الشريان الوربي الخلفي
الشريان الوربي الخلفي هو وعاء دموي يوفر الدم المؤكسج لجدار الصدر الخلفي. هناك أحد عشر شريانًا وربيًا خلفيًا على كل جانب من الجسم، تتوافق مع الأحد عشر مساحة بين الأضلاع. تنشأ هذه الشرايين بشكل مختلف اعتمادًا على موقعها:
- الشرايين الوربية الخلفية الأول والثاني: تنشأ من الشريان الوربي العلوي، وهو فرع من الجذع الضلعي الرقبي، الذي ينشأ بدوره من الشريان تحت الترقوة.
- الشرايين الوربية الخلفية الثالث إلى الحادي عشر: تنشأ مباشرة من الأبهر الصدري، وهو الجزء من الشريان الأورطي الذي يمر عبر الصدر.
مسار الشريان الوربي الخلفي:
بعد نشأتها، تسير الشرايين الوربية الخلفية على طول السطح الداخلي للأضلاع، داخل الأخدود الضلعي، جنبًا إلى جنب مع الوريد الوربي الخلفي والعصب الوربي. يقع الشريان عادةً أسفل الوريد وفوق العصب. تسير هذه الأوعية من الخلف إلى الأمام، وتلتف حول جدار الصدر لتتصل بالشرايين الوربية الأمامية، وهي فروع من الشريان الصدري الداخلي (المعروف أيضًا بالشريان الثديي الداخلي).
فروع الشريان الوربي الخلفي:
أثناء مسارها، تعطي الشرايين الوربية الخلفية عدة فروع، بما في ذلك:
- الفروع الظهرية: تزود عضلات الظهر والجلد والحبل الشوكي.
- الفروع الجلدية الجانبية: تخترق العضلات الوربية وتزود جلد جدار الصدر الجانبي.
- الفروع العضلية: تزود العضلات الوربية.
- الفروع التفاغرية: تتصل بالشرايين الوربية الأمامية لتشكيل شبكة دموية حول جدار الصدر.
الأهمية السريرية للشريان الوربي الخلفي:
تعتبر الشرايين الوربية الخلفية مهمة في عدة حالات سريرية:
- النزيف: يمكن أن تؤدي إصابة الشرايين الوربية الخلفية أثناء العمليات الجراحية في الصدر أو بسبب الصدمات إلى نزيف حاد. بسبب موقعها بالقرب من الأضلاع، قد تتضرر هذه الشرايين في حالات كسور الأضلاع.
- تمدد الأوعية الدموية: على الرغم من ندرتها، إلا أن تمدد الأوعية الدموية في الشرايين الوربية الخلفية يمكن أن يحدث، مما قد يؤدي إلى مضاعفات مثل التمزق أو الانسداد.
- التصوير: يمكن تصوير الشرايين الوربية الخلفية باستخدام تقنيات مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم تشريحها والكشف عن أي تشوهات.
الوريد الوربي الخلفي
الوريد الوربي الخلفي هو وعاء دموي يقوم بتصريف الدم غير المؤكسج من جدار الصدر الخلفي. مثل الشرايين، هناك أحد عشر وريدًا وربيًا خلفيًا على كل جانب من الجسم. ومع ذلك، فإن مسارها ومواقع تصريفها تختلف عن الشرايين.
مسار الوريد الوربي الخلفي:
تسير الأوردة الوربية الخلفية جنبًا إلى جنب مع الشرايين والأعصاب الوربية في الأخدود الضلعي. تقع الأوردة فوق الشرايين، بينما تقع الأعصاب في الأسفل. تقوم هذه الأوردة بجمع الدم من جدار الصدر الخلفي والعضلات والأنسجة المحيطة.
تصريف الوريد الوربي الخلفي:
تختلف الأوردة الوربية الخلفية في تصريفها اعتمادًا على موقعها:
- الأوردة الوربية الخلفية الأول والثاني والثالث: تتحد لتشكل الوريد الوربي العلوي. على الجانب الأيمن، يصب الوريد الوربي العلوي الأيمن في الوريد الفردي. على الجانب الأيسر، يصب الوريد الوربي العلوي الأيسر عادةً في الوريد الوربي العلوي الأيسر (المعروف أيضًا باسم الوريد نصف الفردي العلوي) أو مباشرة في الوريد العضدي الرأسي الأيسر.
