نشأة وتاريخ المؤسسة
تأسست “عيون مرشدة للمكفوفين” في عام 1954، ومنذ ذلك الحين، لعبت دورًا محوريًا في تغيير حياة آلاف الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر. بدأت المؤسسة كفكرة بسيطة، وهي توفير كلاب مدربة لمساعدة الأشخاص المكفوفين على التنقل بأمان وثقة. مع مرور الوقت، تطورت المؤسسة وتوسعت لتشمل برامج تدريبية متقدمة، ومرافق حديثة، وفريقًا من المتخصصين في تدريب الكلاب وتقديم الدعم للمستفيدين.
عملية تدريب كلاب الإرشاد
تعتبر عملية تدريب كلاب الإرشاد في “عيون مرشدة للمكفوفين” عملية مكثفة وشاملة، تستغرق حوالي عامين. تمر الكلاب بعدة مراحل تدريبية، بدءًا من اختيار الجراء المناسبة، وتربيتها في بيئة مناسبة، وصولًا إلى التدريب المتخصص على المهام التي ستؤديها مع أصحابها. تشمل هذه المراحل:
- التربية في المنزل: يتم إرسال الجراء إلى عائلات حاضنة لتعيش معهم وتتعلم أساسيات السلوك الاجتماعي والانضباط.
- التدريب الأساسي: في هذه المرحلة، تتعلم الكلاب الأوامر الأساسية مثل “اجلس”، “ابق”، و”تعال”. يتم التركيز على بناء الثقة بين المدرب والكلب.
- التدريب المتقدم: يتم في هذه المرحلة تعليم الكلاب المهام المتخصصة التي ستقوم بها ككلاب إرشاد، مثل تجنب العوائق، التوقف عند حافة الطريق، وتوجيه أصحابها إلى الوجهات المطلوبة.
- التدريب مع أصحابها: بعد انتهاء التدريب، يتم إقران الكلاب بالأشخاص الذين سيعملون معهم. يتم تدريبهم معًا لضمان التوافق والتعاون الفعال.
برامج الدعم للمستفيدين
لا تقتصر خدمات “عيون مرشدة للمكفوفين” على توفير الكلاب المدربة فقط، بل تشمل أيضًا برامج دعم شاملة للمستفيدين. تهدف هذه البرامج إلى مساعدة الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر على التكيف مع حياتهم الجديدة، وتعزيز استقلاليتهم وثقتهم بأنفسهم. تشمل هذه البرامج:
- التدريب على التنقل: يتم تدريب المستفيدين على كيفية استخدام كلاب الإرشاد بأمان وفعالية، وكيفية التعامل مع المواقف المختلفة التي قد يواجهونها في الشارع أو الأماكن العامة.
- الدعم النفسي والاجتماعي: توفر المؤسسة الدعم النفسي والاجتماعي للمستفيدين، لمساعدتهم على التغلب على التحديات العاطفية والاجتماعية التي قد يواجهونها.
- ورش العمل والمخيمات: تنظم المؤسسة ورش عمل ومخيمات للمستفيدين، لتوفير فرص للتعلم، والتواصل، وتبادل الخبرات.
- خدمات ما بعد التدريب: تقدم المؤسسة الدعم المستمر للمستفيدين بعد انتهاء التدريب، لضمان استمرار العلاقة الناجحة بين الكلب وصاحبه.
أهمية كلاب الإرشاد
تلعب كلاب الإرشاد دورًا حيويًا في حياة الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر. فهي لا توفر لهم المساعدة في التنقل فحسب، بل تساهم أيضًا في تحسين صحتهم النفسية والاجتماعية. تساعد كلاب الإرشاد أصحابها على:
- زيادة الاستقلالية: تمكنهم من التنقل بحرية وأمان، والقيام بالأنشطة اليومية دون الاعتماد على الآخرين.
- تعزيز الثقة بالنفس: تمنحهم شعورًا بالأمان والثقة، وتشجعهم على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- تخفيف الشعور بالعزلة: توفر لهم الرفقة والدعم العاطفي، وتساعدهم على التواصل مع الآخرين.
- تحسين الصحة البدنية: تشجعهم على ممارسة النشاط البدني، وتحسين لياقتهم البدنية.
التحديات التي تواجهها المؤسسة
تواجه “عيون مرشدة للمكفوفين” العديد من التحديات في سعيها لتحقيق أهدافها. تشمل هذه التحديات:
- تكاليف التدريب: يتطلب تدريب كلاب الإرشاد موارد مالية كبيرة، بما في ذلك تكاليف تربية الكلاب، وتدريبها، وتقديم الدعم للمستفيدين.
