نشأتها وتعليمها
ولدت ريبيكا سكلوت في سبرينجفيلد بولاية إلينوي، ونشأت في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا. والدتها هي جودي لينسكوف، ووالدها هو إدوارد سكلوت. انفصل والداها عندما كانت في الرابعة من عمرها، وقضت ريبيكا طفولتها متنقلة بين منزل والدتها في بيتسبرغ ومنزل والدها في بورتلاند بولاية أوريغون.
بدأت سكلوت الكتابة في سن مبكرة، حيث كتبت أول قصة قصيرة لها في الصف الرابع. خلال سنوات مراهقتها، عملت في وظائف مختلفة، بما في ذلك مساعدة بيطرية وفني تشريح. كانت هذه التجارب بمثابة مصدر إلهام لها لمتابعة الكتابة عن العلوم والطب.
حصلت سكلوت على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من جامعة ولاية كولورادو عام 1997 ودرجة الماجستير في الكتابة الإبداعية من جامعة بيتسبرغ عام 1999.
مسيرتها المهنية
بعد تخرجها، عملت سكلوت ككاتبة مستقلة، وكتبت مقالات لمجموعة متنوعة من المنشورات، بما في ذلك مجلة نيويورك تايمز ومجلة أودوبون ومجلة بوبيولار ساينس. ركزت كتاباتها على موضوعات علمية وطبية، وغالبًا ما استكشفت القضايا الأخلاقية المعقدة التي تنطوي عليها هذه المجالات.
بدأت سكلوت العمل على “حياة هنريتا لاكس الخالدة” في عام 1999، بعد أن علمت بقصة هنريتا لاكس في دورة علم الأحياء في الكلية. قضت أكثر من عشر سنوات في البحث والكتابة عن الكتاب، الذي نشر في عام 2010 ولاقى استحسانًا كبيرًا. تصدر الكتاب قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعًا لأكثر من 75 أسبوعًا، وفاز بالعديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة الكتاب الوطني للكتب غير الخيالية.
بالإضافة إلى “حياة هنريتا لاكس الخالدة”، كتبت سكلوت أيضًا مقالات لمجموعة متنوعة من المنشورات، وشاركت في تأليف كتاب “المرأة في العلوم: 50 امرأة جريئة غيرت العالم” (Women in Science: 50 Fearless Pioneers Who Changed the World) مع راشيل إغنوتوفسكي، ونشر عام 2016.
تشمل أعمال سكلوت البارزة الأخرى:
- “بعض العزاء الذي تقدمه الحيوانات” (Some of the Comforts of Animals): مقال نشر في مجلة نيويورك تايمز يستكشف الروابط العاطفية بين البشر والحيوانات.
- “عندما تكون الصحة العامة خطأ” (When Public Health Is Wrong): مقال نشر في مجلة نيويورك تايمز يستكشف القضايا الأخلاقية المتعلقة بتجارب الصحة العامة.
- “تأثير لاكس: الأخلاقيات والعلوم والجيل القادم” (The Lacks Effect: Ethics, Science, and the Next Generation): مقال نشر في مجلة ساينس يناقش تأثير قصة هنريتا لاكس على الأخلاقيات في مجال البحث العلمي.
“حياة هنريتا لاكس الخالدة”
“حياة هنريتا لاكس الخالدة” هو كتاب غير روائي يحكي قصة هنريتا لاكس، وهي امرأة أمريكية من أصل أفريقي توفيت بسرطان عنق الرحم عام 1951. قبل وفاتها، أخذ الأطباء عينة من خلاياها السرطانية دون علمها أو إذنها. أصبحت هذه الخلايا، المعروفة باسم خلايا هيلا، أول خط خلوي بشري يتم استنباته بنجاح في المختبر. منذ ذلك الحين، تم استخدام خلايا هيلا في عدد لا يحصى من الأبحاث الطبية، مما ساهم في تطوير لقاح شلل الأطفال والعلاج الكيميائي والعديد من التطورات الطبية الأخرى.
يستكشف الكتاب أيضًا القضايا الأخلاقية المتعلقة باستخدام خلايا هيلا، بما في ذلك حقيقة أن عائلة لاكس لم تكن على علم باستخدام خلايا هنريتا لاكس لسنوات عديدة، ولم تتلق أي تعويض عن المساهمات العلمية الهائلة التي قدمتها خلاياها. يسلط الكتاب الضوء على الظلم التاريخي الذي واجهه الأمريكيون من أصل أفريقي في مجال الطب، ويدعو إلى مزيد من الشفافية والمساءلة في مجال البحث العلمي.
حقق كتاب “حياة هنريتا لاكس الخالدة” نجاحًا نقديًا وتجاريًا كبيرًا. وقد أشاد به على نطاق واسع لاستكشافه للقضايا العلمية والأخلاقية المعقدة بطريقة جذابة ويمكن الوصول إليها. تم تحويل الكتاب إلى فيلم تلفزيوني من إنتاج HBO عام 2017، وبطولة أوبرا وينفري وروز بيرن.
الجوائز والتكريمات
حصلت ريبيكا سكلوت على العديد من الجوائز والتكريمات لعملها، بما في ذلك:
- جائزة الكتاب الوطني للكتب غير الخيالية (2010)
- جائزة دائرة نقاد الكتاب الوطنية (2010)
- جائزة الكتاب العلمي من الأكاديمية الوطنية للعلوم (2011)
- زمالة غوغنهايم (2011)
مواقفها وآراؤها
ريبيكا سكلوت مدافعة صريحة عن الأخلاقيات في مجال البحث العلمي. وهي تدعو إلى مزيد من الشفافية والمساءلة في استخدام المواد البيولوجية البشرية في البحث، وتؤكد على أهمية الحصول على موافقة مستنيرة من المرضى وعائلاتهم قبل استخدام أنسجتهم في البحث.
كما أنها من المؤيدين المتحمسين لتعليم العلوم، وتؤمن بأهمية إتاحة العلوم للجميع، بغض النظر عن خلفيتهم أو وضعهم الاجتماعي والاقتصادي. غالبًا ما تتحدث عن أهمية دور العلماء في التواصل مع الجمهور، وتؤكد على ضرورة قيام العلماء بتوصيل نتائج أبحاثهم بطريقة واضحة ويمكن الوصول إليها.
ترى سكلوت أن قصة هنريتا لاكس يجب أن تكون بمثابة تذكير بأهمية الأخلاقيات والعدالة في مجال الطب والبحث العلمي. وتأمل أن يساعد كتابها في إثارة المحادثات حول هذه القضايا المهمة، ويشجع على إجراء تغييرات إيجابية في كيفية إجراء البحث العلمي.
خاتمة
ريبيكا سكلوت هي كاتبة علمية موهوبة ومدافعة قوية عن الأخلاقيات في مجال البحث العلمي. يعتبر كتابها “حياة هنريتا لاكس الخالدة” عملاً رائدًا أثار محادثات مهمة حول قضايا مثل الموافقة المستنيرة والعدالة العرقية في مجال الطب. تواصل سكلوت إلهام القراء في جميع أنحاء العالم من خلال كتاباتها ومواقفها.