- الأوردة الوربية الخلفية الرابع إلى الثامن: تصب مباشرة في الوريد الفردي على الجانب الأيمن والوريد نصف الفردي على الجانب الأيسر.
- الأوردة الوربية الخلفية التاسع إلى الحادي عشر: تصب في الوريد نصف الفردي السفلي على الجانب الأيسر والوريد الفردي على الجانب الأيمن.
الوريد الفردي والوريد نصف الفردي:
الوريد الفردي هو وريد كبير يمتد على طول الجانب الأيمن من العمود الفقري في الصدر. يستقبل الدم من الأوردة الوربية الخلفية اليمنى والأوردة الأخرى في الصدر والبطن. يصب الوريد الفردي في الوريد الأجوف العلوي، الذي يحمل الدم إلى الأذين الأيمن للقلب.
الوريد نصف الفردي هو وريد مماثل يقع على الجانب الأيسر من العمود الفقري. يمتد فقط عبر الجزء السفلي من الصدر وعادة ما يصب في الوريد الفردي. ومع ذلك، قد يصب الوريد نصف الفردي العلوي، وهو امتداد للوريد نصف الفردي، في الوريد العضدي الرأسي الأيسر.
الأهمية السريرية للوريد الوربي الخلفي:
تعتبر الأوردة الوربية الخلفية مهمة في عدة حالات سريرية:
- متلازمة الوريد الأجوف العلوي: يمكن أن يؤدي انسداد الوريد الأجوف العلوي، غالبًا بسبب السرطان، إلى تدفق الدم إلى الخلف في الأوردة الوربية الخلفية، مما يؤدي إلى انتفاخ الأوردة في جدار الصدر.
- تحويل مجرى الدم: في حالات انسداد الوريد الأجوف السفلي، يمكن أن توفر الأوردة الوربية الخلفية مسارًا بديلًا لعودة الدم إلى القلب.
- التصوير: يمكن تصوير الأوردة الوربية الخلفية باستخدام تقنيات التصوير لتقييم تشريحها والكشف عن أي تشوهات.
التشريح المقارن
على الرغم من أن هذا المقال يركز بشكل أساسي على التشريح البشري للشرايين والأوردة الوربية الخلفية، فمن المهم ملاحظة أن هناك اختلافات في الأنواع الأخرى من الثدييات. على سبيل المثال، يختلف عدد الشرايين والأوردة الوربية الخلفية في الحيوانات التي لديها عدد مختلف من الأضلاع. بالإضافة إلى ذلك، قد تختلف مواقع تصريف الأوردة الوربية الخلفية في أنواع مختلفة. غالبًا ما تعكس هذه الاختلافات التكيفات مع احتياجات التمثيل الغذائي وأنماط الحركة المحددة للحيوان.
التطور الجنيني
تتطور الشرايين والأوردة الوربية الخلفية من الأوعية الدموية الجنينية المبكرة. تنشأ الشرايين الوربية الخلفية من الشرايين الظهرية، وهي أوعية دموية طولية تقع على جانبي الأنبوب العصبي. تتشكل الأوردة الوربية الخلفية من شبكة من الأوردة الجنينية التي تتصل لتشكل الأوردة الفردية ونصف الفردية.
خاتمة
الشريان الوربي الخلفي والوريد الوربي الخلفي هما وعاءان دمويان أساسيان يقعان في الفضاء الوربي الخلفي. يوفر الشريان الوربي الخلفي الدم المؤكسج لجدار الصدر الخلفي، بينما يقوم الوريد الوربي الخلفي بتصريف الدم غير المؤكسج من نفس المنطقة. تعتبر هذه الأوعية الدموية حيوية لوظيفة جدار الصدر، ويمكن أن تكون إصابتها أو تشوهها ذا أهمية سريرية كبيرة. فهم التشريح والوظيفة السريرية لهذه الأوعية ضروري للمهنيين الطبيين الذين يشاركون في تشخيص وعلاج الحالات المتعلقة بجدار الصدر.