- الحاجة إلى المتطوعين: تعتمد المؤسسة على المتطوعين في العديد من جوانب عملها، مثل رعاية الجراء، والمساعدة في التدريب، وتقديم الدعم للمستفيدين.
- التوعية العامة: تحتاج المؤسسة إلى زيادة الوعي العام بأهمية كلاب الإرشاد، والتحديات التي يواجهها الأشخاص المكفوفون وضعاف البصر.
- التكيف مع التكنولوجيا: يجب على المؤسسة التكيف مع التطورات التكنولوجية، واستخدامها لتحسين برامج التدريب والدعم.
الجهود المبذولة للتغلب على التحديات
تبذل “عيون مرشدة للمكفوفين” جهودًا مستمرة للتغلب على التحديات التي تواجهها. تشمل هذه الجهود:
- جمع التبرعات: تقوم المؤسسة بجمع التبرعات من الأفراد والشركات والمؤسسات لتمويل برامجها.
- توسيع شبكة المتطوعين: تعمل المؤسسة على جذب المزيد من المتطوعين، وتوفير التدريب والدعم لهم.
- حملات التوعية: تنظم المؤسسة حملات توعية لزيادة الوعي العام بأهمية كلاب الإرشاد، والتحديات التي يواجهها الأشخاص المكفوفون وضعاف البصر.
- التعاون مع الشركاء: تتعاون المؤسسة مع المنظمات الأخرى، والمؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، لتبادل الخبرات، وتوسيع نطاق خدماتها.
التأثير المجتمعي
لمؤسسة “عيون مرشدة للمكفوفين” تأثير كبير على المجتمع. فهي لا تساعد فقط الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر على تحسين نوعية حياتهم، بل تساهم أيضًا في تغيير النظرة المجتمعية لهؤلاء الأشخاص. من خلال توفير كلاب الإرشاد، تساعد المؤسسة على:
- تعزيز الشمولية: تساعد على دمج الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر في المجتمع، وتمكينهم من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية.
- زيادة الوعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة: تساهم في زيادة الوعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وأهمية توفير الدعم والمساندة لهم.
- بناء مجتمع أكثر رحمة: تشجع على بناء مجتمع أكثر رحمة وتعاطفًا مع الأشخاص ذوي الإعاقة.
مستقبل “عيون مرشدة للمكفوفين”
تطمح “عيون مرشدة للمكفوفين” إلى التوسع في خدماتها، وتطوير برامجها لتلبية احتياجات الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر بشكل أفضل. تشمل خططها المستقبلية:
- توسيع نطاق التدريب: تطوير برامج تدريبية جديدة، لتلبية الاحتياجات المتزايدة من كلاب الإرشاد.
- زيادة عدد المستفيدين: الوصول إلى المزيد من الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر، وتوفير الدعم والتدريب لهم.
- استخدام التكنولوجيا: استخدام التكنولوجيا لتحسين برامج التدريب، وتوفير الدعم عن بعد للمستفيدين.
- تعزيز الشراكات: بناء شراكات جديدة مع المنظمات الأخرى، لتبادل الخبرات، وتوسيع نطاق خدماتها.
التعامل مع كلاب الإرشاد في الأماكن العامة
عند التعامل مع كلاب الإرشاد في الأماكن العامة، من الضروري اتباع بعض الإرشادات لضمان سلامة الكلب وصاحبه، والحفاظ على بيئة مناسبة لهما. يجب على الأشخاص:
- احترام خصوصية الكلب: تجنب لمس الكلب أو إطعامه دون إذن من صاحبه، خاصة أثناء عمله.
- الحفاظ على مسافة آمنة: الابتعاد عن الكلب وصاحبه، وعدم إعاقة طريقهما أو محاولة إلهاء الكلب.
- توفير بيئة آمنة: التأكد من أن البيئة المحيطة آمنة، وتجنب وضع العوائق في طريق الكلب وصاحبه.
- التوعية بأهمية كلاب الإرشاد: نشر الوعي بأهمية كلاب الإرشاد، والتأكيد على حق أصحابها في الوصول إلى الأماكن العامة.
خاتمة
تعتبر “عيون مرشدة للمكفوفين” مؤسسة رائدة في مجال تدريب كلاب الإرشاد، وتقديم الدعم للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر. من خلال عملها الدؤوب، ساهمت المؤسسة في تحسين نوعية حياة آلاف الأشخاص، وتعزيز استقلاليتهم وثقتهم بأنفسهم. تستمر المؤسسة في التطور والتوسع، وتهدف إلى تلبية الاحتياجات المتزايدة من كلاب الإرشاد، وتقديم الدعم الشامل للمستفيدين. إن مساهمة هذه المؤسسة في المجتمع لا تقدر بثمن، وهي مثال يحتذى به في العطاء والخدمة الإنسانية.
المراجع
“`