<![CDATA[
نشأتها وحياتها المبكرة
ولدت الليدي مارغريت كافنديش هارلي في 11 فبراير 1715، وهي ابنة إدوارد هارلي، إيرل أكسفورد الثاني وإيرل مورتيمر، وزوجته هنريتا كافنديش هولس. نشأت في بيئة أرستقراطية مثقفة، مما أتاح لها الوصول إلى المعرفة والفنون منذ صغرها. تلقت تعليمًا جيدًا وشجعت على تطوير اهتماماتها الفكرية والفنية. كان والدها جامعًا شغوفًا للكتب والمخطوطات، وقد أثر ذلك بشكل كبير على اهتمامها بجمع المقتنيات في وقت لاحق من حياتها.
في عام 1734، تزوجت مارغريت من ويليام بينتينك، دوق بورتلاند الثاني. كان زواجهما سعيدًا وأنجبا ستة أطفال. سمح لها زواجها من دوق بورتلاند بالوصول إلى ثروة كبيرة ومكانة اجتماعية مرموقة، مما مكنها من تحقيق طموحاتها في جمع المقتنيات وتوسيع معارفها.
شغف جمع المقتنيات
بدأت دوقة بورتلاند في جمع المقتنيات في وقت مبكر من حياتها الزوجية، وسرعان ما تحول هذا الشغف إلى هوس حقيقي. كانت مهتمة بشكل خاص بالتاريخ الطبيعي، بما في ذلك النباتات والحيوانات والمعادن والأصداف. كما جمعت أيضًا أعمالًا فنية قيمة، مثل اللوحات والمنحوتات والأعمال الزخرفية. لم تكن دوقة بورتلاند مجرد هاوية تجمع المقتنيات بشكل عشوائي، بل كانت لديها رؤية واضحة لما ترغب في جمعه، وكانت تسعى جاهدة للحصول على أفضل العينات وأندرها.
أصبحت دوقة بورتلاند معروفة على نطاق واسع بشبكتها الواسعة من المخبرين والوكلاء الذين كانوا يبحثون لها عن مقتنيات نادرة وقيمة في جميع أنحاء العالم. كانت على استعداد لدفع مبالغ كبيرة للحصول على ما تريده، مما جعلها قوة لا يستهان بها في سوق التحف. كانت أيضًا على علاقة وثيقة بالعديد من العلماء والفنانين، الذين كانوا يقدمون لها المشورة والمساعدة في جمع مقتنياتها وتصنيفها.
متحف بورتلاند
جمعت دوقة بورتلاند مجموعتها الواسعة في منزلها الريفي، بولستروود بارك، بالقرب من باكينجهامشير. حولت أجزاء كبيرة من المنزل إلى ما يشبه المتحف الخاص، والذي أصبح يعرف باسم “متحف بورتلاند”. كان المتحف مفتوحًا للجمهور بشكل محدود، وكان يجذب الزوار من جميع أنحاء أوروبا. كان الزوار يأتون لمشاهدة المجموعة الرائعة من التحف الطبيعية والفنية، وللاستمتاع بجمال الحدائق المحيطة بالمنزل.
تضمنت المجموعة في متحف بورتلاند ما يلي:
- الأصداف: كانت دوقة بورتلاند مولعة بشكل خاص بجمع الأصداف، وكانت مجموعتها من بين الأكبر والأكثر تنوعًا في العالم. شملت المجموعة أصدافًا نادرة وغريبة من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى العديد من العينات الجميلة والمذهلة.
- النباتات: كانت دوقة بورتلاند مهتمة أيضًا بعلم النبات، وكانت تمتلك حديقة نباتية واسعة في بولستروود بارك. كانت الحديقة تضم مجموعة متنوعة من النباتات النادرة والغريبة، بالإضافة إلى العديد من النباتات المحلية.
- الحيوانات: جمعت دوقة بورتلاند أيضًا مجموعة من الحيوانات المحنطة، بما في ذلك الطيور والثدييات والزواحف. كانت المجموعة تضم العديد من العينات النادرة والغريبة، بالإضافة إلى العديد من العينات المحلية.
