازه امتحان المحاماة، مارس القانون لفترة قصيرة في فلورنس، لكنه وجد أن الكتابة أكثر جاذبية.
مسيرته الأدبية
بدأ ستريبيلنج مسيرته الأدبية بكتابة قصص قصيرة للمجلات الشعبية. سرعان ما اكتسب شهرة بأسلوبه الواقعي وتصويره للحياة في الجنوب الأمريكي. كانت قصصه غالبًا ما تتناول قضايا الفقر والظلم العنصري والفساد السياسي.
في عشرينيات القرن الماضي، بدأ ستريبيلنج في كتابة الروايات. حققت روايته الأولى “بيرث سيلفيستر” (Birthright) نجاحًا كبيرًا، وتناولت قصة شاب أسود متعلم يعود إلى بلدته الأصلية في الجنوب ويواجه التمييز والتحامل. تبع ذلك عدد من الروايات الأخرى، بما في ذلك “فوغل كول” (Fombombo) و “تيبراري” (Teeftallow).
ذا ستور (The Store): تعتبر رواية “ذا ستور” (1932) أشهر أعمال ستريبيلنج وأكثرها نجاحًا. تدور أحداث الرواية في بلدة صغيرة في ألاباما خلال فترة إعادة الإعمار، وتروي قصة صعود وسقوط عائلة من التجار البيض. فازت الرواية بجائزة بوليتزر في عام 1933، وأشاد بها النقاد لتصويرها الواقعي للحياة في الجنوب وتناولها للقضايا الاجتماعية المعقدة.
بعد نجاح “ذا ستور”، كتب ستريبيلنج روايتين أخريين تشكلان ثلاثية معها: “ذا فورهاوس” (The Forge) و “ذا أنفير” (The Unfinished Cathedral). تستكشف هذه الروايات الثلاث تاريخ الجنوب الأمريكي من الحرب الأهلية إلى أوائل القرن العشرين.
أسلوبه وموضوعاته
تميز أسلوب ستريبيلنج بالواقعية والوصف التفصيلي. كان يركز على تصوير الحياة اليومية للناس العاديين، وغالبًا ما كان يتناول قضايا اجتماعية وسياسية حساسة. كان ستريبيلنج مهتمًا بشكل خاص بتأثير التاريخ والعرق والطبقة على حياة الناس في الجنوب الأمريكي.
تشمل الموضوعات الرئيسية التي تناولها ستريبيلنج في أعماله:
- العرق والتمييز العنصري: كان ستريبيلنج ينتقد بشدة التمييز العنصري والظلم الذي يعاني منه الأمريكيون الأفارقة في الجنوب.
- الفقر والطبقية: صور ستريبيلنج الفقر المدقع الذي يعاني منه العديد من سكان الجنوب، وانتقد النظام الطبقي الذي يساهم في استمرار هذا الفقر.
- الفساد السياسي: فضح ستريبيلنج الفساد السياسي الذي كان مستشريًا في الجنوب، وأظهر كيف يؤثر ذلك على حياة الناس العاديين.
- تأثير التاريخ: استكشف ستريبيلنج تأثير التاريخ على حياة الناس في الجنوب، وكيف تشكل ذكريات الحرب الأهلية وإعادة الإعمار العلاقات الاجتماعية والسياسية.
الجوائز والتكريمات
- جائزة بوليتزر عن رواية “ذا ستور” (1933).
تأثيره وإرثه
كان لستريبيلنج تأثير كبير على الأدب الجنوبي الأمريكي. ساهمت أعماله في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية المهمة، وألهمت جيلًا من الكتاب الآخرين. على الرغم من أن شهرته تراجعت بعد وفاته، إلا أن أعماله لا تزال ذات صلة اليوم، وتستمر في إثارة النقاش حول العرق والطبقة والتاريخ في الجنوب الأمريكي.
يعتبر ستريبيلنج شخصية معقدة ومثيرة للجدل. يرى البعض أنه كاتب تقدمي سعى إلى فضح الظلم الاجتماعي، بينما ينتقده آخرون بسبب استخدامه للصور النمطية العنصرية في بعض أعماله. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أهميته ككاتب ساهم في تشكيل الأدب الجنوبي الأمريكي.
أعماله الرئيسية
- بيرث سيلفيستر (Birthright) (1922)
- فوغل كول (Fombombo) (1923)
- تيبراري (Teeftallow) (1926)
- ذا ستور (The Store) (1932)
- ذا فورج (The Forge) (1931)
- ذا أنفير (The Unfinished Cathedral) (1934)
حياته الشخصية ووفاته
تزوج ستريبيلنج من لورينا كيندريك في عام 1923. لم يكن لديهم أطفال. توفي ستريبيلنج في فلورنس، ألاباما، في عام 1965 عن عمر يناهز 84 عامًا.
خاتمة
كان توماس سيغيسموند ستريبيلنج كاتبًا أمريكيًا بارزًا في القرن العشرين، اشتهر بروايته “ذا ستور” التي فازت بجائزة بوليتزر. تميزت أعماله بالواقعية وتناولها للقضايا الاجتماعية والسياسية الحساسة، مثل العرق والفقر والفساد. على الرغم من أن شهرته تراجعت بعد وفاته، إلا أن أعماله لا تزال ذات صلة اليوم وتستمر في إثارة النقاش حول تاريخ الجنوب الأمريكي وقضاياه.