- المعادن: جمعت دوقة بورتلاند أيضًا مجموعة من المعادن والصخور، بما في ذلك العديد من العينات النادرة والقيمة.
- الأعمال الفنية: جمعت دوقة بورتلاند أيضًا مجموعة من الأعمال الفنية، بما في ذلك اللوحات والمنحوتات والأعمال الزخرفية. شملت المجموعة أعمالًا لفنانين مشهورين من جميع أنحاء أوروبا.
علاقاتها مع العلماء والفنانين
كانت دوقة بورتلاند على علاقة وثيقة بالعديد من العلماء والفنانين في عصرها. كانت تدعمهم ماليًا وفكريًا، وكانت تستضيفهم في منزلها في بولستروود بارك. من بين العلماء والفنانين الذين كانوا على علاقة بدوقة بورتلاند:
- دانييل سولاندر: كان عالم نبات سويديًا وعمل أمينًا لمجموعة التاريخ الطبيعي في المتحف البريطاني. كان سولاندر صديقًا مقربًا لدوقة بورتلاند، وكان يقدم لها المشورة والمساعدة في جمع مقتنياتها النباتية.
- جوزيف بانكس: كان عالم نبات إنجليزيًا ورئيسًا للجمعية الملكية. كان بانكس صديقًا لدوقة بورتلاند، وكان يقدم لها المشورة والمساعدة في جمع مقتنياتها النباتية.
- إيراسموس داروين: كان طبيبًا وعالم نبات وشاعرًا إنجليزيًا. كان داروين صديقًا لدوقة بورتلاند، وكان يقدم لها المشورة والمساعدة في جمع مقتنياتها النباتية.
- جورج رومني: كان رسام بورتريه إنجليزيًا. رسم رومني العديد من اللوحات لدوقة بورتلاند وأفراد عائلتها.
- جوشوا رينولدز: كان رسام بورتريه إنجليزيًا. رسم رينولدز أيضًا لوحة لدوقة بورتلاند.
مزاد بورتلاند
بعد وفاة دوقة بورتلاند في عام 1785، تم بيع مجموعتها في مزاد علني استمر 38 يومًا في عام 1786. كان المزاد حدثًا تاريخيًا جذب المشترين من جميع أنحاء أوروبا. بيعت العديد من القطع بأسعار باهظة، مما يعكس قيمة وأهمية مجموعة دوقة بورتلاند. ساهم المزاد في تشتيت المجموعة، ولكن أيضًا في نشرها على نطاق واسع وتقديرها من قبل جمهور أوسع.
يعتبر “مزاد بورتلاند” من أهم المزادات في تاريخ جمع المقتنيات، ولا يزال يذكر حتى اليوم كرمز للذوق الرفيع والشغف بالتحف النادرة والقيمة.
إرثها
تركت مارغريت كافنديش بينتينك، دوقة بورتلاند، إرثًا دائمًا في عالم العلوم والفنون وجمع المقتنيات. كانت شخصية بارزة في عصرها، وقد ساهمت في تعزيز المعرفة والفنون من خلال جمعها الرائع ودعمها للعلماء والفنانين. تعتبر مجموعتها من التحف الطبيعية والفنية من بين الأكبر والأكثر شهرة في القرن الثامن عشر، ولا تزال تلهم الناس حتى اليوم. بالإضافة إلى ذلك، تُعدّ قصة حياتها مثالًا على دور المرأة في العلوم والفنون في فترة تاريخية كانت فيها الفرص المتاحة لهن محدودة.
خاتمة
كانت مارغريت كافنديش بينتينك، دوقة بورتلاند، امرأة استثنائية جمعت بين الذوق الرفيع والشغف بالمعرفة وحب الفنون. تركت بصمة واضحة في تاريخ جمع المقتنيات، وألهمت العديد من الأشخاص لتقدير جمال العالم الطبيعي والفن. ستظل دوقة بورتلاند تُذكر دائمًا كواحدة من أعظم جامعي التحف في التاريخ.